د. رضوى عبد اللطيف الغلبان هو مواطن مطحون وجد نفسه يعيش علي هذه الأرض في شقاء منذ الميلاد وحتي الممات، يورث تركة من نوع آخر لأبنائه لا تختلف كثيرا في مجملها عما عاشه في حياته وربما أخذ شقاءه معه إلي القبر.الغلبان كائن قد يأكل، قد يشرب، قد يجد مأوي، قد يعيش. الغلبان عندما يمرض لا يجد مستشفي يعالجه، وإذا أراد أن يعلم أبناءه فهو يعيش حلما بعيد المنال وإذا أسعده زمانه والتحق أبناؤه بمدرسة حكومية حصل علي أردأ خدمة تعليمية في العالم إذا جاز لنا أن نسميه تعليم. الغلبان وجبته المفضلة «العيش الحاف» والمياه الملوثة إن وجدت. وما بين البحث عن الشفقة في وجوه الناس والبحث في صناديق القمامة عن لقمة تسد الجوع يمضي ساعات يومه.. أما المواطن الكادح فهو من وجد السكن والمياه والكهرباء وتمتع بالخدمات المهترئة وصرف 3 أضعاف مرتبه وعمل في اليوم مهنتين أو ثلاثا كي يستطيع أن يوفر أبسط متطلبات الحياة. هذا الكادح وذاك الغلبان يمثلان الاغلبية ولأننا دولة ديمقراطية فإنني أطالب بحكومة للغلابة تعرف معني التعري وتعرف معني الجوع..تدرك أن غضب الجائع يسقط أنظمة وحكومات ويشعل ثورات. حكومة الغلابة لن تدفع الشعب للتقاتل علي الحياة ولقمة العيش، لن تجعل شعبها الفقير يقتل في طوابير الخبز ومستودعات الغاز كل صباح.حكومة الغلابة لن تنظر إلا للأغنياء وستحاسب الفاسدين والمرتشين قبل أن تقتطع قرشا من رزق الغلبان وستشعر بالذنب لو منحت إمتيازات وسارت في مواكب تحبس أنفاس الفقراء. حكومة الغلابة ستحتاج لمستشاري الأرض كي تضبط ميزانية شهرية لأسرة مصرية تأكل «عيش حاف» وستعلن عجزها وأسفها في النهاية لفشلها في توفير حياة آدمية لأبنائها. حكومة الغلابة ستضرب الأرض بحثا عن كنوز مصر المخفية وستحتضن عقولا مبدعة وتزيح التراب عن أبحاث أعياها الإهمال فوق أرفف المكتبات في الجامعات والمراكز البحثية. وإذا خرجت تطلب عونا من شعبها ستطلبه علي استحياء من موقف ضعيف مغلوب علي أمره لأنها هي من عجزت عن حل مشاكله وليس لأنه هو المذنب الذي يستحق العقاب لوجوده علي قيد الحياة. فيا من توليتم مسئولية بلد الغلابة اسمعوا واستوعبوا الدرس جيدا ..نعاني فقر النفوس لا الفلوس ومصر لم تنتفض بثوراتها كي يقتل فقراؤها بدم بارد . عريس الفجر عريس خرج متطهرا صائما كي يصلي الفجر في المسجد فشاء الله أن تزفه الملائكة كي يصلي في الجنة مع الصديقين والشهداء. ليست قصة استشهاد محمد أبو خضير الطفل الفلسطيني ذي ال 17 ربيعا تشبه قصص الشهداء في أرض فلسطين، ولكنها إحدي القصص التي تحكي عن بشاعة مجرم وحقيقة قاتل محتل مغتصب، فهو طفل عذب وأجبر علي شرب البنزين قبل أن يحرقه المجرمون حيا. فيا من انتفضت من أجلك فلسطين كما فعلت من قبل لمحمد الدرة، أصبحت اليوم سفيرا لشعبك في العالم الذي تحول ببصره نحو تلك البقعة المنسية، وربما تواتي المنظمات الحقوقية والدولية شجاعة لفظية لشجب وإدانة قتلك بهذه الوحشية، أو قد يؤثر العالم إلتزامه بالصمت إزاء الجرائم الإسرائيلية كما أعتاد أن يفعل. ولكن من تري سيطفئ غضب القلوب ومن سيمسك القانون الإلهي عن القصاص لك ولكل برئ قتل وعذب علي يد بني صهيون؟. صح صح بعد ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود: حملة جديدة للقضاء علي ملصقات «هل دعيت علي الحكومة اليوم؟» واستحداث وحدة جديدة في الداخلية لمكافحة شم البنزين. ضبط سيدة تحتضن سلوك الكهرباء بعد تأثرها بكلمة محلب « محدش بيفكر في الكهرباء». والمواطنون يهللون فرحا بانقطاع التيار الكهربي ويطالبون الحكومة بترشيد الإشغال. المظاهرات تجتاح المواقف المصرية والمتظاهرون يهتفون «اللي تانكه مليان يهاجر اليابان» ، «عيش.. حرية ..بنزين في العربية» ، «ولا تسعين ولا ثمانين ..العجلة من غير بنزين».