«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاخبار تواصل فتح ملف المهمشين في مصر
سكان القبور

الأهالي : نعيش مع الأموات بأنفاس متقطعة وأجساد مرتعشة
شكينا حالنا فهددتنا الحكومة بالطرد

ننام فوق الجثث .. ولانشم سوي الروائح النتنة .. ونعاني هجمات البلطجية والشمامين
حياة لا تختلف كثيرا عن حياة الأموات .. الأكل والشراب وممارسة كل متطلبات الحياة ولكن وسط القبور .. حياة شديدة القسوة .. أسر كاملة تنام في المدافن حتي وصل الأمر الي النوم علي مداخل الموتي وسط روائح كريهة لا يمكن ان يتحملها بشر .. اطفال انتهكت براءتهم .. ومازالت تتعرض للانتهاك كل يوم بل كل ساعة .. فاللهوان وجدوا ..يكونون وسط العظام المتناثرة والروائح النتنة والصراخ والجنازات التي لا تتوقف ..
«الأخبار» تفتح ملف سكان القبور.. ولكن من زاويتين مختلفتين .. الأولي مآسي الفقراء الذين لم يجدوا مأوي سوي العيش مع الموتي ، رصدت معاناة اهالي مقابر الغفير ومقابر زين العابدين في منطقة السيدة زينب .. والثانية مقابر المشاهير التي طالها الاهمال وغمرتها المياة الجوفية .. تدخلت الدولة لانقاذ مدفن العندليب وكوكب الشرق .. لكن الباقين اما ضاعوا مع النسيان اوعاموا وسط المياة الجوفية ..
الاخبار ترصد الظاهرة المخجلة لعلنا نساهم في ايقاظ حمرة الخجل لدي الحكومة فيتحرك من بيده الامر لانقاذ بشر احياء يعيشون مع الاموات في احوال بالغة السوء وانقاذ كرامة الموتي والحفاظ علي حرمتهم بعد أن طفت جثثهم فوق سطح المياه فهل يتحرك المسئولون قبل ان ياتي يوم موعود ينتقلون بالنعوش الي عالم الاموات ليحاسبهم الله حسابا عسيرا لما ارتكبوه من اهمال في حق العباد .. الي التفاصيل في السطور التالية ..
نحن أناس نجاور الموتي ونعيش علي الصدقات ونتنفس روائح جثامين الأموات ونشرب مياه عبر وصلات ومواسير غير شرعية وندفع ضريبة الانفلات الامني بعد ان اصبحت تجارة المخدرات علي الملأ امام اعيننا وامام اطفالنا ونشاهد يوميا البلطجية وهم يتقاسمون الغنيمة يتصارعون عليها بالسنج والمطاوي يهاجموننا ليلا من أجل سرقتنا ونهب محتويات معيشتنا البسيطة ..
نستيقظ فجرا بحثا عن لقمة العيش وننام بعد صلاة العشاء خوفا من البلطجية وقطاع الطرق .. مؤشر المذياع دائما لا يتحرك عن اذاعة القران الكريم حتي يحميهم من الخوف الذي يشعرون به معظم الوقت .. يذهب اهالي المتوفي المتوفي ونبقي نحن نعيش فوق ونمارس طقوس حياتنا اليومية
هكذا عبر ساكنو المقابر عن معانتهم اليومية وماسي الظروف الصعبة التي جعلتهم يسكنون مع الاموات .. ويطهون فوق المقابر .. ينامون فوق مراتب لا يفصلها عن سطح سوي سقف وباب صغير مغلق بالضبة والمفتاح .. ويعيشون علي «حصيرة « متهالكة يفترشونها ارضا وتحطيهم جدران علي الطوب الاحمر واسقف مائلة من الخشب الذي اكلة السوس ..
داخل حوش مقبرة التقينا فاطمة صابر ، استقبلتنا وفي وجهها ابتسامة صغيرة تخفي وراءها بحور من سنوات العذاب والمعاناة واليأس والاحباط .. قالت بعد ان جلست علي كرسي متهالك في فناء الحوش انها راضية بقضاء الله ، فلقمة العيش وتربية ابنائها هما املها في تلك الحياة البائسة ، حياة عاشتها بأكملها داخل ذلك الحوش الذي يحتوي علي 3 مقابر لاحدي العائلات القاهرة فتحت عينيها علي دفن الموتي وكان عمرها لا يتجاوز العام .. تربت وترعرعت وهي طفلة علي الصدقات والرحمات واب يعمل ارزقيا ، وام تحاول حماية اطفالها من البلطجية والكلاب الضالة المنتشرة بالمقابر ، تزوجت في سن السابعة عشرة من شخص بسيط يعمل ارزقيا ويعيش في المقبرة المجاورة وعاشت مع زوجها في نفس المقبرة بعد ان انتقل والدها الي مقبرة اخري ..
