نعم ياسيادة الرئيس، الذين صنعوا خراب اقتصاد مصر أنت تعرفهم وكما نعرفهم بالضبط، لم يقتص منهم أحد، ولا جرت محاكمتهم كما ينبغي، ويبيتون معززين مكرمين حتي فيما يسمي سجونا كاتب السطور يعتقد عن يقين في صدق ونقاوة ضميرالرئيس عبد الفتاح السيسي ، وأن الصدق هو سلاحه الذري ، والذي كون شعبية جارفة للرجل غير مسبوقة في نطاقها منذ زمن جمال عبد الناصر . وصدق السيسي هو دافعه الأول لاتخاذ قرارات صعبة ، يتخوف منها أي رئيس حرصا علي شعبيته ، وخشية من قلاقل الشارع وغضب الناس ، ومن نوع الرفع الجزئي لدعم الطاقة ، وبما ألهب أسعار السلع الملتهبة أصلا، وأضاف للعنت الذي يلاقيه سواد المصريين بطبقاتهم الوسطي والفقيرة، والتي أشاد الرئيس السيسي بتحملها للمصاعب المستجدة ، فوق احتمالها لانهيار الخدمات الأساسية في انقطاعات المياه والكهرباء بالذات ، وهو ما يعني أن غالبية المصريين دفعوا فواتيرهم في صبر, وثقة في سلامة نوايا الرئيس السيسي ، دفعوا الفواتير كاملة انتظارا لقطار العدالة ، دفعوا فواتير جرائم ارتكبها غيرهم ، فليسوا هم الذين صنعوا أزمة الاقتصاد وعجز الموازنة ، بل كانوا الضحايا المختارين المتروكين في أكفانهم . نعم ياسيادة الرئيس، الذين صنعوا خراب اقتصاد مصر أنت تعرفهم وكما نعرفهم بالضبط، لم يقتص منهم أحد، ولا جرت محاكمتهم كما ينبغي، ويبيتون معززين مكرمين حتي فيما يسمي سجونا، ولم يسترد البلد قرشا واحدا مما نهبوا، وهم الذين أذلوا مصر، وارتكبوا أفظع جرائم الخيانة العظمي، ودمروا مقدرات البلد، وقامروا بمقاديره، وجرفوا قواعده الانتاجية الكبري، وشفطوا السلطة والثروة لحساب قلة تعيش كالملوك ، وحولوا واقع الحياة اليومية إلي جحيم متصل ، وقسموا مصر إلي مصرين ، بينهما برزخ لا يلتقيان ، قسموها إلي أفقر شعب في المنطقة ، وإلي أغني طبقة في المنطقة ، وأنت تعرف الشعب الأفقر ياسيادة الرئيس ، وهم «الغلابة» الذين تحدثت عن الرفق بهم والحنو عليهم ، والذين فاض بهم الكيل ، وبذلوا العرق والدم والدموع ، وتحملوا ودفعوا فواتير قراراتك الصعبة التي بدت كجراحة ضرورية ، لكن الطبقة الأغني لم تدفع شيئا ، وبدت متحمسة ومغالية في تأييد قرارات رفع الدعم ، فهي لا تنقص خردلة من ثرواتها ، بل تبقي معادلة المظالم علي ما كانت عليه ، فالفقراء يزدادون فقرا ، والأغنياء تتراكم ثرواتهم وتنتفخ جيوبهم ، ودون نظام ضريبي عادل ، تأخذ فيه «الضرائب التصاعدية» من حساب الأغنياء لإصلاح خراب الخزانة العامة ، وكما هو معمول به في أعتي النظم الرأسمالية ، وهو ما لا يحدث عندنا , وبدعوي أن الضرائب التصاعدية لا تشجع الاستثمارات ، وكأن هؤلاء من المستثمرين ، أو ممن يقيمون مصانع ومزارع تضيف فوائض قيمة إنتاجية لاقتصاد البلد ، وهو ما لا يتوافر إلا في نسبة قليلة جدا من أنشطة ما يسمونهم برجال الأعمال ، فهؤلاء مستثمرون حقا ، ولكن في عذاب الشعب المصري ، وفي طاحونة النهب العام التي أهلكتنا ، وقد كونوا ثروات فلكية من «الخصخصة» التي تحولت إلي «مصمصة» ، ومن إعفاءات جمركية وضريبية غير مسبوقة في كل رأسماليات الدنيا ، ومن إمدادات طاقة أعطيت لهم بالمجان تقريبا ، ومن قرارات تخصيص الأراضي بمئات الملايين من الأمتار المربعة ، وبتراب الفلوس ، ومن تداخلات السلطة والثروة والإعلام ، ومن تزاوج جرائم الاقتصاد الأسود وغسيل الأموال ، وتكوين طبقة جديدة تقدر ثرواتها بتريليونات الجنيهات ، وهؤلاء هم الذين شفطوا مصر يا سيادة الرئيس ، وثروة ثلاثة منهم أكبر من مليارات الدعم الذي يثقل كاهل الموازنة المنهكة ، وهم الذين يصح أن يدفعوا الفواتير كاملة ، وتحت يدك يا سيادة الرئيس ملفاتهم جميعا ، فلا تناشدهم ، ولا تدللهم , ولا تحدثهم عن الأخلاق والضمير ، فضمائرهم في جيوبهم ، ولا ترجوهم في دفع تبرعات رمزية لصندوق « تحيا مصر «, بل اضرب ضربتك الكبري ، واسترد حقوق مصر المنهوبة ، واستند لقوة شعبك وناسك الذين ينتظرون قرارك ، وإنا معهم لمنتظرون.