د ب أ اتهم الفلسطينيون اليوم الأحد، الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة مروعة" في حي سكني شرقي مدينة غزة جرى استهدافه بقصف مدفعي كثيف على مدار عدة ساعات. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة عن انتشال 56 قتيلا من حي "الشجاعية" السكني منذ ساعات فجر اليوم. وذكر القدرة أن من بين القتلى 17 طفلا و14 امرأة وأربعة مسنين، وأن القصف العنيف الذي تعرض له الحي وتواصل لأكثر من ست ساعات أسفر عن 210 من الجرحى. ومن بين القتلى مصور صحفي ومسعف قتلا معا باستهداف القصف المدفعي سيارة إسعاف أثناء محاولتهما الوصول إلى جرحى. كما قتل في قصف الشجاعية أسامة الحية وهو نجل عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، وزوجة القتيل واثنتين من بناته، فيما أصيبت زوجة الحية الأب وعدد من أطفال العائلة بجروح خطيرة إلى متوسطة. وسبق ان قتل سبعة من أفراد الحية باستهداف منزله عام 2007. وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن مئات القذائف المدفعية والصواريخ الجوية جرى إطلاقها على حي الشجاعية على مدار ساعات الليل وصباح اليوم. وشوهدت جثث قتلى وجرحى متناثرة على الطرقات بين المنازل السكنية ويعود أغلبها لنساء وأطفال حاولوا الفرار إلى مأوي أمن من القصف المتواصل. وواجهت سيارات الإسعاف صعوبات بالغة بالتوجه إلى الحي القريب من السياج الفاصل مع إسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي فيما ظلت مناشدات العائلات تتكرر طوال ساعات الليل. واستلزم إخلاء القتلى والجرحى من الحي والأطراف الشرقية الأخرى لمدينة غزة إعلان اتفاق تهدئة إنسانية لمدة ساعتين بين حركة "حماس" وإسرائيل لمدة ساعتين. وجاء إعلان اتفاق التهدئة المؤقتة بتدخل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنه انهار قبل مضي أقل من ساعة على بدء دخوله حيز التنفيذ بفعل تبادل الهجمات مجددا بين الجانبين. واعتبرت حركة حماس أن ما جرى في حي الشجاعية يشكل "مجزرة ضد المدنيين وجريمة حرب". لكن الحركة أكدت أنه " لن تكسر إرادة شعبنا والمقاومة ستواصل تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة ولن تسمح له بأن تطأ قدمه أرض غزة". وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم، على أرواح القتلى الفلسطينيين وآخرهم في "مجزرة" حي الشجاعية "التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية بدم بارد". وأدانت الرئاسة في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، ما وصفته "المجزرة الجديدة" التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية في حي الشجاعية، مطالبة إسرائيل ب"إيقاف عدوانها على القطاع فورا". ووجه عباس نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف "العدوان الإسرائيلي الغاشم" على قطاع غزة، وفرض وقف إطلاق النار. يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر توسيع نطاق هجومه البري على قطاع غزة، وذلك مع دخول عمليته العسكرية يومها الرابع عشر. وأكد الجيش الإسرائيلي صباح اليوم مقتل جنديين آخرين تابعين له في مواجهات في غزة. وبدأ الجيش الإسرائيلي هجومه البري على قطاع غزة مساء الخميس بعد عشرة أيام من قصف جوي وبري وبحري استهدف القطاع الفلسطيني المحاصر، وذلك في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق بدأها في الثامن من تموز/يوليو الجاري وأطلق عليها اسم "الجرف الصامد". وتهدف هذه العملية بحسب إسرائيل إلى وقف إطلاق الصواريخ من القطاع الفلسطيني باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وتجاوزت الحصيلة الإجمالية لقتلى الهجوم الإسرائيلي 410 قتيلا وأكثر من ثلاثة ألاف جريح.