الأمام أحمد الطيب أعلن فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن حضارة المسلمين هي حضارة تعارف تمد يدها للحضارات الأخري وتستفيد وتفيد، فكان الإسلام أول من سعي للعالمية بثقافته المتنوعة، وأن المسلمين لم يجدوا حرجا في أن يأخذوا من غيرهم من الحضارات الأخري، وكانوا يقبلون الحق من غيرهم ويشكرونهم عليه، جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي انطلقت أعماله امس بالعاصمة البحرينية المنامة بمبادرة من الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البحرين، وبحضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلي النائب الأول لرئيس الوزراء، وبمشاركة نخبة من رموز الديانات السماوية والمذاهب والمعتقدات الاخري. وقال اننا نتطلع الي حوار داخلي يجمع بيننا ويوحد أهدافنا ومقاصدنا العليا قبل حوارنا مع الغرب الذي لم يعد يفهم لغة غير لغة الاتحاد والكيانات المتحدة، مشيراً الي أن الغرب اتحد ولم يكن في يديه كتاب مقدس يتلوه ليل نهار كالقرآن الكريم الذي يدعونا نحن العرب والمسلمين الي الوحدة ويحذرنا من التنازع والتفرق والاختلاف. وأكد فضيلة الشيخ أحمد الطيب أن مسألة علاقتنا بالغرب الآن لا تحتاج إلي علاج أكثر من الحوار والتعاون الذي يقتضي بذل الجهود من الطرفين اللذين أصبح كل منهما يجهل الأخر ويبادله العداوة والبغضاء. واقترح شيخ الازهر ان تستمر مملكة البحرين في رعايتها لهذا الحوار وهذا التعارف بين الحضارات علي مستويين أولهما مستوي الحوار والتعارف بين اتباع المذاهب الاسلامية. والمستوي الثاني هو مستوي التعارف والحوار بين أبناءالأديان السماوية وأتباع الحضارات المختلفة.. وأكد شيخ الأزهر ان الاسلام جاء بحضارة انسانية سامية نزلت الي الواقع وخاضت تجربة تاريخية طويلة أثبتت أن الاسلام دين عالمي يفتح أبوابه علي مصراعيها لكل عناصر الحق والخير مهما اختلفت مصادرها ومهما تناءت مواطنها وأن حضارته كانت حضارة مفتوحة علي العالم. وقال فضيلته ان العالم كله علي سطح بركان عنيف يهدد بالانفجار والهلاك كما آلت الحضارة الغربية الي حالة من الأنانية المفرطة لم تر فيها غير نفسها وقوتها وسيطرتها علي العالم. وقال الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدي الفكر العربي ان خطاب الكراهية يغذي الفتنة ويدفع للنزاع والصراع والحروب ويقود الي الفرقة والتجزئةونوه الي ضرورة التركيز علي رسالة الاعتدال والتعددية الانسانية التي ينادي بها الاسلام , اذ لا يمكننا الاستمرار في الادعاء باننا معتدلون ووسطيون ان لم نكن فاعلين في نشر الاسلام المعتدل واحترام التنوع .