فلسطينيون يفرون من منازلهم بعد القصف الإسرائيلي المكثف أمس علي حي الشجاعية استشهاد 4 من عائلة خليل الحية .. تناثر الجثث في الشوارع و رائحة الموت في كل مكان ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس مجزرة جديدة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مما أدي إلي استشهاد ما لا يقل عن 60 وإصابة المئات ونزوح الآلاف من سكان الحي هربا من القصف العنيف وسط صمت عالمي وغياب أي تحرك دبلوماسي قوي لوقف العدوان المتواصل منذ أسبوعين. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن من بين القتلي مسعفا ومصورا لتلفزيون محلي. كما أوضح شهود عيان أن سيارات الإسعاف لم تتمكن من التوجه إلي هذه المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أنه أرسل قوات إضافية إلي القطاع وتوعد بتدمير شبكة الأنفاق في غزة والقضاء علي مخزونات الصواريخ لدي النشطاء الفلسطينيين. وقال سكان في غزة إن القصف البري والبحري الإسرائيلي أمس هو الأعنف منذ بدء العملية في القطاع قبل 13 يوما. ووصف العاملون في أجهزة الطوارئ الوضع بالكارثي وتحدثوا عن سقوط عشرات القتلي والجرحي، ووجود الجثث في الشوارع، قائلين إن «رائحة الموت تنبعث من كل مكان»، مما يعيد إلي الأذهان مذبحة صابرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الاحتلال عام 1982. وقال مسئولو صحة إن غارة جوية إسرائيلية علي منزل خليل الحية القيادي الكبير في حماس أسفرت عن مقتل ابنه وزوجة ابنه وطفلين. وذكر المسئولون أن قذائف قتلت أربعة فلسطينيين قرب مدينة رفح في جنوب القطاع. وأدانت حركة «حماس» مجزرة حي الشجاعية، معتبرة إياها «جريمة حرب». كما وصفت الرئاسة الفلسطينية ما جري في حي الشجاعية، ب»المجزرة». وطالب المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة، في بيان الحكومة الإسرائيلية «بإيقاف عدوانها علي القطاع فورا» وحذرها من استمراره. يأتي ذلك بينما اتهمت حركة «حماس» الجانب الإسرائيلي برفض هدنة لسحب الجثث، معتبرة أن الغزو البري فشل. وقال الناطق باسم حركة «حماس»، سامي أبوزهري، إن مكتب الصليب الأحمر الدولي اتصل بالحركة وعرض التوسط لعقد هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين سيارات الإسعاف من إخلاء الحي من جثث القتلي، مضيفا أن الحركة وافقت ولكن إسرائيل رفضت. وفي تطور لاحق أعلنت إسرائيل موافقتها علي هدنة لمدة ساعتين فقط، إلا أن الهدنة فشلت بعد دقائق من سريانها نظرا لاختراقها من جانب الطرفين، وفقا لتقارير إعلامية. وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال اللفتاننت كولونيل بيتر ليرنر قال إن الجرافات والمهندسين الإسرائيليين مشطوا منطقة عرضها 1.5 كيلومتر علي الحدود الشرقيةلغزة وعثروا علي 13 نفقا أحدها علي عمق 30 مترا. وأضاف أنه تم العثور أيضا علي 95 منصة لإطلاق الصواريخ وتدميرها. وأضاف «لا تزال عمليات البحث مستمرة» في إطار ما وصفه بأنها «مهمة مفتوحة أعاقت قدرة حماس إلي حد كبير». في تلك الأثناء، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن اثنين من الجنود الإسرائيليين قتلا في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين نتيجة تعرض آليتهم لإطلاق صاروخ في منطقة رفح، وبذلك ارتفعت حصيلة القتلي في الجانب الإسرائيلي إلي خمسة جنود، علاوة علي جرح 30 جنديا، وصفت حالة ثلاثة منهم بأنها خطيرة، وحالة الباقين بأنها بين متوسطة وطفيفة. ومع توسع العملية العسكرية البرية في قطاع غزة واصلت الفصائل الفلسطينية استهداف إسرائيل بالصواريخ، مما أدي إلي مقتل إسرائيلي وجرح أربعة في النقب، لترتفع حصيلة المدنيين الإسرائيليين الذين قتلوا جراء الصواريخ الفلسطينية إلي اثنين، بينما تجاوز عدد الضحايا في الجانب الفلسطيني 400 وأكثر من 3 ألاف مصاب.