ما قاله رئيس بنك الإسكندرية حول عدم مساهمة البنك في صندوق «تحيا مصر» يجسد بشكل واضح وصريح فكر بعض البنوك الأجنبية نحو تواجدها في مصر، كما أنه يكشف سياسة هذه البنوك داخل السوق المصري وهي السياسة القائمة علي مص دماء المصريين، والاستفادة من سذاجتهم وسذاجة حكومتهم التي تفتح ذراعيها لكل أجنبي حتي لو كان دراكولا، فالعضو المنتدب الإيطالي قال إنه لا يعرف أين سيتم صرف الأموال التي سيتم جمعها لصندوق «تحيا مصر»، ولا يضمن سلامة قنوات صرفها لذلك، فهو يرفض أن يشارك في دعم مصر، كما فعلت البنوك الأخري! كلمات الرجل الصريحة تؤكد أنه والقائمين علي البنك في الخارج لا يثقون في الحكومة المصرية، ولا يضمنون شفافية تعاملاتها، ولا حتي نزاهة القائمين علي الصندوق، له الحق فيما قال، فالدولة التي تفرط في بنك مثل بنك الإسكندرية بهذه السهولة، وبالمبلغ الذي اشترته به مجموعة «انتيسا سان باولو» الإيطالية.. لابد أن تكون دولة ساذجة، لا يعرف القائمون علي الأمور فيها قيمتها ولا أهميتها، ولا أهمية بنوكها الوطنية التي تقف دائماً بجوارها وقت الأزمات، فتتدخل لشراء السندات وأذون الخزانة من الحكومة إذا احتاجت للسيولة، وتتبرع بالملايين إذا دعتها حاجة الوطن لذلك، وتتنازل عن فوائد قروضها إذا كانت ستتسبب في دخول أبناء الوطن الشرفاء السجون لعدم مقدرتهم علي السداد وقت الأزمات. وطبعاً حكومة رئيس بنك الإسكندرية ليست بطيبة الحكومة المصرية، وبنك الإسكندرية «انتيسا سان باولو» ليس بسذاجة البنوك العامة المصرية التي تدخل في كونسيرتيوم من أجل المشاريع الإستراتيجية للدولة، البنوك التي ترضي بهامش الربح البسيط نظير إنقاذ اقتصاد الوطن، وهذا طبعاً عكس ما تفعله الكثير من البنوك الاستثمارية الأجنبية التي لا تدخل في مشروعات إستراتيجية، ولا تقرض الفقراء، ولا تتسامح مع المتعثرين، فهي تلعب في المضمون.. تجزئة مصرفية، قروض عقارات وسيارات، فيزا كارد، وغيرها الكثير من المعاملات البنكية البعيدة عن وجع القلب والدخول في دوامة المشاريع القومية التي لا تحقق إلا هامش ربح ضعيفاً لا يتناسب أبداً مع ما يتم تحقيقه وتحويله للخارج من أرباح يستطيع البنك جمعها بسهولة من المواطنين المصريين السذج الذين ما زالوا يتعاملون مع بنك الإسكندرية علي أنه بنك مصري طالما هو قائم ويشتغل ويحقق أرباحه علي أرض مصر، ولا لا يعرفون أن الأمر لا يتعدي عملية تأجير أرضية لفرش البضاعة التي يذهب كل ريعها لغير المصريين. ولكن الحقيقة أن البنك يساهم في التنمية المجتمعية ويساهم بكل حب في إنشاء مدرسة، أو إدخال خط مياه لقرية فقيرة، أو يقيم حفل إفطار جماعي لمجموعة من الأيتام.. وهذا عمل خيري جليل يجب أن نتقدم جميعاً بخالص الشكر والحمد لهذا الكرم «السان باولاوي الكبير»، أما التبرع لمصر، والدخول في مشاريع تساهم في إنقاذ اقتصادها أو تقويته، فهذا أمر تختص به البنوك العامة الساذجة التي راحت وتبرعت بالملايين من أجل مصر دون أن تعرف أين ستصرف هذه الأموال، ولا من سيشرف علي صرفها، وأموال بنك الإسكندرية أمانة في عنق السيد العضو المنتدب لا يصح أن يفرط فيها أو يصرفها في قنوات غير مضمونة، ولن تأتي بفائدة علي المجموعة الإيطالية العملاقة، التي أنقذت بنك الإسكندرية المصري من الضياع. تحية لرئيس بنك الإسكندرية الحريص علي أموال المجموعة الإيطالية المالكة للبنك، ولا عزاء للحكومة المصرية، ولا المواطنين المصريين السذج المتهافتين لدعم وتقوية البنك الذي يرفض أن يضع أمواله في صندوق دعم مصر.. وتحيا السذاجة المصرية!!