في الشدائد يعرف الرجال، وفي الاوقات الصعبة والمحن تظهر معادنهم الحقيقية، وتختبر صلابتهم في الدفاع عن الحق،..، وهذا ما فعله خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما أعلن بكل الأصالة وقوفه والمملكة مع مصر ضد الإرهاب،..، وأن السعودية شعبا وحكومة تقف، كما وقفت دائما، مع اشقائها في مصر ضد المتآمرين علي أمنها وسلامتها. وفي خطابه الهام الموجه للأمتين العربية والاسلامية، وللعالم ايضا بكل ما فيه من قوي دولية بعضها متربص بمصر وبعضها يتآمر عليها، كان خادم الحرمين الشريفين قويا في تأكيده الحاسم علي دعم المملكة لمصر، في مواجهة الحملة الشرسة التي تتعرض لها، وفي اعلانه الواضح عن المساندة الكاملة لمصر ضد المحاولات والمؤامرت الخسيسة الرامية لإشعال نار الفتنة بها والمساس بوحدتها. والمتأمل للكلمات والمعاني الواردة في خطاب خادم الحرمين، والدلالات بالغة الأهمية التي تحملها وتشير اليها، لابد ان يدرك القدر الكبير من المودة الصادقة والتقدير العميق الذي يكنه خادم الحرمين لمصر كنانة الله في ارضه، ولكل المصريين الذين يكنون كل تقدير وحب وود صادق له وللمملكة وكل الاشقاء والاخوة السعوديين. والمتأمل للخطاب ايضا، لابد ان يلمس المصداقية الشديدة التي يتميز بها خادم الحرمين، وهو يكشف عن ثقته الكاملة في فشل كافة المؤامرات التي تحاك ضد مصر، وتأكيده علي ان مصر ستستعيد عافيتها، وانها قادرة علي العبور الي بر الأمان، رغم المؤامرات الدنيئة التي تتعرض لها، وأن الخسران والندم سيكون من نصيب من يحاول التدخل في شئونها الداخلية. أما توقيت الخطاب وما يحمله من دعوة لكل المصريين، وللأمتين العربية والاسلامية، والشرفاء من العلماء واهل الفكر والعقل والقلم ان يقفوا مع مصر قلبا واحدا، في وجه من يحاول زعزعة استقرارها والمساس بسلامتها فهي التعبير الصحيح عن الحكمة البالغة لخادم الحرمين وشجاعته وصلابته في الحق، وهي شيم الزعماء الكبار والرجال الاشداء الشرفاء.