حالة من الدهشة والانبهار أحاطت بكل من شاهد برومو المسلسل المتوقف "ألف ليلة وليلة"، وذلك كونه أول مسلسل يعرض بتقنية البعد الثالث، وقد توقف بسبب التعثر المالى، فتركه المخرج تلو الآخر، والممثل تلو الآخر، حتى آل مصيره إلى التأجيل عاما آخر. وذلك بعد أن رحل عنه عمرو واكد وآسر ياسين وغادة عادل والمخرج تامر مرتضى، واستقر أخيرًا على المخرج طارق العريان وبطولة دنيا سمير غانم وإياد نصار وأصالة وسوسن بدر، ومن تأليف محمد أمين. وذلك بالتزامن مع نتائج بعض الدراسات بأن سوق التليفزيونات الثلاثية الأبعاد سينمو 300 مرة بالنسبة للHDTV فى السنوات التسع القادمة، ومن المعروف أن الشركات بدأت بطرح تليفزيوناتها حاليا فى أمريكا وأوروبا وقريبا الشرق الأوسط . خاصة أن فكرة التقنية موجودة منذ عام 1850م، وكانت تعرف بSTEREOSCOPY فهى تخدع العين وتعرض صورتين عن اليمين وعن الشمال، وكل عين ترى صورة معينة إلى أن تتداخل الصور ببعدين مساويين لأبعاد العينين فيظن المخ أنه يرى الأشياء ببعد ثالث، وتطورت التقنية مرارا وتكرارا إلى أن وصلت إلى ما نراه أو سنراه الآن . صفحة "دراما" تفتح ملف هذه التقنية المرشحة للانتشار الفترة المقبلة. المنتج عصام شعبان قال: لم أفكر بشكل جدى فى إنتاج مسلسلات درامية ثلاثية الأبعاد، وأعتقد أن هذه التقنية ستدخل مصر ولكن بعد عدة سنوات وليس الآن، لأن تنفيذها على أرض الواقع يتطلب معدات وتقنيات ليست متوافرة فى مصر الآن، مثل شاشات معينة ونظارات محددة وأجهزة خاصة، ولا أعلم إذا كان يستلزم لذلك بث من نوع محدد عبر الأقمار الصناعية أيضا أم لا. ولذلك فإن ما يتطلبه هذا النوع من التقنيات الحديثة أمر ليس باليسير ولا بالسهل، وسيستغرق وقتا حتى ينتشر فى مصر؛ لأن الأقمار بدأت تبث “HD” بعد جهد، وبث ال"3 D" لن يكون قبل عدة أعوام، فالوضع فى الدراما يختلف عن الوضع السينمائى؛ لأن الإنتاج السينمائى بطريقة ثلاثية الأبعاد لا يحتاج سوى لماكينة جديدة، تعمل بهذا النظام وشاشة مناسبة ونظارات فقط، أما الدراما فمن السهل أن يكون تحويل المسلسلات إلى هذا النظام ليشاهدها الجمهور عبر ال"دى فى دى"، وليس عبر البث المباشر للقنوات. وأضاف شعبان: أعتقد أن الشركات التكنولوجية نفسها ستحول دون انتشار هذه التقنية فى الوقت الحالى؛ نظرا لأن أغلبها قد أنتج شاشات وأجهزة تليفزيونية عادية بوفرة الفترة الماضية وينتظر تسويقها، وهم على علم يقينى أنهم إذا أنتجوا هذه التقنية أمام الجمهور فإن ذلك سيكون من أسباب كساد الأجهزة القديمة، وهو أمر لن تقدم عليه الشركات بسهولة إلا إذا استهلك الإنتاج القديم للأجهزة العادية بالكامل . أما الفنان سامح الصريطى -وكيل نقابة المهن التمثيلية- فقال: أعتقد أن الدراما ثلاثية الأبعاد ستنتشر كالنار فى الهشيم، إذا تم إنتاج أول عمل منها؛ نظرا لأن الشعب المصرى نهم للاستخدام التكنولوجى ومواكبة أحدث الاختراعات الحديثة. وتابع الصريطى: سيتوقف الأمر على الحالة الاقتصادية للبلد، فإذا كانت الأمور الاقتصادية فى حالة رغد ووفرة من العيش فستجد هذه التقنية متوافرة بشكل لافت، وإذا ظلت المؤشرات الاقتصادية سلبية فإن هذا الأمر سيجعل انتشار تقنية الأبعاد الثلاثية حكرا على الطبقة الأكثر ترفا فى المدن والعاصمة وهكذا. ونفى الصريطى أن يكون قد عرض عليه بطولة مسلسل من النوعية ثلاثية الأبعاد، قائلا: إلى الآن لم يعرض علىَّ الاشتراك فى هذه الأعمال، ولكنى أعلم أن أى تقنية جديدة تسبب نوعا من الدهشة للمستخدمين وللسوق نفسها، ولكنه ينتشر بكثافة لا يتخيلها أحد بعد ذلك، وإذا لم تنتشر هذه التقنية الحديثة فى مصر، فأين ستنتشر فى السوق العربية؟! وأرجع ذلك إلى حجم ومكانة مصر الحضارية والثقافية فى المنطقة قائلا: إذا كانت مصر بعدد سكانها الذى يتجاوز تسعين مليونا وخلفيتها الحضارية التى تمتد إلى عمق التاريخ وتركيبتها الشبابية لن تحتضن هذه التقنية الجديدة فى المنطقة فما هى إذن الدولة التى ستحتضنها؟ ولكن ذلك سيتوقف على الظرف الاقتصادى لأن الجميع متوجس من الفترة القادمة من الناحية الاقتصادية. فى حين قال الناقد الفنى طارق الشناوى: تقنية الدراما ذات الأبعاد الثلاثية أمر بدهى وطبيعى أن يحدث فى مصر، وإذا لم يبدأ رحلة انتشاره من مصر فمن أين سيبدأ؟ والمتتبع لرحلة التطور الدرامى والفنى فى مصر يستطيع أن يقول ذلك بسهولة، فبعد أن كانت الأفلام تعرض بطريقة ال"نونو" صارت تعرض بطريقة "المجسم" إلى أن أصبحنا نعرض الأفلام الأبيض والأسود ثم الألوان إلى أن وصلنا إلى الأفلام الثلاثية الأبعاد. صحيح أن هذا النوع من التقنية لم يلغ السينما العادية إلا أنه يعد من التقنيات الموجودة والراسخة فى الفن السينمائى، وأعتقد أن الأمر فى الدراما سيكون أشبه بهذا الوضع.