لم يراعوا البعد الاجتماعي للغالبية العظمي من المصريين وحين تفتقر مصر وتحتاج بعد ثورتين لإعادة البناء يحجمون عن المشاركة..! حين يصرح رئيس اتحاد الصناعات المصرية أن: «الإعلام ساهم في تكوين صورة سلبية عن رجال الأعمال أنهم مصاصو دماء وأنهم غير وطنيين وهذه الصورة خاطئة لأنهم في الأصل مواطنون مصريون لهم من الحقوق والواجبات»، فهو تصريح مستفز..!، وحين يقول إن: «رجل الأعمال الذي يبتغي وجه الله يجب أن يتبرع في الخفاء لا في العلن من أجل الشهرة وأن يقال عنه أنه إنسان خير». فهو قول حق يراد به باطل..! وحين يؤكد « أن الاقتصاد لن ينهض بالتبرعات ولكن بالانتاج والعمل الجاد «، فهو كلام مرسل يرفع الضغط، وأترك لكم التعليق والرد، وحين يطالب الدولة «بتهيئة مناخ الاستثمار لجذب استثمارات جديدة تعمل علي توليد فرص عمل وتزيد من الصادرات بما يسهم في إصلاح العجز في الميزان التجاري، فضلا عن المشروعات القومية العملاقة التي تحدث عنها الرئيس السيسي في برنامجه الانتخابي»، فهي مطالبات وإن كانت مشروعة إنما تصب خالصة في مصالح رجال الأعمال، ومن أين لرجل أعمال شهير يمتلك إحدي المحطات الفضائية وعليه مديونية للبنوك تصل الي 3 مليارات جنيه ومتعثر في السداد منذ سنوات ورغم ذلك يعلن تبرعه لصالح صندوق تحيا مصر، لماذا لم يسدد مديونياته بدلاً من الفشخرة والمنظرة علي حساب مصر. هم يريدون أن يأخذوا ولا يعطوا، لقد تعودوا علي ذلك علي مدي مايقرب من أربعة عقود من الزمان منذ طبقت سياسة الانفتاح الاقتصادي في منتصف السبعينيات، أثروا عن طريق هدم الصناعات المصرية العملاقة التي تم إنشاؤها في الستينيات، واستبدلوها باستيراد كل ما هو غث وثمين يزيد من الأرباح ويكنز الملايين والمليارات التي وضعوا القليل منها في البنوك المصرية التي مصوا دماءها بالقروض، وضعوا أرباحهم في البنوك الأجنبية، وأخرجوا الكثير منها في مشاريع خارجية، وفي عهد مبارك استولوا علي الظهير الصحراوي بالأراضي المصرية، وعارضوا مشروع الضرائب التصاعدية، ولذلك نطالب بفتح الملفات السوداء لأراضي مصر اسكندرية الصحراوي ومصر الاسماعيلية الصحراوي التي امتلأت بالقصور والعزب، مصوا دماء المصريين وأفقروهم وانحدروا بالطبقة الوسطي من قلب مصر، وكما شاهدنا أفراح ابنائهم وحفلات السمر يصرف عليها بالملايين وكانوا يتباهون ويتبارون في تصويرها للإعلان عنها في الصحف والمجلات وكأنهم يخرجون ألسنتهم للشعب المصري غير عابئين بمشاعره، فشاهدنا انتشار العشوائيات التي امتلأت بمساكن لا آدمية للفقراء يشربون من مياه المجاري ويأكلون مما تبقي من الأراضي الزراعية التي تم تجريف معظمها وزراعة الجزء المتبقي بالأسمدة الكيماوية التي استوردت من إسرائيل بعد تعاون رسمي أساء لنفوس المصريين ورفضوه ولكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء في ظل نظام يساندهم ويقتسم معهم فازدادت الأوبئة وكثرت الأمراض المزمنة، وليذهب الشعب إلي الجحيم..! لم يراعوا البعد الاجتماعي للغالبية العظمي من المصريين المطحونين. وحين تفتقر مصر وتحتاج بعد ثورتين لإعادة البناء يحجمون عن المشاركة، والقليل الذي شارك منهم كان بأقل الفتات وفي صورة مشاريع تدر عليهم مزيداً من الأرباح، فكل تبرعاتهم تصب في صالح مشاريعهم، بينما نجد صندوق التبرع «تحيا مصر» يمتلئ بنقود الفقراء القليلة الذين يعانون أشد المعاناة ومع ذلك أخرجوا «اللقمة» من أفواههم من أجل مصر، أي شعب عظيم هذا، ألا يستحق هذا الشعب الذي مازال يبهر العالم بأفعاله وتصرفاته غير المتوقعة، وبعد ثورتين عظيمتين ألا يستحق أن تطبق القرارات الثورية التي تضمن حقه في أن يحيا كريماً معافي، ويارجال أعمال مصر.. قليلاً من الحياء من أجل وطن تعيشون فيه..!