بسبب صاروخ حوثي.. وقف الرحلات من وإلى مطار بن جوريون    بالمواعيد.. مباريات الجولة 36 من الدوري الإنجليزي الممتاز    الأرصاد تحذر من حالة الطقس: ذروة الموجة الحارة بهذه الموعد    بشرى ل"مصراوي": ظهرت دون "مكياج" في "سيد الناس" لهذا السبب    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    مصرع شابين وإصابة آخر فى حادث تصادم دراجتين ناريتين بالدقهلية    جهاز تنمية المشروعات يضخ 920 مليون جنيه لتمويل شباب دمياط    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    ملتقى الثقافة والهوية الوطنية بشمال سيناء يؤكد رفض التهجير والتطبيع مع الكيان الصهيوني    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    المستشار الألمانى يطالب ترامب بإنهاء الحرب التجارية وإلغاء الرسوم الجمركية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    ضبط 3 طن دقيق فاخر مجهول المصدر و185أسطوانة بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء في المنوفية    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    مصر أكتوبر: مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات موسكو تعكس تقدير روسيا لدور مصر    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى شباب مصر: لا تعودوا إلى بيوتكم قبل دحر العسكر
نشر في الشعب يوم 19 - 06 - 2014

هذه رسالةٌ إلى شبابِ مصرَ المحترمِ فقطْ، فهؤلاء وحدهم هم الأمل الوحيد المتبقّي لنا، ولهذا البلد الكريم. أمّا شبابُ مصرَ الفاسدِ الّذي باعَ نفسه للانقلابيّين، والغربيّينَ، بثمن بخس، فمصيرهم الهلاك عاجلًا أو لاحقًا: «وسيعلمُ الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبونَ»، وبعدُ.
اعلموا أنّ بلدنا يعاني من الضّعفِ، والهوانِ، والتّخلّفِ، والاستسلامِ. تستطيعون الاطّلاع على قائمة المستعمرين الّذين احتلوا بلادنا منذ القرون الّتي سبقت ميلاد سيّدنا المسيح. تصارعت قوى العالم على احتلال مصر، نظرًا لموقعها الاستراتيجيّ المتميّز، وكثرة خيراتها، ووفرة ثرواتها، واعتدال طقسها، وطيبة أهلها. احتل الرّومان، واليونان، والفرس والفرنسيّين، والإنجليز، بلادنا لفترات زمنيّةٍ متفاوتة. وعندما رحل الإنجليز عن بلادنا، حرصوا على تنصيب عملاء لهم، يقومون باستعمار مصر واستعباد أهلها بالوكالة، بحيث تبدو مصر مستقلّة في الظّاهر، لكنّها مستعبدة مستعمرة في الباطن. فجاءت أسوأ حقبة مرّت بتاريخ مصر المكتوب الممتد لأكثر من سبعة آلاف عام، وهي حقبة الدّيكتاتوريّة العسكريّة المقيتة.
حكمَ مجرمو عسكرِ مصرَ بلادنا أكثرَ من ستّة عقود، كانت هي الأسوأ في تاريخ مصر على الإطلاق. أذاقوا شعبنا الذّلّ، والقمعَ، والفقرَ، والمرضَ، والجهلَ، والتّضليلَ. لم يحدثْ في تاريخ البشريّة أن قامتْ عصابةٌ من العسكرِ بممارسةِ القتل البطيء الممنهجِ لشعبها على مدار ستّين عامًا. فالقتل بالرّصاص يحدث في لحظات، دون طول معاناة. أمّا القتل الّذي مارسه مجرمو عسكر مصر معنا، فهو قتلٌ من نوع آخر. هو قتل بطيء، بالجوع، والمرض، والجهل، والقمع، والنّهب، والسّرقة، والتّرويع، والإرهاب. مجرمو عسكر مصر يقتلونَ المصريّين قتلًا بطيئًا عدّة مرّات يوميًّا منذ سنة 1952م. وبعدُ.
