إذا عرف السبب بطل العجب لهذا أستغرب الثرثرة الدائرة حول الدعم وهو حق أصيل لموازنة الدخول المنخفضة بل المتدنية مقارنة بتكاليف المعيشة التي ترتفع بشكل متصاعد.. وفي اعتقادي أن المحاولات «الدكاكيني أو السوكيتي» لحكومة محلب وسابقتها حكومة الببلاوي لانتزاعه في غفلة من الزمن ليست شطارة أو حتي جسارة بل أكبر غلطة قد تقودنا لثورة جياع والعياذ بالله. الحكومة تناشد الشعب الصبر وتطالب بمهلة للمطالب الفئوية التي معظمها مشروعة وتتلكأ في تطبيق الحد الأدني للأجور علي كل المستحقين بينما تنقض الهدنة برفع أسعار المياه منذ يناير ورفع أسعار غاز المنازل من أول مايو وإنقاص وزن الرغيف المدعم أبو خمسة قروش من 130 إلي 90 جراما.. والبقية تأتي في الكهرباء والبنزين.. والأدهي إعلانها مراجعة الحد الأقصي للأجور لزيادته بدعوي الحفاظ علي الكفاءات.. كل ذلك والشماعة جاهزة وهي صعوبة الأوضاع الاقتصادية ولا مساس بمحدودي الدخل. لا يختلف أحد علي ضرورة علاج الخلل في منظومة الدعم بشكل عام والطاقة بشكل خاص في إطار منظور شامل وليس علي حساب البسطاء ومحدودي الدخل وعلينا قبل التفكير في ترشيد الدعم أو خفضه إعداد قاعدة بيانات دقيقة عن المستحقين ويسبقها مؤشر عام عن تكلفة المعيشة وليس بنظام الطسة التي تفكر الحكومة من خلالها حاليا لاستبعاد 20% من مستحقي الدعم بدعوي التحول للدعم النقدي.. عليها أيضا النظر في عدوي ارتفاع الأسعار التي تصيب كل السلع حال تحريك سعر أية سلعة أو خدمة خاصة أن تجاربنا في الرقابة علي الأسواق نتيجتها صفر أكبر من صفر المونديال. لماذا لم تجر الحكومة حوارا مجتمعيا قبل رفع أسعار غاز المنازل وهل تعرف أن معظم المستخدمين دفعوا مسبقا أو علي أقساط لاتزال تحصلها البنوك ثمن إيصال الخدمة.. وألم يكن من الأجدي تأجيل رفع الأسعار لحين انتهاء دفع الأقساط التي تسدد شهريا مع فاتورة الغاز.. تبريرات الحكومة لزيادة أسعار الغاز غير منطقية ولا تدخل العقول فبعض المسئولين بررها بأنها لن تمسح شرائح الاستهلاك الدنيا وهي لعبة مللناها وأصبحت مثل التطعيمات عديمة الفعالية «وخز إبر وخلاص».. والبعض الآخر يفسرها بطريقة تثير القهقهات وهي المساواة بين مستهلكي الغاز ومستهلكي البوتاجاز والحقيقة أن هذا هو الظلم بعينه فهل يعقل ان تكون المساواة في المعاناة هدفا فهذا منطق عجيب يذكرنا بحبيب قال لمحبوبته:» تقلعيلي عين وأقلعلك عين ونعيش عور إحنا الاتنين». المطلوب من حكومة محلب أن تفك طلاسم التناقض في إعلانها أننا لانحتاج حاليا قروضا من صندوق النقد الدولي بينما يأتي إعلان وزير التخطيط لبرنامج مراجعة دعم الطاقة من واشنطن وخلال الاجتماع السنوي للصندوق والبنك الدوليين.. أن تعطينا تفسيرا لقرار رفع رسوم تأشيرات السياح رغم المعاناة الكبيرة لقطاع السياحة.. عليها أيضا أن تبرئ ساحة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي من هوجة رفع الأسعار فهناك من يردد بأن الهدف أن يأتي الرئيس القادم علي أوضاع اقتصادية غير محملة بأعباء الدعم. الدعم ليس سبة أو عورة ومعاملته كمنحة أو هبة للمواطن يمثل قمة الوهم وعلينا قبل اللعب في هذا الملف أن نستنفد البدائل وأولها محاصرة التهريب الجمركي والضريبي.. فهل تعقلون؟ حرف ساخن: رزقك في رجليك يا باشمهندس مقاتل محلب.. المصارع فلاديمير بوتين أقر قانونا بتغريم الألفاظ البذيئة في وسائل الإعلام بخمسة آلاف دولار.. عندنا منها الكثير أليست فرصة ذهبية لعلاج عجز الموازنة دون مساس بقوت الشعب.. مجرد فكرة ولا تنس حق الملكية الفكرية!!