المفاجأة التي أدهشنا بها الرئيس السيسي صباح الجمعة 13 يونيو الحالي فاقت الخيال .استيقظت كالعادة في يوم الإجازة متأخرة قليلا عن موعدي خلال أيام الإسبوع .و هذا ما يفعله معظم المصريين خاصة في أيام الحر الشديد الذي نعيشه الآن . فتحت "الفيسبوك" وفي يدي ماج النسكافيه الساخن، أطالع باسترخاء أحوال البلاد والعباد . وقعت عيني علي صورة الرئيس السيسي يركب دراجة ويرتدي تي شيرت رياضيا أبيض، حسبتها خيالية أو من صور الفيسبوك التي يتفنن الشباب الإلكترونيون في ابتكارها باستخدام صور حقيقية لشخصيات معروفة ،يضعونها في سياق آخر تماما، والهدف تقديم السخرية في قالب جديد يتناسب مع وسائل العصر وأدواته . فركت عيني وحملقت في الصورة مرة ثانية، فتأكدت أنه هو ثم قرأت الخبر المصاحب للصورة فوجدته كلاما بجد ،و ليس خيالا ! ما هذا ؟ سؤال سألته لنفسي . أي نوع من الرؤساء هذا ؟ إنه رئيس شكل تاني، لم نر هذا النموذج من قبل .رئيس يقود ماراثون للدراجات يبدأ في الخامسة والنصف فجر يوم الجمعة، ويدعو إعلاميين وفنانين وشباب ووزراء، بل ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب .الكل يرتدي التريننج ويستعد للمشاركة في الماراثون إنطلاقا من الكلية الحربية إلي مطار القاهرة .حوالي عشرين كيلومترا . حالة من البهجة والدهشة تسود البيوت المصرية. طاقة إيجابية تسري في قلوبنا ونفوسنا . الهدف أوضحه الرئيس بعدما انتهي من الماراثون في كلمة وجهها إلي المشاركين . " الماراثون هدفه رمزي .عايزين نتعود نستخدم طاقاتنا الذاتية، واستخدام الدراجة في مشوار واحد كل يوم، سواء كان الذهاب إلي المدرسة أو الكلية أو العمل يمكن أن يوفر لمصر بلدنا كميات كبيرة من الطاقة" .إنه مثل بسيط لأشياء كثيرة يمكننا أن نقوم بها في حياتنا اليومية وتسهم في التغيير الحقيقي . النزول إلي الشباب بشكل بسيط ومحبب إليهم من خلال الرياضة وهي متعة وفائدة شئ رائع، اللايف ستايل الصحي والإيجابي الذي يريد الرئيس أن نتعلمه ونمارسه في حياتنا أكثر من رائع، أن يبدأ الرئيس بنفسه ويدعونا جميعا أن نحذو حذوه .مثل أعلي للقائد القدوة الذي يحول الفكرة إلي مبادرة حقيقية علي أرض الواقع ولا يكتفي بالكلام الجميل، بل يحوله إلي فعل . ملهم . نعم ملهم inspiring باللغة الإنجليزية هذا هو الوصف الذي يمكنني أن اطلقه علي عبد الفتاح السيسي . الرئيس الملهم الذي يحاول استدعاء طاقة المصريين الإيجابية ويؤمن أنها طاقة جبارة لو أحسن استغلالها في بناء مصر كدولة عصرية .طاقة استطاعت من قبل أن تحقق أشياء كانت شبه مستحيلة . ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو .إزاحة كابوس الإخوان من فوق صدر الوطن .كل هذا تحقق عندما استدعينا طاقاتنا الإيجابية للتغيير .إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم . العمل تحت قيادة رئيس ملهم مثل رئيسنا شرف وفخر ومتعة يحقق فيها المواطن ذاته ويكتشف ملكاته وقدراته الكامنة . وليس غريبا أنه بمجرد أن أطلق السيسي مبادرته لتوفير الطاقة عن طريق استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات امتلأ الفيسبوك ب"بوستات " الناس- وخاصة النساء - يعلنون فيها أنهم عازمون علي تنفيذ المبادرة وتفعيلها . البعض ينادي بتخصيص حارة مرورية في الشوارع الرئيسية والميادين للدراجات مثلما يحدث في الدول المتقدمة، والبعض يطلب أن يدربه أحد علي ركوب الدراجة . عادت الروح إلي مصر . روح العمل والأمل والإيمان بأن الله معنا، يحب هذا البلد وينقذه في الوقت المناسب . تحيا مصر .