شق ستيفان لوفين رئيس وزراء السويد الجديد عصا الطاعة الاوربية- الامريكية ليعلن في خطاب حلف اليمين امام برلمان بلاده ان السويد ستكون اول دولة اوربية تعترف بدولة فلسطين. وهكذا دخلت فلسطين إلي أوروبا من بابها السويدي الذي اعترف بها كدولة مستقلة وداعمة لها بوجه الاحتلال والحصار. وقال رئيس الوزراء السويدي في خطاب عن السياسة الخارجية لبلاده، إن «حل الدولتين يفترض اعترافاً متبادلاً وإرادة التعايش السلمي. لذلك ستعترف السويد بدولة فلسطين». وأوضح أن ذلك يتم في إطار احترام «المطالب المشروعة للفلسطينيين و»الاسرائيليين» فيما يتعلق بحقهم في الامن وتقرير المصير»..وتعتبر الحكومة الجديدة التي اعلن عن تشكيلها الجمعة الماضية وتضم الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر، اكثر تأييدا للقضية الفلسطينية من الحكومة السابقة.فالاعتراف بالدولة الفلسطينية والدعم «النشط لعمل المصالحة»، هما من اولويات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي شكل الحكومة الجديدة، وبانتخاب ستيفان لوفين زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رئيسا للوزراء ينهي الحزب احتكار حكومة يمين الوسط للسلطة علي مدي ثماني سنوات. تلك الحكومة التي سارت علي نهج باقي شقيقاتها الاوربيات في عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. ولد ستيفان لوفين في منطقة عمالية بسيطة جنوب مدينة ستوكهولم عام 1957. كان والده كارل هدبرج قد توفي قبل ولادته ولم تستطع والدته تربيته هو واخيه الأكبر فاضطرت صاغرة إلي قبول تبنيه من قبل عائلة في وسط شمال السويد وهو لم يبلغ بعد الشهر العاشر من عمره. العائلة الجديدة المكونة من أبيه بالتبني توره ميلاندر (1926-2003) كان عاملا بسيطاً في مصانع تقطيع الاخشاب اما والدته بالتبني أيريس ميلاندر (لاتزال علي قيد الحياة) فقد كانت تعمل خادمة لكبار السن في منازلهم. خلال مرحلة الطفولة والشباب نشأ لوفين علي حب الرياضة وخاصة لعبة الهوكي ثم عمل كأبيه بالتبني في احد مصانع تقطيع الاخشاب وعمل ايضا لفترة اخري كعامل لحام. ثم أنضم الي الحزب الديمقراطي الاشتراكي ونشط في النقابات العمالية المرتبطة بالحزب ولم يصل ستيفان لوفين الي ما وصل اليه من رئاسة حكومة واحدة من أرقي الدول الاوربية، لأنه من «عائلة كبيرة» كما هو شائع في بعض الدول الاوربية الاخري. وانما وصل بل أوصله الشعب السويدي لانه شريف متمسك بمبادئه ولكفاءته السياسية ولانه يعتز بأصله الاجتماعي ولايخجل منه ولكن يخجل من أن تعيش في السويد اليوم عائلات لاتستطيع إعاشة اطفالها، كما يخجل من أن تظل دولة تحتل اراضي الآخرين بالقوة والقهر والاغتصاب، لذا فقد قرر المضي قدما نحو قراره الذي هز الدنيا بالاعتراف بدولة فلسطين، وبالتأكيد فسوف يؤدي هذا القرار إلي انهيار حائط الرفض الاوربي للاعتراف بالدولة الفلسطينية فمن المتوقع ان تحذو النرويج وفنلندا حذو السويد، وبعدها سيأتي عدد من دول امريكا اللاتينية ويبقي دور الدول العربية. فماذا هي فاعلة؟