أن يقتلوك، أيّها القارئُ الكريمُ، بالرّصاصِ، فهو موتُ الرّحمة. أمّا أن يقتلوك بالجوع، فهذا موتُ العذابِ. أن يقتلوك بالفقرِ، فهذا موتُ العذابِ. أن يقتلوك بالجهلِ، فهذا موت الألمِ. أن يقتلوك بالمرض، فهذا موت المعاناة. أن يقتلوك بالأكاذيب والأضاليل، فهذا الموت البطئ. أن يقتلوك بالفنّ المزعوم الهابط، فهذا القتل العمد. أن يقتلوك انتظارًا في طوابير العيش، فهذا الموت اليوميّ الأليم. أن يقتلوك انتظارًا للحصول على دواء، أو تصريح، أو سلعة مدعمة، فهذا القتل النّفسيّ السّاديّ البشع. فهل سألت نفسك، أيّها القارئ الكريم، كم مرّة يقتلك مجرمو العسكر يوميًّا؟ وهل حسبتَ عددَ مرّات قتلك، منذ ولادتك حتّى هذه اللّحظة؟
أيّها النّاس، إنّ مجرمي عسكر مصر لم يقتلوا عدّة آلاف بعد انقلابهم الإجراميّ فحسب، ولم يعتقلوا آلافًا آخرين من المصريّين فحسب، بل هم يقتلون يوميًّا تسعين مليون مصريّ قتلًا بطيئًا، بالقمع، والتّجويع، والكذب، والتّضليل، والتّعذيب، والنّهب، والسّرقة. فمتى تهبّون، يا شباب مصرَ، للدّفاع عن أنفسكم، ومتى ستخرجون، يا أملَ مصرَ، لاسترداد كرامتكم؟
هل تعلمون، يا شباب مصر، أنّ شعبنا يعيشُ في غيبوبة منذ أكثر من ستّين عامًا؟ وأكبر دليل على هذا هو التّرحيب السّاذج للبعض بانتقال سلطة المخلوع مبارك إلى المجلس العسكريّ، حيث رحّب ملايين من شباب مصر بهذه الخطوة، واعتبروها خطوة صحيحة مئة في المئة، دون أن يدرك أحد منهم أنّنا نعيش في ديكتاتوريّة عسكريّة مقيتة منذ سنة 1952م، وأنّ استمرار العسكر في الحكم كان يعني إعلان فشل الثّورة، واستمرار القمع والدّيكتاتوريّة. بالطّبع ظهرت بوادر «عودة الوعي» إلى بعض النّاس في مصر. ولكن هذا لايكفى .
«الوعي المفقود» نتج عنه أنّ غالبيّة المصريّين لم يدركوا حتّى هذه اللّحظة النّتائج المدمّرة للدّيكتاتوريّة العسكريّة المجرمة. ولتتأمّلوا، يا شباب مصر.
بعض هذه النّتائج القاتلة لحكم مجرمي عسكر مصر:
1- تحكم مصرنا حثالة من طلبة الثّانوية العامّة الفاشلين، بمجموع من أربعين إلى خمسين في المئة منذ 1952م. فيا لها من حقيقة مذهلة. بلد عظيم مثل مصر تتحكّم فيه عصابة من طلبة فاشلين في الثّانويّة العامّة.
2- اتّجه مجرمو عسكر مصر بسفينة بلادنا منذ البداية نحو الهلاك. ولا عجب في ذلك، فماذا ننتظر من عصابة لا يتمتّع أفرادها بالحدّ الأدنى من الذّكاء، أو التّعليم، أو الثّقافة، أو الوطنيّة؟ عقولهم خاوية، أفقهم محدود، لغتهم ركيكة، أشكالهم قبيحة، ضمائرهم منعدمة، ثقافتهم ضحلة. ولمجرّد التّذكرة، وجّهت نخب ألمانيا، بداية من سنة 1945م، سفينة بلادهم نحو الرّقي، والتّقدّم، والرّفاهية. وها نحن نرى النّتيجة اليوم: حوّل مجرمو العسكر بلادنا إلى إحدى أفقر دول العالم، وحوّل مفكّرو ألمانيا بلادهم إلى ثالث أقوى اقتصاد في العالم، في الفترة الزّمنيّة نفسها تقريبًا. طلبة مصر الفاشلون، الّذين ينصبون علينا بالزّيّ العسكريّ، نهبوا ثروات بلادنا، وبدّدوها، وضلّلوا شعبنا، وأملقوه، وأمرضوه، وقمعوه. في الوقت الّذي نهضت النّخب الألمانيّة ببلادها، ونمّت اقتصادها، وطوّرت تعليمها، وأسّست فيها أقوى اقتصاد في القارّة الأوروبيّة برمّتها، برغم أن مساحة ألمانيا أقلّ من نصف مساحة مصر. وبرغم أن ألمانيا لا تمتلك نصف ما تمتلكه مصر من الثّروات الطّبيعيّة، والمقوّمات الحضاريّة.
