عدم وجود لوائح واضحة تنظم اي عمل في الدنيا، يؤدي الي »الفوضي والبوظان«.. ولان »الفتاوي« كثيرة علي ألسنة من لا يفهمون، او يدعون الفهم يتضاعف حجم الجدل في الشارع، فتزيد المهاترات والخلافات. والمدهش.. ان البني آدمين أنفسهم هم الذين يتسببون في اثارة الازمات بإصرارهم علي عدم الوضوح فيما يضعونه من لوائح، لان منهم من له غرض.. ومنهم من له حسابات.. والنتيجة هي حالة من عدم الاستقرار. لائحة شئون اللاعبين- مثلا- التي يعمل بها اتحاد الكرة في الوقت الحالي منذ عام 5002 ناقصة او منقوصة، وبها بنود غامضة تفتح المجال لمن يريد استثمار ثغراتها.. ورغم انه كانت هناك محاولات لتصحيحها منذ عام أو اكثر، الا ان الجمعية العمومية للاتحاد رفضت وكأنها تريد ان يبقي الوضع كما هو عليه من »الفوضي والبوظان«! ولعل المآسي و»الفضايح« التي تشهدها ساحة كرة القدم، فيما يخص انتقالات اللاعبين.. حقوقهم وواجباتهم.. عقودهم والتزاماتهم.. سببها ان اللائحة.. لائحة شئون اللاعبين غير محددة وغير واضحة، ويستطيع كل من »هب ودب« تفسيرها علي ضوء مصلحته فقط لا غير، رغم انه كان يمكن لاتحاد الكرة، او لجنة شئون اللاعبين الاعتماد كليا علي لائحة الاتحاد الدولي.. ولكن كيف وبعض »البهوات« لا يحققون اغراضهم إلا بالصيد في الماء العكر. دون الدخول في تفاصيل.. فانه ينبغي العودة فورا الي لائحة تقوم علي الانضباط والالتزام والوضوح الكامل الذي لا يدفع البعض الي الاجتهاد في تفسيرها او الي اقتحامها عبر ثغراتها.. وان يراعي فيها المزيد من العقوبات علي اللاعب الذي يوقع لناديين او يتلاعب بناديه قبل ان ينتهي تعاقده او يتذمر »ليلوي« ذراع ادارته لغرض في نفس يعقوب. الاحتراف في العالم كله واضح المعالم.. اما في مصر فالمعالم »تشوهت« ولم يعد يؤخذ منه- الاحتراف- إلا كل انواع واشكال الاغتراف. الموسم الكروي علي الابواب.. والبداية بين الاهلي وحرس الحدود في كأس السوبر غدا، ورغم ان مثل هذه اللقاءات تمثل في كل الدنيا مهرجانا او كرنفالا للاحتفال ببدء موسم جديد.. الا ان الوضع في الساحة الكروية يمثل شيئا آخر لان الناس مشغولة بالانتقالات والخناقات وما يطلق عليه صفقات لدرجة ان الشعور بالسوبر يكاد يكون غير موجود.. او علي الاقل قليل. كم يتمني المتابعون للسوبر ان يخرج علي اعلي مستوي من الشياكة والاناقة.. فنيا وجماهيريا. تذكر مسئولو الاندية فجأة ان بعضهم - ان لم يكن كلهم - لم يحصلوا علي حقوقهم من البث التيفزيوني لدرجة ان الاهلي وهو اكبر الاندية لوح باتخاذ موقف اذا لم تدخل الي خزانته المبالغ المتأخرة حتي يمضي في مسيرته. واذا كان هذا هو حال الاهلي.. فكيف حال »الغلابة« من الاندية وما اكثرهم.. ولا مؤاخذة!