ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلية فجر أمس مجزرة لا تزال مستمرة فى حى الشجاعية المكتظ بالسكان شرقى مدينة غزة. وانهمرت القذائف المدفعية على منازل المواطنين بشكل كثيف،وهزت الانفجارات القطاع الساحلى فى أثناء الليل وأضاءت قذائف البحرية الإسرائيلية السماء. وأصابت قذائف دبابات إسرائيلية منازل فى منطقة الشجاعية بشمال شرق غزة حيث اتصل سكان بمحطات إذاعة محلية للمطالبة باجلائهم، فى حين بلغ عدد القتلى 62 شهيدا ومئات الجرحي، ولم تتوقف سيارات الإسعاف عن نقل الإصابات لمستشفى الشفاء وغالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.ومن جانبها اعترفت إسرائيل بمقتل 7 من جنودها فى الهجوم البرى الذى تشنه على غزة منذ ثلاثة أيام. كما ذكر صحفيون من وكالة فرانس برس انهم شاهدوا عددا كبيرا من الضحايا فى شوارع المدينة ولا تستطيع سيارات الاسعاف الوصول الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع اسرائيل بسبب كثافة القصف الجوى الاسرائيلي. وعرضت القناة التلفزيونية المحلية الكتاب لقطات قاسية لجثث محروقة أو ممزقة بما فى ذلك جثث أطفال صورت فى الشجاعية. وقال أشرف القدرة «استشهد اثنان وستون مواطنا بينهم أطفال ونساء وأصيب 440 آخرين فى القصف المدفعى للدبابات الاسرائيلية على منطقة الشجاعية منذ فجر أمس؛ ومن بين القتلى مصور تلفزيونى فلسطينى ومسعف حيث قتلا بقذائف دبابات اسرائيلية استهدفت سيارة اسعاف مباشرة فى أثناء محاولتها نقل جرحى من حى الشجاعية، حسب القدرة. واضاف القدرة إن مستشفى الشفاء فى غزة قد امتلأ بعشرات المصابين جراء الهجوم على الحى الواقع فى شرق غزة.واشار سكان فى غزة الى إن القصف البرى والبحرى الإسرائيلى هو الأعنف منذ بدء العملية فى القطاع قبل 13 يوما. وقال مسئولون بمستشفى الشفاد إن غارة جوية إسرائيلية على منزل خليل الحية القيادى الكبير فى حماس أسفرت عن مقتل ابنه وزوجة ابنه وطفلين.وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة أمس أن حصيلة القتلى الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية تجاوزت 400 شهيد. وقال وكيل الوزارة يوسف أبو الريش فى مؤتمر صحفى عقد فى مستشفى الشفاء فى غزة ان «عدد الشهداء منذ بدء الحرب بلغ 410 شهداء واكثر من 3020 جريحا غالبيتهم من المدنيين». وذكر مسئولون بالمستشفى ذاتها أن قذائف قتلت أربعة فلسطينين قرب مدينة رفح فى جنوب القطاع.وأشار الى أن مئات الأسر تلجأ إلى مجمع الشفاء الطبى إثر القصف الهمجى على بيوتهم فى حى الشجاعية وأن الاحتلال يمنع اجلاء الجرحى والمصابين ويطلق قذائفه بشكل كثيف على سيارات الاسعاف والدفاع المدنى فى مناطق شرق غزة. فيما أقر الجيش الإسرائيلى بمقتل جنديين فى اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة فجر أمس،وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلى طبقا لراديو «صوت إسرائيل» أمس أن احد القتيلين هو اللفتنانت بار راهف البالغ من العمر 21 عاما من سكان بلدة رمات يشاى وهو ضابط فى سلاح الهندسة القتالية وقتل نتيجة تعرض آلية هندسية لاطلاق صاروخ مضاد للدروع فى منطقة رفح. وأشار إلى أن الجندى القتيل الثانى فهو الرقيب بنيا روفل البالغ من العمر 20 عاما من سكان مدينة حولون، فيما اصيب فى الحادث نفسه ضابط بجروح متوسطة. وكان ضابط وجندى قد قتلا خلال الاشتباكات بقطاع غزة أمس الاول. وبدأت إسرائيل هجوما بريا على غزة الذى تسيطر عليه حماس يوم الخميس الماضى بعد أن أخفق قصف جوى وبحرى عنيف على مدى عشرة أيام فى وقف إطلاق الصواريخ من غزة.وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلى إن اسرائيل وافقت على هدنة انسانية فى غزة لمدة ساعتين .