3- حوّل مجرمو عسكر مصر بلدنا إلى جحيم يتمنّى جميع المصريّين الفرار منه، في حين حوّل مفكّرو ألمانيا، أو سيّاسيّو أمريكا، بلادهم إلى جنّة يحلم بها ملايين من البشر. فرّ من جحيم مجرمي عسكر مصر أكثر من عشرة ملايين مصريّ إلى الخارج. واستقطبت دولة مثل ألمانيا أكثر من مليوني عامل تركيّ مثلًا. صارت مصر-العسكر أكبر دولة مصدّرة للمهاجرين في العالم، لأنّ مصر تحكمها عصابة من طلبة الثّانوية الفاشلين. في حين أصبح دولة مثل أمريكا يحلم بالهجرة إليها ملايين من الجيران المكسيكيّين، ناهيك عن الملايين الأخرى من سائر شعوب العالم. الفارق بين حكّامنا وحكّام الدّول المتقدّمة شاسعًا. الحاكم في دولة مثل ألمانيا أو أمريكا هو إنسان مثقّف، مفكّر، متعلّم، وطنيّ، واعٍ، منتمٍ. الحاكم عندنا طالب فاشل في الثّانويّة العامّة. حكّام أمريكا وألمانيا يؤلّفون الكتب، وينشرون الدّراسات، وحكّامنا لا يعرفون تركيب جملة واحدة مفيدة بدون أخطاء نحويّة. حكّامنا هم من طراز عقلهم أتفه من عقل فرخة فعلًا.
4- حوّل مجرمو عسكر مصر بلدنا إلى دولة لا تعرف إلّا استجداء المعونات الخارجيّة من شتّى دول العالم، المتقدّمة والمتأخّرة جميعًا. في حين صارت دولة مثل ألمانيا أو أمريكا، من كبار الدّول المانحة للمعونات. جعلنا مجرمو العسكر نستجدي ونمارس الشّحاتة، بسبب جهلهم وضيق أفقهم وعجزهم. مرّة أخرى الفارق شاسع بين من يستجدي ومن يمنح.
5- لم يتّقن مجرمو عسكر مصر إلّا شيء واحد، هو فنون القمع، والتّجسّس، والتّضليل، والكذب، والنّهب، والفساد، والعمالة، والدّعارة. هذا في الوقت الّذي برع فيه الألمان في تصنيع أفضل سيّارات في العالم، أو في الوقت الّذي غزا فيه الأمريكيّون الفضاء ووصلوا إلى القمر، أو في الوقت الّذي تمكّنت فيه معظم دول الغرب من خلق أجواء مناسبة للإبداع والتّطوير والاختراع، فأطلق النّاس هناك العنان لطاقاتهم الإبداعيّة، ومواهبهم الفنّيّة..
6- أسّس مجرمو عسكر مصر في بلدنا «جمهوريّة بطّيخ» تقوم في المقام الأوّل على الجهل. صار لدينا جيش هشّ، يمتلك أسلحة تشبه لعب الأطفال في هشاشتها. جيشنا أيضًا مبني على الجهل. فقادة الجيش المصريّ من أمثال الرّئيس المخلوع، أو القائد الحاليّ للانقلاب، هم من خريجي الكلّيّة الحربيّة الّتي كانت تقبل الطّلبة الفاشلين في الثّانويّة العامّة بمجموع يبدأ من أربعين في المئة ولا يتجاوز خمسين في المئة. وهذا يعني أنّ المستوى العقليّ، والفكريّ، والتّعليميّ، والثّقافيّ، لقادة جيش مصر، في «جمهوريّة البطّيخ» الّتي أسّسها جمال عبد النّاصر سنة 1952م أقلّ من الصّفر. وإذا كان هذا هو حال «قادة » جيش «جمهوريّة البطّيخ»، فكيف يكون حال جنوده؟ للأسف غالبيّتهم من الأمّيّين، المعدمين، الجهلة، الّذين لا يمانعون في تنفيذ أيّ أوامر تصلهم. فإن قال لهم طالب الثّانوية الفاشل: «عليكم أن تطلقوا النّار على هؤلاء المتظاهرين، لأنّهم أعداء لكم»، فعلوا دون تردّد. ولو قيل لهم في اليوم التّالي: «عليكم إطلاق النّار على النّجوم أو الكواكب، لأنّها تمثّل خطرًا عليكم. أو لابدّ أن تقتلوا الأسماك في البحار والمحيطات بالرّصاص الحيّ»، لفعلوا دون تردّد. فهم كالأصنام، لا يعقلون، ولا يفكّرون، ولا يتأمّلون، ولا يفهمون، ولا يفقهون. وا أسفاه على ما وصلت إليه أحوال مصر من انحطاط وتخلّف.
