حالة من الدهشة والانبهار أحاطت بكل من شاهد برومو المسلسل المتوقف "ألف ليلة وليلة" ، وذلك كونه أول مسلسل يعرض بتقنية البعد الثالث، والذي توقف بسبب التعثر المالي فتركه المخرج تلو الآخر والممثل تلو الآخر حتي آل مصيره إلي التأجيل عاما آخر، بعد أن رحل عنه عمرو واكد وآسر ياسين وغادة عادل والمخرج تامر مرتضي، واستقر أخيرا علي المخرج طارق العريان وبطولة دنيا سمير غانم وإياد نصار وآصاله وسوسن بدر ومن تأليف محمد أمين. هذا في الوقت الذي تشهد فيه الدراما المصرية هذا العام ظهور مسلسلات "السوب أوبرا " والتي يري البعض أنها تقليد للمسلسلات التركية بينما يدافع عنها صناعها بأنها تجديد في الدراما المصرية، و"السوب أوبرا" دراما تتعدي حلقاتها ال60 حلقة وأول هذه الأعمال مسلسل "الوحدة 70" وهو من نوعية السوب أوبرا حيث تتجاوز حلقاته ال60 حلقة وهو من بطولة الأردني إياد نصار وخالد زكي، سارة شاهين، توفيق عبد الحميد، تأليف داليا أبو عمر، وإخراج طارق رفعت. أيضا هناك عمل آخر بعنوان "آدم وجميلة" الذي كتبه فداء الشندويلي في 60 حلقة وهو من نوعية "السوب أوبرا" وتدور الأحداث في إطار رومانسي ويتحدث عن معاني الحب التي افتقدناها من خلال القصة الرئيسية التي تجمع بين آدم وجميلة بجانب قصص حب متوازية مع شخصيات عديدة ولا يتحدث عن حب المرأة للرجل فقط وإنما يتحدث عن الحب بجميع أشكاله. "آدم وجميلة" بطولة يسرا اللوزي وحسن الرداد وحسين الإمام وبثينة رشوان ورحمة مع مجموعة من الشباب والوجوه الجديدة وإخراج أحمد سمير فرج في أولي تجاربه الدرامية. الناقد طارق الشناوي قال ل "النهار " إن تقنية الدراما ذات الأبعاد الثلاثية أصبح أمر بديهي وطبيعي أن يحدث في مصر وإذا لم يبدأ رحلة انتشاره من مصر فمن أين سيبدأ ؟ والمتتبع لرحلة التطور الدرامي والفني في مصر يستطيع أن يقول ذلك بسهولة فبعد أن كانت الأفلام تعرض بطريقة ال"نونو" صارت تعرض بطريقة "المجسم" إلي أن أصبحنا نعرض الأفلام الأبيض والأسود ثم الألوان إلي أن وصلنا إلي الأفلام الثلاثية الأبعاد ، صحيح أن هذا النوع من التقنية لم يلغي السينما العادية إلا أنه يعد من التقنيات الموجودة والراسخة في الفن السينمائي وأعتقد أن الأمر في الدراما سيكون أشبه بهذا الوضع . المنتج عصام شعبان قال لم أفكر بشكل جدي في إنتاج مسلسلات درامية ثلاثية الأبعاد وأعتقد أن هذه التقنية ستدخل مصر ولكن بعد عدة سنوات وليس الآن ، لأن تنفيذها علي أرض الواقع يتطلب معدات وتقنيات ليست متوفرة في مصر الآن مثل شاشات معينة ونظارات محددة وأجهزة خاصة ولا أعلم إذا كان يستلزم لذلك بث من نوع محدد عبر الأقمار الصناعية أيضا أم لا، ولذلك فإن ما يتطلبه هذا النوع من التقنيات الحديثة أمر ليس باليسير ولا بالسهل وسيستغرق وقتا حتي ينتشر في مصر فالوضع في الدراما يختلف عن الوضع السينمائي لأن الإنتاج السينمائي بطريقة ثلاثية الأبعاد لا يحتاج سوي لماكينة جديدة تعمل بهذا النظام وشاشة مناسبة ونظارات فقط ، أما الدراما فمن السهل أن يكون تحويل المسلسلات إلي هذا النظام ليشاهدها الجمهور عبر ال"دي في دي" وليس عبر البث المباشر للقنوات . أما الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية فقال أعتقد أن الدراما ثلاثية الأبعاد ستنتشر كالنار في الهشيم إذا تم إنتاج أول عمل منها نظرا لأن الشعب المصري نهم للاستخدام التكنولوجي ومواكبة لأحدث الاختراعات الحديثة .