وانتهت هدنة انسانية قصيرة الامد فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة أمس بعد أن اتهم الجيش الاسرائيلى نشطاء من حركة حماس بخرق الهدنة مؤكدا انه "رد" على ذلك. وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى بيتر ليرنير فى تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر "مرة أخرى تخرق حماس وقف اطلاق النار الذى توسطت فيه اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاهداف انسانية، والجيش يرد وفقا لذلك" وذلك بعد أربعين دقيقة من اعلان الهدنة. وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلى سيواصل عملياته العسكرية وسيوسع نطاقها اذا اقتضت الضرورة ذلك..وأكدت المصادر أن إسرائيل تسمح رغم الاشتباكات الضارية بإدخال سلع ومواد أساسية لقطاع غزة عبر معبر إيريز. وأعلن الناطق العسكرى لقوات الاحتلال أن قوات برية كبيرة انضمت فجر أمس الى القوات العاملة داخل قطاع غزة ضمن العملية البرية القائمة هناك. ونقل راديو "صوت إسرائيل" أمس عن الناطق الإسرائيلى قوله إن هذه المرحلة من العملية تتم وفقا للتخطيط المسبق وفى ضوء تحقيق أهداف العملية حتى الان وهى تستهدف مواصلة ضرب حركة حماس . وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت أن قوات الجيش هاجمت خلال اليومين الماضيين حوالى 500 هدف فى أنحاء قطاع غزة . و فى رام االله ،أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام تنكس فيها الاعلام حدادا على أرواح شهداء مجزرة حى الشجاعية (شرق غزة).ووصفت الرئاسة الفلسطينية ما جرى فى حى الشجاعية فى قطاع غزة فجر أمس بالمجزرة بعد مقتل 62 شخصا واصابة العشرات فى قصف اسرائيلى للمنطقة. وأدانت الرئاسة -فى بيان بثته الوكالة الرسمية -المجزرة التى ارتكبتها الحكومة الاسرائيلية،وطالب نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس-أبومازن- فى البيان الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره. وأكدت حركة "حماس" أن مجزرة حى الشجاعية شرق مدينة غزة فجر أمس ضد المدنيين "جريمة حرب"، مشددة على أنها لن تكسر من إرادة الشعب الفلسطيني. وقال سامى أبو زهرى الناطق باسم حماس ، فى بيان مقتضب بثته وكالة أنباء "صفا" الفلسطينية إن المقاومة ستستمر فى تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، ولن تسمح لقواته بأن تطأ قدمه أرض غزة. و فى تل أبيب،ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن عدد الجنود الإسرائيليين الذى أصيبوا خلال الاشتباكات الجارية فى قطاع غزة ارتفع إلى 36 جنديا بينهم قائد لواء جولانى الكولونيل غسان عليان. وأضافت أن عليان أصيب بجروح متوسطة ونقل على إثرها إلى مستشفى سوروكا فى بئر السبع للمعالجة. ولواء جولانى هو واحد من خمسة ألوية فى إسرائيل يطلق عليها اسم ألوية النخبة.ووافقت اسرائيل أمس على هدنة انسانية لساعتين فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة، وقالت المتحدثة “سيكون هناك نافذة انسانية ما بين الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر والساعة الثالثة والنصف . وأكد مسئول عسكرى آخر أن هذه الخطوة تأتى كرد على مقترح تقدمت به اللجنة الدولية للصليب الاحمر.وكانت حركة حماس قد أعلنت عن موافقتها على هدنة انسانية لثلاث ساعات فى قطاع غزة بطلب من الجمعية الدولية للصليب الاحمر.ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى استهدف 2500 موقع فى غزة منذ بدء عملية الجرف الصامد شملت 500موقع خلال اليومين الماضيين . وقالت الصحيفة فى نبأ أوردته على موقعها الإلكتروني-أن الجيش الإسرائيلى اكتشف 13 نفقا ، يؤدى خمسة منها إلى إسرائيل بالإضافة إلى اكتشاف 34 فتحة نفق قام الجيش الإسرائيلى بفتح تحقيق حولها . وأشارت الى أنه تم إلقاء القبض على 13 إرهابيا مشتبها بهم .