7- قضاء «جمهوريّة البطّيخ» الّتي أسّسها المجرم عبد النّاصر لا يقلّ انحطاطًا عن انحطاط «جيش البطّيخ»، أو «جيش المكرونة». فمازالت أتذكّر أنّ معظم الطّلبة الفاشلين في الثّانوية العامّة من أصحاب المجاميع الضّعيفة جدًّا في منطقة «مصر الجديدة»، لم يجدوا أمامهم، سوى كلّيّات الشّرطة أو الحقوق، أو الحربيّة. والنّتيجة هي أنّ مستوى تحصيل العاملين في مجال القانون والقضاء في مصر، بصفّة عامّة، أقلّ من المتوسّط. وهذه أيضًا فضيحة كبرى من فضائح حكم العسكر المجرمين. ولولا الخلفيّة المنحطّة هذه، لما سهل على مجرمي العسكر التّحكّم في قضاة مصر الّذين مازالوا يروّجون لنا أسطورة «قضاء مصر الشّامخ»!! فنحن نبحث مثلًا بلا جدوى عن كتاب محترم، أو دراسة متميّزة، أو أطروحة قيّمة، لمجرم مثل المدعوّ الزّند، فلا نجد إلّا سجلًا أسود من جرائم الفساد. هؤلاء ليسوا قضاة، هؤلاء مجرمون.
8- كلّيّات الشّرطة في «جمهوريّة البطيخ» لا يلتحق بها إلّا من انعدمت أمامه وسائل الالتحاق بكلّيّة محترمة. أوّل ما يتعلّمه طلبة الثّانويّة الفاشلون في كلّيّات الشّرطة في مصر هو أنّ الشّعب من العبيد، وأنّهم - الطّلبة الفاشلون - من الأسياد!! فسبحان الّذي يُغيّر ولا يتغيّر. يحصل خريجو كلّيّة الشّرطة على مرتب شهري متواضع جدًّا، يجبرهم على ممارسة السّرقة والبلطجة مع النّاس الغلابة، لكي يعوّضوا ضعف دخلهم المحدود. أهذه شرطة فعلًا، أم هي عصابة من العربجيّة والبلطجيّة؟
9- العلم لا مكان له في «جمهوريّة البطّيخ». سياسة مجرمو عسكر مصر مع حملة العلم هي «جوّع كلبك يتبعك». الطّلبة المتفوّقون، وأصحاب المواهب الفذّة، لا يجدون من يشجّعهم أو يمنحهم فرصة لخدمة مصر، فينتهي بهم الحال إمّا بالرّحيل أو الاستسلام واليأس والموت البطئ. أعرف في ألمانيا مثلًا دور نشر تقوم بنشر نحو أربعمئة كتاب سنويًّا. هذا في الوقت الّذي استغرق فيه مشروع مثل «مشروع ترجمة ألف كتاب» في مصر-العسكر عدّة عقود!! جامعاتنا تخرّج طلبة يشعرون بالعجز عن التّعبير عن أنفسهم بلغة عربيّة، أو حتّى أجنبيّة، صحيحة. علماء مصر المزعومون يعيشون في وادٍ، وتعيش حضارة عصرنا في وادٍ آخر. أساتذة جامعات مصر لم يشاركوا إلّا مشاركة ضعيفة جدًّا في مقاومة مظالم حكم العسكر المجرمين. هم يتظاهرون أحيانًا، ليس من أجل الإصلاح أو الدّيمقراطيّة، بل من أجل زيادة مرتّباتهم!! فيا لها من طبقة "....". فعلًا تلك الّتي تدّعي العلم، وتتجاهل آلام النّاس ومعاناتهم.
