طفلا الشهيد محمد درويش يتجسد الحزن في منزل الشهيد محمد درويش .. تشاهده تسمعه.. تعايشه.. لكنك لا تستطيع منعه من اجتياح كل شيء.. الضابط الشاب سقط في حادث الوادي الجديد تاركا أما ثكلي وزوجة أرملة وطفلين يتيمين.. والجميع لا يستطيع منع الدموع، تحاول والدته ان تغالب أحزانها وتطالب بالقصاص لابنها، وتحتضن حفيديها وتقبلهما في كل انحاء جسدهم.. وكأنها تقبل ابنها الشهيد وتردد: عايزه حقه.. الحمد لله.. انا مش عايزة اعيط تاني علشان هو كان مبيحبش اني ازعل.. كان ابنا بارا.. كان حبيبي وروحي كان قلبي حاسس.. كنت اقرأ القرآن وعند آيات الموت اتذكره فاستغفر له ربنا.. حتي يوم الحادث بعد الفطار مباشرة وجدت الخبر في التليفزيون فصدمت. بجانبها جلست «آية» زوجته تروي قصة الشهيد الذي كان العائل الرئيسي لاسرته بعد وفاة والده.. لا تزال تحت تأثير الصدمة.. تبكي قائلة: كان كثير الحديث عن الموت في الاسبوع الاخير تحديدا.. وكان يقول لي.. حموت موته تشرفكم.. كنت اخاف من كلامه ولم اتوقع ما حدث ابدا فكان يسألني هو انت تطولي اموت شهيد.. بس صعبان عليا انه يموت متألم وينجرح. وتتابع «طول عمره طيب وحنين.. هو اللي كان بيعمل كل حاجة للبيت رغم سفره الدائم وكان رافض شغلي حتي لا أتعب. تضم طفليها الي صدرها وتقول: في آخر سفرية سلم علي واغلق الباب ثم عاد سريعا.. استغربت وسألته هل نسيت شيئا؟.. فاجاب لا بس الاولاد هيوحشوني.. وضم ابنه يحيي الذي لم يكمل الثلاث سنوات بقوة.. وداعب صغيرته فريدة «سنة» قائلا.. لو ينفع أخدك معايا في الشنطة وكان الوداع الاخير. أما ياسمين شقيقته الصغري فتحكي باكية: فقدت اخي وابي.. كان يفعل لي كل شيء.. كنت اشتكي له همي.. كان يساعدني.. كان واعدني يشتري لي هدية عيد ميلادي ونجاحي في ثانية ثانوي.. ولكن الله اختاره.