حسن الرداد ويسرا اللوزى و بثينة رشوان فى مشهد من مسلسل «ادم وجميلة» ( السوب أوبرا) دراما بدأت في النصف الاخير من القرن الماضي مابين المكسيك والولايات المتحده الي ان انتقلت الي مصر من خلال مجموعة من الاعمال التي تخطت 120 حلقة مثل (ذا بولد اند بيوتفل) والذي حقق رواجا واسعا اثناء عرضه اوائل التسعينيات ثم اختفت لتعود مرة اخري خلال السنوات الأخيرة بعد الاجتياح التركي لسوق الدراما المصري وهو ما دفع عددا من صناع الدراما المصريين إلي محاكاة التجربة بأعمال مصرية يمكن ان يندرج تحت مسمي دراما ( السوب أوبرا) فظهرت مجموعة من المسلسلات ( زي الورد) و (المنتقم) و (ادم وجميلة) و (هبة رجل الغراب) و (الاخوة) و (قلوب) وفي الطريق ( الخطيئة) و (عيون الحب) و(شطرنج)وعن أسباب اللجوء لهذه النوعية وتقييم تواجدها في الدراما المصريه كان هذا التحقيق . يقول المؤلف هشام هلال مؤلف مسلسل (المنتقم) والذي امتد إلي 120 حلقة أن القنوات التليفزيونية تلجأ الي تلك الاعمال الطويلة بسبب سعيها لشغل بعض الساعات ووجود محتوي تسطيع من خلاله جذب المشاهد هذا بجانب أنه من الناحية الانتاجية مربح للمنتج اكثر من انتاجة ل 30 حلقة وذلك بسبب تصويره عدد ساعات طويلة في (لوكيشن) واحد مما يعني تكلفة اقل عكس مسلسلات ال30 حلقة والتي تتطلب التواجد في اكثر من مكان وذلك لتتابع الاحداث علي العكس من مسلسلات السوب أوبرا والتي تختلف طريقة الكتابة بها حيث يتم عرض كل حدث علي أربع حلقات وذلك لوجود مساحة زمنية اكبر يمكن من خلالها سرد التفاصيل. ويقول المؤلف فداء الشندويلي أن تلك التجربة اثبتت نجاحها بعد دخول الأعمال التركية للسوق المصرية مما أثار انتباه المنتجين واصحاب القنوات فسعي كل منهم لجذب المشاهد لاعمال مصرية بدلا من مثيلتها التركية هذا بجانب وجود مسافة طويلة بين كل موسم رمضاني مما دفعهم لملء ذلك الوقت بأعمال طويلة و التي تتسم معظم الوقت بطابع بوليسي أو رومانسي حتي نستطيع عرضها علي مجموعة كبيرة من الحلقات فان (التيمة) الدرامية هامه جدا حتي لايشعر المشاهد بحالة من الملل كما يجب ان يكون هناك مفاجئة أو حدث غير متوقع نهاية كل حلقة حتي تسطيع ربط المشاهد لمتابعة باقي الحلقات هذا بجانب أن القنوات تقوم بشراء أعمال السوب أوبرا بسعر أقل في حين أنها تدر ربحا كبيرا من خلال الاعلانات وهو ما حدث مع مسلسل (ادم وجميلة) اثناء عرضه. ويقول المخرج عصام شعبان فكرة تقديم المسلسلات الطويلة او ما يسمي السوب أوبرا فكرة جيدة ويجب ان نقدم من خلاله شيئا محترما أيضا لكن للأسف معظم الأعمال التي عرضت في هذا الإطار بعيدة عن الاحترام ولعل أبرز هذه النماذج مسلسل (قلوب) الذي لا ينتمي إلي الدراما بل هو مجرد مشاهد (بورنو) تم تجميعها في عمل.. فللأسف أردنا أن نجاري الأمريكان والأتراك في عمل مسلسلات السوب أوبرا لكننا لم نأخذ منهم الا الفكرة والعلاقات المحرمة والشاذة ولم نطور الفكرة ونضيف اليها ونضعها في إطارها الصحيح المناسب لنا ولعاداتنا وتقاليدنا ... وللأسف القطاع الخاص هو المسئول عن هذا التدهور والعيب علي الحكومة التي غابت عن الإنتاج الدرامي ففتحت الطريق للتلاعب بالسوق ومزاج الجمهور وتقديم أعمال غير ذات قيمة لان العائد منها أكبر والتكلفة ليست مرتفعه. ويقول المؤلف بشير الديك لا يوجد عندي أي تحفظ علي ما يسمي بالسوب اوبرا كقالب درامي طالما انها تقدم في اطار متقن وشيء جيد يستحق المشاهدة .. كما أن دراما السوب اوبرا ليست جديدة علينا كما أشيع مؤخرا ولم نستوردها من تركيا فقد نشأت أجيال كثيرة علي مثل هذه النوعية من الاعمال مثل المسلسل الامريكي (دالاس) و (الجريء والجميلات) ولم نمل منه لانه يقدم جديدا في كل حلقة وأضاف طالما تستطيع ان تقدم جديدا طوال ال60 او 100 او 1000 حلقة حتي في اطار محترم ومضمون هادف فما المانع والعيب في ذلك اما اذا كان العمل بغرض ملء حلقات وشغل مساحة علي الشاشة فقط فهذا هو العيب .. اما السوب اوبرا عموما فهي شيء جيد خاصة في ظل تذايد عدد أعداد القنوات الفضائية فلدينا أكثر من 1000 قناة فضائية وارسال مستمر ل24 ساعة فلابد ان نقدم شيئا في هذا الوقت وتقول المؤلفة عزة شلبي لا أري أي انجاز في أن تصل حلقات العمل الدرامي إلي 120 و400 ولا حتي 1000 حلقة فالفيصل هو ما تتضمنه في هذه الحلقات فمن بين المسلسلات الطويلة التي قدمت في الأوقات الأخيرة أعمال لا تستحق أن تعرض وان عرضت يكفي فكرتها 3 حلقات فقط فالانجاز فعلا أن نقدم عملا جيدا وليس السعي خلف الظاهرة فمعظم من قدموا تلك المسلسلات الطويلة رغبوا في محاكاة الأتراك فليس معني نجاح ألأعمال التركية أن اي شيء سيحاكيهم سينال نفس النجاح.. فمعظم من اتجهوا لمثل هذه الأعمال أصابهم هوس غزو الأتراك و أرادوا أن يردوا هذا الغزو ولكنهم ضلوا الطريق وساعدوهم في غزوهم لنا عن طريق تقديم أعمال مصرية تحمل الطابع التركي و أصبح كل من يشاهدها يقول إن هذا المسلسل يشبه المسلسلات التركية..