10- تعتمد «جمهوريّة البطّيخ» أيضًا على تلهية النّاس، وهو ما اقتضى رعاية ما يسمّونه فنونًا. ونتج عن هذا أيضًا ظواهر صادمة. فمن ناحية لا يلاقي سكّان المقابر أو العشوائيّات أدنى عناية أو اهتمام من مجرمي العسكر. لكن من ناحية أخرى تقرّر قواعد «جمهوريّة البطّيخ» ضرورة أن تحصل ممثلة مثل يسرا على عدّة ملايين جنيه على الفيلم الواحد. هنا حدث زواج بين قتلة العسكر المجرمين وطبقة الفنّانين المضلّلين.
11- التّضليل والتّعمية هما سلاح أساسيّ من أسلحة أيّ ديكتاتوريّة عسكريّة. وبرع في دنيا التّضليل الّتي عشناها في «جمهوريّة البطّيخ» مضلّل كبير اسمه محمّد حسنين هيكل، وقد ترك لنا كتابات كثيرة، خاصّة بعد تركه جريدة الأهرام في عصر السّادات. إلّا أنّ جميع كتاباته هذه تدخل في باب «التّسلية»، دون أن يكون لها أيّ قيمة علميّة، لأنّها ببساطة مملوءة بالأكاذيب، والأضاليل، والأساطير.
12- تعاون مجرمو عسكر مصر مع أعتى أجهزة المخابرات في العالم لقمع المصريّين، دون أن يخطر على بالهم أنّ مصر بحاجة إلى صناعات، وتكنولوجيّات، وجامعات، وعقول، وعلماء، وتنمية، وحرّيّات. وهكذا انحصرت عبقريّة العسكر، أعنى غباءَهم، في نقل وسائل القمع، وأساليب التّجسّس، وطرق القتل، وفنون التّعذيب. فصرنا نرى الألمان يطلقون العنان لطاقاتهم في التّصنيع والتّطوير والتّنمية والإبداع، في حين أنّ مجرمينا من العسكر لا يفكّرون إلّا في قمع شعبنا، ونهبه، وتضليله، وإرهابه، وتعذيبه. البطولة عن مجرمي العسكر التّافهين جدًّا تنحصر في تلفيق التّهم، والقبض على المعارضين، وتعذيب الشّرفاء. والبطولة عند الألمان مثلًا تتمثّل في تصنيع سيّارة سريعة، أو قطار جميل، أو طائرة حديثة، أو تحقيق اكتشاف علميّ مفيد، أو حلّ مشكلة البطالة. مجرمونا يهدمون، وخواجات أوروبّا يبنون ويصنّعون ويطوّرون.
14- باعتبارهم طلبة فاشلين أصلًا، فمن المستحيل أن يكونوا محاربين أقوياء. والنّتيجة هي أنّهم لم يخوضوا حربًا، إلّا وخسروها، بداية من حرب فلسطين 1948م، ونهاية بهزيمة 1967م الّتي أعقبها نصف نصر سنة 1973م. ونتج عن هذا أنّهم أضاعوا شبه جزيرة سيناء برعونتهم، وكراهيتهم الشّديدة للحياة العسكريّة، وحبّهم الشّديد لسماع أم كلثوم، وتفضليهم العيش في قصور الملك فاروق عن الإقامة في معسكرات الجيش. وأعقب ذلك معاهدة العار «كامب ديفيد» الّتي اضطرّت مصر الخاسرة أن تقبل بشروط مذلّة فيها. الجيش الّذي يقتل المسالمين من شعبه يجب أن يعي أنّه ليس من الشّجعان، بل من الخصيان. ليس من الرّجولة ولا من الشّهامة في شيء تقتيل المدنيّين الأبرياء.
