هذا الكلام هو ما كتبته بنفسي علي صفحتي الشخصية علي الفيس بوك، كتبته سخرية من بعض أصدقائي، الذين يعيشون خارج مصر، وكلما قرأت مايكتبونه تذكرت فيلم «السبع بنات»، و«حسين رياض» تحديدا. أنا إيه اللي خلاني أقعد كل عمري ف مصر و ماطيقش أبعد عنها أكتر من شهر؟! أنا إيه اللي خلاني ما اسعاش كده يعني و أسافر و أخبي الباسبور الأخضر اللي زي بطاقة التموين ده ف باسبور صغير و ملون؟! أنا إيه اللي خلاني أسيب فرص كتير كان ممكن أتشعلق فيها و أمشي من هنا ؟! أنا إيه اللي خلاني أفضل كده معنديش» وعي كافي «باللي بيحصل» هنا؟!» و ليه رضيت أن ثقافتي تبقي محدودة مش زي ثقافة ناس كتير بيحطو الباسبور الأخضر اللي زي بطاقة التموين «باعتزاز» ف درج ذكرياتهم ، و مايستخدمهوش غير و هما نازلين مصر ؟! أنا ليه ماكملتش تعليمي؟ و مش عارفة أستوعب أني شخص جاهل و مقهور و مغسول دماغه؟ وليه مش بافهم الكلام اللي بيقولوه أصحابي المتعلمين اللي عايشين ف بلاد نضيفة و فيها حكم مدني و حقوق إنسان رغم أنهم بيحاولو يفهموني كل ده لما بييجو مصر -كل سنة- أجازة ؟! أنا ليه بادي وداني لأم عبد الرحمن - مراة الغفير اللي جنبي - لما بتقول لي : «ما احنا ياما استحملنا ، نستحمل كمان حبه « أنا إيه اللي خلاني كده، شبه أم عبد الرحمن و مش شبه أصحابي اللي لفو الدنيا و بيتكلمو إنجليزي و فرنساوي و..؟! .و أنا ليه أصلا لسه باكتب شعر بالعربي و بانبسط و أقول كتر خيرهم لما يفتكروني و يشجعوني و يعملولي «لايك» ! هذا الكلام هو ما كتبته بنفسي علي صفحتي الشخصية علي الفايس بوك ، كتبته سخرية من بعض أصدقائي، الذين يعيشون خارج مصر، و كلما قرأت مايكتبونه تذكرت فيلم «السبع بنات»، و «حسين رياض» تحديدا، برأسه الغارق في الملفات، ورده علي ضابط البوليس حين وبخه : «كان لازم تربي بنتك.قائلا : «أربي مين يابيه ، دولا سبعة»؟ فكرت في أن أصدقائي – قد وصلتهم الرسالة، لأنهم تجاهلوها، و أنهم ، دون شك ،»ممتعضون» منها، متصورين أنني «أزايد» عليهم، لأنهم سافروا و تجنسوا بينما بقيت أنا «هنا» ! أنا أيضا كتبت هذا الكلام متصورة أنهم «يزايدون» علي، وعلي أصدقائي الذين بقوا «هنا» ، والذين علقوا علي ماكتبت ساخرين مثلي من «النضال الكوزموبوليتاني « علي الفايس بوك. وبعيدا عن «المزايدات المتبادلة»، و اتهامهم المضمر لأمثالي ، بالخنوع، و الخوف، و اتهامي المضمرلهم بتوجيه «التعليمات الثورية» لنا من أبراجهم العاجية ، لفت انتباهي تعليق كتبته شابة: «فعلا إحنا كلنا محبطين» ! جعلني أعيد قراءة ما كتبته لأبحث عن «الرسالة المحبطة» التي تضمنها - دون قصد - كلامي ! ما لفت انتباهي هو أن الرسالة التي تعمدت كتابتها بعامية بسيطة لم تناقش ، إلا لتدعم «إحساس « قرائها: المغتربون «الممتعضون» تجاهلوها ، الذين بقوا هنا «تعاطفوا» ، الشابة المحبطة زادت إحباطا! شخص واحد بقي خارج هذه الدائرة، رغم أنني ورطته معي فيها ، بل إنه لم يسمع حتي برسالتي، و هو : «أم عبد الرحمن» التي قالت لي : «..، نستحمل كمان حبه» ، و بما أنني ورطتها معي، و لا أريد أن أقول»استخدمت» كلماتها، لأغمز بعض أصدقائي، و أعترف أنه سلوك انتهازي ، فقد صار لزاما علي أن أعرفكم بها؛ هي سيدة أربعينية، منقبة، عادة لا أري منها غير عينين، فيهما النظرة نفسها التي يمكن أن تروها في عيني حسين رياض و هو غارق في الملفات ، عندها أربعة أبناء ، تحرس العمارة المجاورة ، و تمسح سلم عمارتنا و تنظف بعض الشقق، تشبه حسين رياض أيضا في «المشي جنب الحيط»، و تشبهه أيضا في أنها «حتستحمل كمان حبه، قبل أن تدخل في آخر الفيلم تقلب المكتب و تزعق في المدير وترمي – في وجهنا جميعا- باستقالتها.