في تاريخ الأمم والشعوب ثوابت لا تتزعزع بل تظل راسخة صلبة علي مر الأيام والسنين، تزيدها الايام رسوخا وتضيف إليها السنين صلابة وعمقا، بحيث تصبح صرحا شامخاً ونبراسا هادياً لهذه الأمم وتلك الشعوب تستمد منه القوة والعزم والمساندة في أوقات الشدة. ولحظات الضيق. ومن هذه الثوابت الصلبة والراسخة في تاريخ مصر والعرب، تبرز العلاقة المتميزة والقوية التي تربط الشعبين المصري والسعودي وتحتل مكانة رفيعة في وجدان ونفوس كافة المواطنين في البلدين الشقيقين. وللمملكة العربية السعودية بكل ما فيها من ارض مباركة وأماكن مقدسة، وبكل من فيها من اشقاء وإخوة معزة عميقة وود بالغ وحب كبير في قلوب كافة المصريين،..، ولخادم الحرمين الشريفين تقدير واحترام عظيمين ومحبة خاصة لدينا جميعاً نحن المصريين لما يتميز به من حكمة بالغة وصفات حميدة ومواقف رجولية في نصرة الحق والدفاع عن القيم العربية والإسلامية الأصيلة. وفيالشدائد والمحن والاوقات الصعبة دائماً تظهر المعادن الحقيقية والاصيلة للرجال، وتختبر صلابتهم في الدفاع عن الحق،..، وهذا ما فعله خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبدالعزيز، عندما اعلن بكل القوة والأصالة وقوفه والمملكة مسانداً وداعماً لمصر ضد الإرهاب، وضدكل من يتآمر علي أمنها وسلامتها. وإذا كانت مصر لم ولن تنسي علي الإطلاق كل من وقف معها وساندها فيمحنتها، فإنها ستظل دائماً تذكر بكل الخير والعرفان الوقفة الشجاعة والصارمة للملك عبدالله دفاعاً عنها، وتأكيده الحاسم علي دعم المملكة لمصر، في مواجهة الحملة الشرسة التي تعرضت لها بعد الثلاثين من يونيو،..، ولن تنسي مصر لخادم الحرمين اعلانه المساندة الكاملة لمصر ضد المؤامرات الرامية لاشعال نار الفتنة والمساس بوحدتها. وللحقيقة والتاريخ لابد أن نقول، ان موقف خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر ليس غريبا وليس مفاجئا علي الإطلاق، بل يأتي متسقا مع كل الصفات الرائعة والرجولية والوطنية والقومية التي يتصف بها، كما انها تأتي امتداداً واتساقاً مع وصية ومواقف الوالد المؤسس للمملكة العربية السعودية الراحل الكبير الملك عبدالعزيز، الذي اوصي كل ابنائه بمصر وشعبها خيراً وأكدعلي أن تكون مصر والسعودية معاً دائماً في السراء والضراء. ونحن اليوم نتوجه ببالغ التحية والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، بمناسبة الاحتفال بمرور تسع سنوات علي ولايته للمملكة، وننقل اليه مشاعر صادقة من الحب والود والوفاء من كل الشعب المصري.