15- دمّر مجرمو عسكر مصر الاقتصاد المصريّ تدميرًا شاملًا. مازلتُ أتذكّر حكايات الآباء والأجداد عن قوّة الجنيه المصريّ في العقود الّتي سبقت الانقلاب الأسود سنة 1952م. كان الجنيه المصريّ الواحد يكفي لشراء أضعاف ما يمكن أن يشتريه المرء اليوم بالجنيه المصريّ الّذي أصبح بلا قيمة تقريبًا. أتذكّر أيضًا أنّ بعض أصدقائي المصريّين عندما ذهب للدّراسة في سويسرا قبل سنة 1952م، كان أبوه يبعث إليه بثلاثين جنيهًا مصريًّا فقط، عندما كان سعر الفرنك السّويسريّ حوالي 15 قرشًا. وأتذكّر أنّ البرازيل مرّت بتجربة مشابهة لتجربتنا في مصر مع الدّيكتاتوريّة العسكريّة، انتهت بها إلى أوضاع مدمّرة أيضًا، من فقر، وجهل، ومرض، وتخلّف، وتضليل. عندما زرتُ البرازيل في ثمانينيّات القرن العشرين، وأردت تغيير ألف فرنك سويسري، طلبوا منّي إحضار شنطة «سمسونيت»، لوضع العملة البرازيليّة فيها! ذلك لأنّ الفرنك السّويسريّ كان قويًّا جدًّا مقابل الكروسيرو البرازيلي الضّعيف. لقد تفشّى الفقر في مصر بصورة مخيفة، يا ناس. طلبة الثّانوية الفاشلون عجزوا، ولا عجب، عن تأسيس اقتصاد قويّ في مصرنا، بسبب جهلهم، ورعونتهم، ومغامراتهم الصّبيانيّة.
15- من النّتائج المدمّرة لحكم مجرمي العسكر في مصر وصول معدّلات الفقر إلى مستويات مذعرة. سكّان المقابر، سكّان العشوائيّات، سكّان المحافظات المهمّشة، العاطلون عن العمل، لقد قتلنا مجرمو العسكر قتلًا فظيعًا بالفقر، الّذي قال عنه عمر: «لو كان الفقر رجلًا، لقتلته». مواطنو دول أوروبّا الغربيّة يعيشون في رفاهية ونعيم، ومواطنونا يعيشون في فقر وذلّ. أي مواطن أوروبيّ غربيّ يحصل على دخل يكفيه، ليعيش مرفّهًا، سعيدًا، وليقضي عطلته السّنويّة في أجمل المنتجعات العالميّة، في حين لا يكفي دخل ملايين المصريّين حتّى ليحصلوا على مجرّد حاجاتهم اليوميّة من الخبز غير الآدميّ. كلّ هذا بسبب الطّلبة الفاشلين في الثّانوية الّذين يحكمون مصرنا منذ سنة 1952م. أرأيتم أنّنا نستحقّ هذا الظّلم، إذا واصلنا تقاعسنا، واستسلامنا، وإذا لم نهبّ لدحر هذه العصابة المجرمة؟ ولا تنسوا، يا شباب مصر، أنّ الفقر عندما يجتمع مع الجهل، تكون النّتيجة أشدّ تدميرًا وفتكًا. فأنا أتعجّب فعلًا من تدنّي مطالب غالبية المصريّين الحياتيّة. معظمهم لا يحلم، إلّا بمجرّد تخفيض الأسعار، والحصول على راتب محدود جدًّا. يا عالم، يا ناس، هبّوا، وانهضوا، لاسترداد حقوقكم. واعلموا أنّ من حقّ كلّ مواطن أن يحصل على دخل يكفيه ليحيا حياة كريمة، ويشتري سيّارة محترمة، ويبني بيتًا جميلًا لأسرته، ويقضي عطلته السّنويّة في أجمل دول العالم. بالطّبع ليس بالسّرقة، مثلما فعلت عصابة مبارك، لكن بالعمل والاجتهاد مثلما يحدث في دول أوروبّا الغربيّة. العلاج الجذريّ للفقر لمصرنا لا يمكن تحقيقه بالهجرة منها، وتركها للعصابة المجرمة تواصل تهبها وتخريبها، بل يأتي بالعمل الجادّ، والجهاد المتواصل لدحر العسكر، وتطهير مصر من «الرّمم والحثالات»، ثمّ السّعي لوضع أسس قويّة لدولة حديثة متقدّمة.
