يقوم تنظيم القاعدة وحلفاؤه والمنتمون له بالإطاحة بالحدود السياسية المتعارف عليها للدول ويحولونها إلي قطع أثرية من بقايا الماضي بينما يعيدون تشكيل الحدود الجيوسياسية والعسكرية للمنطقة بسرعة شديدة وبشكل جذري. موقع دبكا تيك الإسرائيلي المقرب من المخابرات نشر تقريراً يقول انه في الوقت الذي لم تعد اسرائيل تستشعر الخطر من دول المنطقة المحيطة بها، فإن هناك ستة كيانات عسكرية ناشئة حديثا تتخذ اسم الدولة وتشكل خطرا داهما علي الدولة العبرية وباقي دول المنطقة. هذه الكيانات او الدول ليس لها حدود الحكومات الرسمية.ولكنها جميعا تشترك في خمسة أهداف: التوسع الإقليمي؛ تأسيس الخلافة الإسلامية وتأسيس الشريعة الإسلامية؛ الإطاحة بأنظمة «الحرس القديم» في الشرق الأوسط والخليج العربي، تأسيس أنظمة عسكرية واقتصادية الجديدة؛ وتدمير اسرائيل. والمثال الرئيسي لهذه الظاهرة هو ليبيا،حيث الحكومة المركزية آخذة في الانهيار، وحل محلها خليط من الميليشيات المسلحة، بما في ذلك الإسلاميون المتطرفون المرتبطون بالقاعدة. ومن أجل الحفاظ علي أي قبضة علي البلاد،فإن الحكومة المركزية الليبية ملزمة بالتفاوض والتوصل إلي تفاهم مع هذه الميليشيات. . وقد اعترف رئيس الوزراء بالوكالة عبدالله الثني- بشئ من هذا القبيل، عندما أعلن 2 يوليو أن حكومته قد توصلت إلي اتفاق مع زعيم المتمردين علي السيطرة علي منافذ النفط، بالنسبة له فإن التخلي عن السيطرة علي اثنتين من المحطات الطرفية النفط يمكن أن ينهي الحصار الذي شل صناعة النفط في ليبيا عضو منظمة أوبك، ووفقا لمصادر مطلعة علي الصفقة فقد حصلت تلك الميليشيات في المقابل علي وعد بتلقي حصة من عائدات تصدير النفط. . النفط.. عملة الإرهابيين الجدد. يعد النفط مصدرًا منتظماً للدخل والطاقة بالنسبة لقادة «دول الإرهاب من اجل جهادهم. ففي ليبيا وسيناءوسورياوالعراق يستولي قادة الميليشيات وأمراء الحرب علي شريحة من أرباح النفط المستمدة من الأراضي التي يسيطرون عليها أويهددونها. البترول هو العملة المفضلة لديهم، بالنظر إلي السهولة التي يتم بها تداوله في السوق السوداء. . بعض «دول الإرهاب» تقوم بتحويل أنفسهم إلي دول بترولية تسيطر علي معظم موارد النفط الوطنية. العراق في طريقها لتحقيق هذا لأن المنظمة الإسلامية السنية نفسها احكمت السيطرة علي مصافي النفط في البلاد وقطاعات واسعة من خطوط أنابيبها.. ويضيف التقرير العبري أن هذه الدول الجديدة تعمل خارج إطارالقانون الدولي وترفض الرضوخ لسياسية القوي العالمية الست الكبري - الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا - ولا تخشي من قوتها العسكرية فأصبحت القوي الكبري عاجزة جدا أمام العدوان الإرهابي، والذي يمكن إدارته من دون اللجوء إلي الأسلحة الثقيلة أو التكنولوجيا العسكرية المتقدمة. فمجرد حفنة من الإرهابيين الانتحاريين يمكنهم بسهولة استغلال الشقوق - وهناك الكثيرمنهم في أنظمة الغرب لمكافحة الإرهاب. ويشير التقرير إلي ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه تهديدا مباشرا من ما يصل إلي خمس من ست دول الناشئة الإرهاب : مصر - شبه جزيرة سيناء : أنصار بيت المقدس والتابعة للقاعدة يسيطر علي وسط شبه جزيرة سيناء، متحديا كل الجهود المصرية لاقتلاع ذلك. هذا الأسبوع. أقسم العديد من الميليشيات المسلحة التي مقرها سيناء بالولاء للرئيس أبو بكر البغدادي وكانت مكافأتهم علي ذلك هي وصول عشرات من مقاتليه لانشاء خلية في هذه القفار الوعرة. غزة : حماس والجهاد الإسلامي، و10 منظمات إرهابية أخري، وبعضها يعمل أيضا في سيناء، والسيطرة علي حكومة غزة.أثبتت أسبوعين مشاركة كارثية علي الولاياتالمتحدة وأوروبا والسلطة الفلسطينية محاولات لإضفاء الشرعية حماس عن طريق اتفاق المصالحة بين فتح وحماس منافسه. هذه الخطة أبدا أقلعت. الجماعات الإسلامية المتطرفة تري الآن في قطاع غزة ان التربة خصبة للغاية لزرع دولة إرهابية واسعة النطاق الخاصة بهم. سوريا توجد : أجزاء كبيرة في شرق وشمال وغرب سوريا والتي تهيمن عليها دولتا الإرهاب: «جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية في العراق»، التي أعلنت أهدافها الرامية إلي تحقيق خلافة إسلامية تمتد في سورياوالعراق.