جانب من تظاهرة للتنديد بوسائل التعذيب الأمريكية للمعتقلين كشف تحقيق داخلي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ان ضباطها اخترقوا شبكة كمبيوتر استخدمتها لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في اطار تحضيرها لتقرير ينتقد بشدة برنامج الاعتقال والاستجواب الخاص ب(سي آي ايه). كما اظهر التحقيق الذي اجراه ديفيد باكلي المفتش العام للوكالة ان ضباط المخابرات قرأوا البريد الالكتروني الخاص بمحققي مجلس الشيوخ وأرسلوا اوامر احالة جنائية الي وزارة العدل استنادا الي معلومات خاطئة، بحسب ملخص نتائج تم الكشف عنها مؤخرا. وقال مسئول مطلع علي نتائج التحقيق لصحيفة نيويورك تايمز ان الضباط اختلقوا هويات الكترونية وهمية للدخول للبريد الاليكتروني في أكثر من مناسبة علي اجهزة كمبيوتر استخدمتها لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ. وقد ادي بيان المفتش العام بشأن كيفية تجسس ضباط وكالة المخابرات علي لجنة الكونجرس المنوطة بالاشراف علي انشطة الوكالة الي اثارة غضب اعضاء مجلس الشيوخ، خاصة رئيسة اللجنة ديان فينستين، سيناتور كاليفورنيا. الامر الذي دعا جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الي تقديم اعتذار لاثنين من اعضاء لجنة مجلس الشيوخ، علي صلة بشبكة الكمبيوتر التي تم اختراقها. لكن ازداد غضب اعضاء المجلس وعقدوا جلسة استمرت يوما كاملا . ظهرت نتائجها في مؤتمر صحفي استمر ثلاث ساعات حول التحقيق الذي اجرته لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، وطالب بعض اعضاء المجلس من كلا الحزبين ضباط المخابرات بتحمل مسئولياتهم، وقال آخرون انهم فقدوا الثقة في قيادة برينان. وطالب مارك اودال سيناتور كلورادو الديمقراطي وسيناتور آخر بلجنة المخابرات برينان بتقديم استقالته. وقالا في بيان «تجسست المخابرات الأمريكية علي الكونجرس بدون سند دستوري واخترقت اجهزة كمبيوتر لجنة المخابرت بمجلس الشيوخ.. وهذا السلوك المشين ليس فقط غير شرعي، بل انه ينتهك متطلبات الدستور الأمريكي بالفصل بين السلطات.. هذه الاساءات التي اقترفها بعض ضباط المخابرات تظهر فشلا ذريعا في القيادة ولابد من العقاب». وكان الاعضاء الممثلين للحزب الديمقراطي في اللجنة اقد استمروا في العمل لاكثر من خمس سنوات حتي يمكنهم اعداد التقرير الخاص ببرنامج الاعتقال والاستجواب الخاص بالمخابرات خلال ادارة بوش التي استخدمت اساليب استجواب وحشية مثل الإيهام بالغرق والصعق بالكهرباء والجلد وغيرها. ومن المقرر ان يتم الافراج هذا الشهر عن جوانب من التقرير خلصت الي ان اساليب الاستجواب التي تم استخدامها اثمرت عن معلومت قليلة جدا غير ذات جدوي وان مسئولي المخابرات كانوا باستمرار يضللون البيت الابيض والكونجرس حول مدي تأثير هذه الاساليب. وكان الأعضاء الجمهوريين قد انسحبوا من المشاركة في لجنة التحقيق، قائلين انها عملية تشويه حزبية.. تفتقر للمصداقية، ولا توجد نية لاستجواب الضباط الذين اداروا برنامج الاعتقال والاستجواب والتحقيق. ودافع البيت الابيض عن برينان، قائلا انه «اتخذ خطوات مسئولة في مواجهة سلوك موظفي المخابرات.. وساعد الإدارة الأمريكية في تدمير قيادة القاعدة بافغانستان وباكستان.. هو شخص يتولي وظيفة صعبة جدا ويقوم بها بشكل استثنائي».