16- طلبة الثّانوية العامّة الفاشلون الّذي يحكمون مصر منذ سنة 1952م جعلوا مجتمعنا في منتهى الفوضى: يكفي مثلًا أن تنظر إلى الفوضى العارمة المنتشرة في شوارع مصر، وتقارنها بالنّظام المثير للإعجاب في شوارع أمريكا أو أوروبّا الغربيّة. لا يحدث في أيّ دولة متقدّمة مثل هذه الفوضى الّتي تحدث في شوارع مصر: آلات التّنبيه لا تتوقّف، السّيارات لا تسير بنظام في مساحات ومربعات مرسومة لها، بل تسير بمنتهى الهمجيّة. وهذه الهمجيّة بالذّات هي نتيجة مباشرة لحكم مجرمي العسكر. الهمجيّة الّتي جاء لنا بها مجرمو العسكر تقضي أن يلتحق الطّلبة المتفوّقون بكليّات القمّة، لكي يصيروا باعة جائلين في جمهوريّة بطيخ المدعو السّيسي. والهجمهيّة تعني أن يلتحق الطّلبة الفاشلون بالكلّيّة الحربيّة، ليس ليدافعوا عن تراب مصر، بل ليقتلوا شعبها. والهجميّة تقضي أن يلتحق طلبة فاشلون في الثّانويّة العامّة بكليّة الشّرطة، ليصيروا بعد ذلك بلطجيّة. والهمجيّة تعنى أنّ يترقّى ضبّاط الجيش المصريّ، ليس بحسب الكفاءة، لكن بحسب الفساد. الأشدّ فسادًا يصير رجل أعمال كبيرًا. والأقلّ فسادًا يحال إلى المعاش مبكّرًا. الهمجيّة تقضي أن يدخل طلبة ثانوية عامّة خيابى، مثل الزّنذ، كلّيّة الحقوق، ليس لخدمة الشّعب، وتحقيق العدالة، بل للاستيلاء على الأراضي، ونشر الفساد في ربوع البلاد. الهجميّة تقضي أيضًا أن يشعر كلّ مواطن مصريّ شريف بالغربة في بلده، فلا يجد أمامه في النّهاية إلّا الرّحيل، أو الموت البطئ، مادام ضميره لا يسمح له بالمشاركة في هذه الفوضى، وهذا الفساد السّرطانيّ المخيف. وبعدُ
لا مستقبل لمصر، قبل تطهيرها تمامًا من مجرمي العسكر وجميع أتباعهم من «بلطجيّة الدّاخليّة»، وعصابات الزّند، وجماعات رجال الأعمال المزعومين الّذين لم يتوقّفوا عن مصّ دم هذا الشّعب الغلبان جدًّا. إنّني أسأل العقلاء من رجال الجيش المصري، في حالة وجودهم أصلًا: ما معنى أن تخرج الجماهير إلى شوارع مصر وربوعها، وتهتف من أعماق قلبها: «يسقط، يسقط حكم العسكر»؟ لو كان لديكم ذرّة كبرياء، فينبغي عليكم أن تتواروا عن الأنظار، وتغربوا عن وجوهنا، وتتركوا السّاحة للشّرفاء من المصريّين، ليضعوا أسس حكم ديمقراطيّ نظيف. والشّيء نفسه أقوله إلى شرفاء الشّرطة، في حالة وجودهم أصلًا: ما معنى أن تصيح جموع المصريّين بأعلى صوتها «الدّاخليّة بلطجيّة»؟ أفقدتم كلّ مشاعر الرّجولة، والكرامة، والكبرياء، بحيث صرتم فعلًا بلا كبرياء؟ وإلى شرفاء القضاة الّذين رأيناهم ينشقّون عن عصابة الزّند، ويسعون إلى إصلاح منظومة القضاء في مصر أقول: ساهم قضاة مصر مساهمة كبيرة فيما ارتكبه مجرمو عسكر مصر من جرائم في حقّ شعبنا على مدار العقود السّتّة الماضية. والآن حان وقت إصلاح القضاء، وتطهيره، ووضع خطّة محكمة لإصلاح المناهج الدّراسيّة في كلّيّات الحقوق المصريّة، ووقف الفساد المستشري في وزارة العدل.
الإصلاح لابدّ أن يبدأ بالتّعليم، نظرًا للتّفشّي الشّديد للجهل في مصرنا. إنّها حلقة شيطانيّة مفرّغة، لابدّ أن نقاتل للخروج منها. فمستويات أساتذة الجامعات في مصر متدنّية جدًّا. ولهذا هم يخرّجون لنا أشباه متعلّمين، بل أشباه جهلة. مستوى غالبية حملة الدّكتوراة في مصر لا يتجاوز مستوى حملة الشّهادة الابتدائيّة في الدّول المتقدّمة. قد يرى البعض في هذا مبالغة. لكن لنتذكّر فقط الجانب اللّغويّ في هذه المعضلة الحضاريّة. فحقيقة جهل غالبيّة المصريّين بلغتهم العربيّة تكفي لإدراك الانحطاط الّذي وصلنا إليه. لا نريد جيشًا كرتونيًّا يكون قادته من فشلة طلبة الثّانوية، وجنوده من الأمّيّين. بل نريد جيشًا من المتعلّمين المثقّفين الوطنيّين غير الجشعين. نريد جيشًا من الشّجعان وليس من الخصيان. والشّيء نفسه ينطبقُ عن الشّرطة والقضاء. رفع مستوى التّعليم في مصر سيضمن لنا محاربة الجهل والفساد والتّخلّف.