من اصعب اللحظات التي تمر علي فاطمة تلك اللحظات التي يأتي اليها اصحاب الحوش ليطرقوا بابها حتي يدفنوا احد ذويهم ، وتضطر ان تفتح الباب لهم ، وفي هذه الحالة تحاول ابنتها الرشيدة ان تختفي وتدخل احد الغرف الملحقة بالحوش ..
حديث فاطمة معنا متقطع وهوما لاحظناه في بداية لقائنا معها .. تتحدث برهة وتسكت الاخري .. سألناها عن صحتها فاكدت انها أصيبت بالربومنذ عامين وتم حجزها في مستشفي 10 ايام وخرجت منه والمرض ينهش في جسدها النحيف دون ان تشفي موضحة ان الاطباء اكدوا لها اصابتها بالمرض بسبب الروائح التي تشمها من المقابر بعد دفن الموتي ..
علاجها الشهري تصل تكلفته 200 جنيه في حين ان معاشها 215 جنيها فقط الامر الذي جعل فاطمة تتقبل الصدقات من بعض اولاد الحلال مؤكدة ان المولي عز وجل لا ينساها دائما ..
فاطمة تقول : نعيش علي وصلة مياه بطريقة غير شرعية حصلت عليها من الحوش المجاور لها نظير 30جنيها لصاحب الحوش ، وتقدمت بلطلب الحصول علي شقة منذ 20 عاما ولم يتم الرد حتي الان ولم يفكر اي مسئول في زيارتنا للوقوف علي مشاكلنا ومعانانتا ..

الحكومة تهددنا
انتقلنا الي حوش اخر لا يفصلة عن حوش فاطمة سوي امتار وجدنا امرأة تجلس علي باب الحوش غير قادرة علي الحركة ، وجدناها تطلب من احد الاطفال الذين يلعبون بالدراجة بين المقابر ان يملأ لها زجاجة مياه من احد صنابير المياه في الاحواش المجاورة حتي تروي ظمأها ، عندما نظرا الينا قالت « انتومين محدش يصورنا ، والنبي مش عايزين مشاكل « قربنا منها وبهدوء تحدثنا معها احنا جريدة الاخبار وجئنا لنقدم لكي مساعدة ونوصل مشكلتك للجهات المختصة « بكت بحرقة وقالت «جاءت احدي القنوات الفضائية منذ شهر تقريا وتحدثوا معنا وشاهدنا الحلقة في التلفزيون ووعد محافظ القاهرة علي الهواء امام الناس كلها بتوفير شقق لنا ، تاني يوم جاءت الشرطة لنا وهددتنا بطردنا من المقابر ، وحذرت سكان المقابر اذا حدث مرة اخري واتكلمنا مع اي حد هيطردونا الي الشارع» ..
قالت صباح زينهم انها تبلغ من العمر ما يتعدي 65 عاما وتعيش في المقبرة التي تنقسم الي غرفة معيشة وحمام مشترك ومطبخ يتواجد به بعض الاواني والمعالق التي اكلها الصدأ ..
سكتت وعادت للحديث وقالت انها تعيش ومعها اربع افراد في هذة المقبرة ويحرسها من لا يغفل ولا ينام ودائما لا تطفئ المذياع علي محطة القران الكريم الذي يحمينا من الارواح علي حسب قولها ..
ملجأ البلطجية
ويصرخ احمد ابراهيم «من سكان مقابر زين العابدين» قائلا إن سكان المقابر فئة مهمشة سقطت من حسابات الحكومة فحقهم ضائع فالفقر والحرمان اضطره وغيره للإقامة في المقابر واصبح يعمل «شيال» لتوفير نفقات أبنائه الأربعة
مضيفا ، إن أصحاب المقابر سمحوا لهم بالإقامة في الأحواش الخاصة بهم مقابل حراسته وأكد انهم لا يشعرون بالخوف فقد اعتادوا الحياة مع الأموات ولكن الخطر يبدأ مع حلول الليل حيث ينتشر البلطجية ومتعاطوالمخدرات الذين يتخذون من المقابر ملجأ لهم.
موضحا انه لا توجد أي خدمات أومرافق فحتي الكهرباء وخط المياه تم توصيلهما بشكل غير رسمي في الوقت الذي انشغلت فيه الحكومة السابقة ببناء القصور والمقابر الخمس نجوم.
