من أهم أفكار الرئيس عبدالفتاح السيسي التي أباح بها قبيل تفكيري في الترشح للانتخابات الرئاسية دعم دور الإعلام توحيد صفوف الأمة.. وشحذ همم المصريين.. وتحقيق الحشد الشعبي لمواجهة كل القضايا والأزمات التي تواجه مصر. وقد أكد كثيراً علي ذلك خلال لقاءاته المتعددة سواء الإعلامية أو الجماهيرية.. وكثيرا ما اثني علي الاعلام المصري.. وخص الصحف القومية بالاشادة لدورها الوطني.. وكذا الصحف والفضائيات الخاصة.. وطالب باصطفاف الاعلام لتحقيق طموحات الأمة لدرجة أن أحد الزملاء تصور أن مصر في عهد السيسي ستعود إلي الإعلام التعبوي.. ولم يكن هذا هو القصد.. انما أن يكون للاعلام دور في البناء والمشاركة في عودة مصر إلي مكانتها الطبيعية بين دول العالم.. وأظن أن هذا هو مبتغانا. ولكي يتحقق ذلك يجب ان نعود إلي الدستور الذي يضع لنا من الحريات والحقوق ما يكفي ويزيد.. ويفتح الآفاق أمام الابداع الفكري والفني والعلمي ويحررها من أية قيود.. وهذا الدستور العظيم الذي وافق عليه الشعب في ديسمبر 2013 ينص في الفصل العاشر منه علي انشاء المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام كهيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية مهمتها تنظيم شئون الإعلام المسموع والمرئي وتنظيم الصحافة المطبوعة والرقمية وغيرها.. ويضمن حرية الصحافة والاعلام والحفاظ علي استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها.. ومنع الممارسات الاحتكارية ومراقبة سلامة مصادر التمويل للمؤسسات الصحفية والإعلامية.. والالتزام بأصول المهنة وأخلاقياتها ومقتضيات الأمن القومي.. إذن هذا المجلس يختلف عن المجلس الأعلي للصحافة وينتظر صدور قانونه وفقا للدستور.. كما ينص الدستو ر علي انشاء الهيئة الوطنية للصحافة مسئولة عن المؤسسات الصحفية القومية.. وهيئة أخري للإعلام مسئولة عن إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة. إذن الدولة - وبحسب الدستور - لن تتخلي عن الصحف القومية او اتحاد الاذاعة والتليفزيون ومؤسساتها.. بل ستعمل علي تطويرها وتنمية أصولها والتزامها بأداء مهني واداري واقتصادي رشيد.. وسوف تصدر القوانين اللازمة لذلك. وكما نقول في الامثال «إعطي العيش لخبازه ولو يأكل نصفه» أري أن الإعلام وتنظيمه في المرحلة القادمة يحتاج إلي أساتذته وخبرائه.. وهم والحمد لله من العلماء وأيضا أصحاب الخبرات العالية التي أسست مؤسسات صحفية وإعلامية في العديد من الدول العربية.. وأيضا لدينا من الشباب ما يتفوق علي نفسه ويستطيع أن يقدم لنا نماذج إعلامية حديثة ورائعة.. فقط تخلص النوايا.. ونتطوع قليلا من أجل مصر.. وستتحول خسائرنا إلي أرباح.. ويكون لنا ميثاق شرف إعلامي وأخلاقي يحافظ علي السلام الاجتماعي بين فئات المجتمع.. وعلي قيمنا وتقاليدنا وعقائدنا. دعاء: يا رب.. في هذه الساعة اسألك الراحة لكل من ضاقت عليه دنياه .... آمين