عودة الوعي لشباب مصر يعني التّحرّك بذكاء ومهارة وبراعة على السّاحة الدّوليّة لدحر الانقلاب. لابدّ أن تسعوا لمخاطبة قادة العالم كافّة، وحثّهم على مناصرة الشّرعيّة. لابدّ أن تخاطبوا البرلمانات الغربيّة بالذّات، وتحثّوا ممثلّي الشّعوب الغربيّة على مناصرتكم في جهادكم لاسترداد حقوقكم الإنسانيّة المشروعة. لا يجوز أن تتفرّجوا، مثلما تفرّجتم من قبل، على مجرمين من أمثال ساويرس والبرادعي، عندما قاما بتأليب مستشارة ألمانيا على الرّئيس محمّد مرسي، فاستقبلته ببرود غريب. بل ينبغي مخاطبة جميع دول العالم بوقف دعمها للمجرم السّيسي. لا يجوز أيضًا أن تقبلوا بوجود شخص، بلا شخصيّة، في الوزارة، مثل وزير السّياحة الحالي. فهذا الرّجل لا يتمتّع بذرة من الإخلاص، أو الكبرياء، ويبدو أنّه لا يمانع في العمل مع الرّئيس مرسي اليوم، ثمّ مع نتنياهو غدًا. هو ببساطة شخص بلا شخصيّة. وبخصوص السّياحة لابدّ أيضًا أن ترفعوا شعار «لا سياحة مع الانقلاب». لابدّ من شلّ كلّ شيء، حتّى يزول الانقلاب.
أدعوكم للتّفنّن في رفع شعارات فتّاكة للانقلاب:
«لا نريد طلبة ثانوية عامّة فاشلين يحكموننا»
«نريد إنهاء حكم طلبة الثّانوية الفاشلين»
«نرفض تأييد أمريكا للانقلاب»
«نرفض تأييد السّعوديّة والإمارات للانقلاب، وندعو جميع الحكومات العربيّة للاستجابة لمطالبة شعوبها»
«نرفض مناصرة روسيا للانقلاب»
«نرفض استمرار السّياحة في ظلّ الانقلاب»
«نرفض أن تحكمنا عصابة من القتلة المجرمين»
«نستنكر رفض الجنائيّة الدّوليّة محاكمة الانقلابيّين»
لا تحرقوا الإعلام، ولا تهاجموا السّفارات، ولا تشتموا الأعداء، بل استخدموا الأسلحة الأكثر فتكًا، وهي اللّغة. وظّفوا اللّغة للدّفاع عن أنفسكم، ولشرح عدالة قضيّتكم، ولدحر أعدائكم، وفضح جرائم خصومكم، ولإفحام كلّ من أيّد الانقلاب. ابعثوا بخطابات الاحتجاج للحكام العرب والعجم، لحثّهم على مناصرة الشّرعيّة.
عندما حاورت المدّعي العامّ السّويسريّ الأسبق ديك مارتي العام الماضي حول ضرورة جرجرة مجرمي عسكر مصر إلى الجنائيّة الدّوليّة، لفت نظري أنّه نصحني بالتّوجّه مباشرة إلى الرأي العامّ الغربيّ. قال: «تستطيع تحقيق أضعاف ما يمكنك تحقيقه عن طريق الجنائيّة الدّوليّة، إذا خاطبت الرّأي العامّ العالميّ عن طريق نشر إعلانات مدفوعة في كبريات صحف العالم، تشرح فيها وجهة نظر الشّعب المصريّ الّذي يريد استرداد حقوقه». عندما عرضت هذه الفكرة على الشّيخ القرضاوي في قطر، خذلني وأصابني بخيبة أمل كبيرة، ولم يفعل أيّ شيء لتنفيذها. وهذا شيء مؤسف حقًّا.
زيورخ في الثّاني من يونيو 2014م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.