ولكن كيف يمكن حماية الحدود الغربية من العناصر الارهابية القادمة من ليبيا حيث توجد معسكرات القاعدة في ظل الفوضي الامنية السائدة هناك يبدو ان المواجهة مع التكفيريين في صحراء سيناء قد انتقلت إلي الصحراء الغربية علي الحدود مع ليبيا الصحراوية المفتوحة والممتدة لاكثر من 1200 كيلو متر، بينما الحدود الشرقية مع اسرائيل 257 كيلو مترا فقط.. ويمثل التكفيريين في ليبيا تنظيم القاعدة الذين يرفعون الرايات السوداء ويتسلحون بالاسلحة الحديثة التي استولوا عليها من مخازن الجيش الليبي في اقليم برقة بالذات بعد سقوط حكم العقيد القذافي، وقد تسللوا إلي هذه المنطقة في السنوات الأخيرة واقاموا معسكرا لهم في منطقة الجبل الاخضر. وكان القذافي يعلم بوجود عناصر القاعدة هناك في شرق ليبيا وكانوا يتنقلون في مناطق معينة علي الحدود المصرية- الليبية ولكنه لم يدخل في مواجهة معهم ومع العناصر التكفيرية المنضمة اليهم.. وكانوا يقومون بتهريب الاسلحة ولكن عناصر من ميليشيات القاعدة والتكفيريين تمكنوا من السيطرة علي بني غازي في بداية الثورة ضد حكم القذافي وقاموا بنهب مخازن الجيش الليبي والاستيلاء علي معسكراته المليئة بالاسلحة.. ولم يكن هناك جيش ليبي بالمعني المفهوم وانما كان القذافي يعتمد علي الميليشيات الخاصة والتي يتولي قيادتها ابناؤه وكان يخشي ان يقوم الجيش المنظم بانقلاب ضده.. ولم يهتم بتكوين وحداته وتسليحها وصار موزعا بين إقليم برقة وطرابلس.. وكانت تلك المساحات الشاسعة السبب في عدم السيطرة علي الجيش وانفلات التشكيل العسكري في برقة.. ولذلك فوجيء القذافي بوجود عناصر من القاعدة في معسكرات صحراوية علي الحدود وأخذت تقوم بنشاط ارهابي وتهريب الاسلحة إلي مصر والتي بلغت قرابة 12 مليون قطعة سلاح وتم تهريب بعضها إلي قطاع غزةوسيناء.. من الواضح بعد حادث الفرافرة الارهابي ان القاعدة تحاول التسلل من ليبيا عبر الحدود الغربية الشاسعة إلي الداخل لتنفيذ عمليات معينة بمعاونة عناصر تكفيرية وما حدث يؤكد ذلك.. ولكن كيف يمكن حماية الحدود الغربية من العناصر الارهابية القادمة من ليبيا حيث توجد معسكرات القاعدة في ظل الفوضي الامنية السائدة هناك والتي صارت خارجة عن سيطرة القوات الليبية وكما يري الخبراء العسكريون : ان الهدف من عملية الفرافرة هو استهداف الكمين الموجود في تلك المنطقة الحدودية الغربية الذي يقوم بمراقبة تلك المنطقة الاستراتيجية في الصحراء الغربية ولذلك تم رصده منذ فترة حتي توافرت المعلومات لدي الذين نفذوا العملية ضد ذلك الكمين الذي يحول دون تسلل العناصر الارهابية من عناصر القاعدة.. والواضح من وراء عملية الفرافرة هو تشتيت جهود حرس الحدود في مراقبة تلك المناطق الصحراوية والتي تمتد علي مساحة 61 ألف كيلو متر مربع.. ويصعب مراقبتها بالاكمنة المحدودة ولذلك لابد من إعادة انتشارها بحيث تراقب الحدود الطويلة وترصد عمليات التهريب التي تتم علي نطاق واسع منذ 25 يناير.. وإذن ما هو المطلوب لاحكام السيطرة علي الحدود الغربية؟ 1- لابد من تحويل الاكمنة الثابتة وتغيير اماكنها وتجهيزها باحدث الاسلحة وسيارات الدفع الرباعي القادرة علي التحرك والمطاردة في الدروب الصحراوية الوعرة ورصد تسلل العناصر الارهابية وتسليحها بمدافع الجرينوف.. 2- لابد من المراقبة بالاقمار الصناعية للصحراء الشاسعة وقيام دوريات وطلعات منتظمة من طائرات الهليكوبتر! 3- تغيير مواقع الكمائن علي الحدود الغربية بين الحين والآخر حتي يكون من الصعب رصد أماكنها من العناصر التي تراقبها ويمكنها تحقيق عنصر المفاجأة لعناصر المتسللين عبر الدروب الصحراوية ولاشك ان هناك قوي خارجية وراء القاعدة للقيام بتنفيذ تلك العمليات- مثل الفرافرة- من الغرب. بعدما تم القضاء علي محاولات التسلل من سيناء- الحدود الشرقية- وصارت تلك الحدود تحت سيطرة الاكمنة الموجودة من الجيش وحرس الحدود.. وقد كشف حادث الفرافرة عن الحاجة الضرورية لتأمين الحدود المصرية- الليبية من مثل هذه العمليات القادمة من اقليم برقة الذي يقع تحت سيطرة الجماعات التكفيرية وكذا عناصر القاعدة التي تتخذ من الاراضي الليبية ملاذا لها، ولابد من رؤي أمنية متغيرة للعلاقات الأمنية بين مصر وليبيا في ظل هذه الاوضاع غير المستقرة هناك والصراعات المسلحة التي تحدث بين الميليشيات المتناحرة في بني غازي وطرابلس.. وسوف يظل هذا الوضع حتي يتم اكتمال تنظيم الجيش الليبي واجهزة الامن ويتم السيطرة علي العناصر المسلحة الخارجة، ووقتها لن يجيء الارهاب من الغرب وتصبح الحدود المصرية- الليبية آمنة كما كانت!