نفسي اعيش
لم تكن احلامهم مستحيلة فلم يطلبوا فيلات اوقصورا اوحتي الطعام الفاخر .. حلم واحد جمع بينهم بدءا من الجد والجدة وحتي الأحفاد وهوالسكن الأدمي فبرغم الرضا الذي يستوطن قلوبهم إلا ان الحياة بكوارثها لم تمهلهم بعد إنها اسرة شحاتة محمد « حوش» لمقبرة ضم عشرات الأفراد يمارسون فيه كافة تفاصيل حياتهم فليس لديهم ملجأ سواه يقول شحاتة « جئت إلي هذا الحوش منذ اكثر من ثلاثين عاما تزوجت فيه وأنجبت ولدا وبنتا ثم كبر طفلي في هذا الحوش وكنت اتمني ان يكملا تعليمهما ولكن ظروف الحياة القاسية لم تمكني من ذلك وحين بلغ ابني سن الزواج أكمل نصف دينه بأقل المتاح من الإمكانيات وجد ابنة الحلال التي قبلت بذلك وتزوج معنا في نفس الحوش وانجب طفلا ثم تزوجت إبنتي ايضا معنا في الغرفة المجاورة وانجبت طفلين لتزداد المسؤلية علي عاتقي ، فقد اصبح عدد اسرتي تسعة افراد وانا اعمل سائق باليومية وتدبير لقمة العيش اصبح من اصعب المهام التي يمكن القيام بها فقد حاولت كثيرا الإنتقال بأسرتي إلي مكان اخر ولكن ظروف الحياة لم تمكني من ذلك فنحن نحمد الله علي هذه الجدران التي تؤيني انا واسرتي ..
ولكن اتمني لأحفادي معيشة افضل من معيشتنا ولكني اخشي ان يكون الفقر بالوراثة فيستمر احفادي في هذا الحوش حتي تشيب روؤسهم فمن يأتي منا إلي هنا لا يخرج مرة اخرة فنحن نعيش هنا خارج نطاق الدنيا نعيش امواتا ولكننا مازلنا نحتفظ بأنفاسنا ومازلنا ندعوالله بغد افضل ان لم يكن لنا نصيب فيه فليجعه الله لأحفادنا ثم توقف شحاتة عن كلامه واستكمل بإبتسامة يملأها الرضا ربنا مبيجبش حاجة وحشة ، ساعات كتير بحس ان ربنا اخترنا وفضلنا عن غيرنا بالسكن ده !! لأن قربنا من الأموات بيخلينا دايما مع ربنا ودايما صورة اخرتنا قدام عنينا مبتفرقناش لحظة وده اللي بيخلينا دايما راضيين عن حالنا وحاسين اننا احسن من غيرنا بقربنا من ربنا وكل مابتضيق علينا الدنيا اكتر كل مابنفرح اكتر بإن اخرتنا احسن من دنيتنا بكتير لأن ربنا احن علينا من خلقه وفي جنته هنلاقي البراح اللي كنا بنحلم بيه وهنلاقي لكل عيل من ولادنا اوضه لوحده ولقمة نضيفة فلولا الرضا اللي ربنا ملا قلوبنا بيه كان زمانا موتنا نفسنا من زمان عشان نرتاح من قرف الدنيا ..
رعب الظلام
وعلي بعد بضعة امتار توجد اسرة سمير عبد العزيز وابنائه يقول سمير: كنت اعمل صانع احذية ومع إرتفاع اسعار الخامات تركت المهنة واصبحت اعمل في « الشباشب الفل « ولدي بنتين وولد وابني هوالمتكفل بمصاريف الأسرة فهويعمل في مجزر دجاج ومع إرتفاع اسعار الدجاج يجلس عاطلا في المنزل حيث يتوقف صاحب المجزر عن العمل وبالتالي يستغني عنه فقد تزمر ولدي كثيرا من ضيق الحياة ولكن ليس لدي مخرجا له كما انه يوفر كل قرش يحصل عليه لجهاز اخوته البنات وسترتهم ولم يفكر مطلقا في جوازه مع انه بلغ من العمر ثمانية وعشرون عاما .. فمنذ ان فتحت عيوني علي هذه الدنيا ووجدت نفسي اعيش وسط الأموات فقد كان والدي ووالدتي يعيشون في هذا الحوش من قبل ثم كبرت وقضيت كل ايام عمري هنا حتي ان تزوجت وانجبت
والتقطت زوجته جانب الحديث قائلة « قبلت بالزواج في حوش المقابر لأنني كنت يتيمة الاب والام وكان خالي هوالمتكفل بمصاريفي وعندما بلغت الخامسة عشر من عمر وتقدم سمير لخطبتي وافق اهلي عليه وقبلت بالعيش مع الأموات علي امل ان تتحسن الظروف وننتقل لمكان افضل .. وكثيرا ماكنت اخاف ليلا من الخروج من غرفتي ولكن مع الوقت اصبحت اشعر بأن هؤلاء الاموات اهلي ليس هذا فقط بل هم احن علينا من الأحياء وبعد ان انجبت ودخلت في صراع مع الحياة لتدبير لقمة العيش لم تعد مأساتي مع الأموات بل المأساة الحقيقية مع الأحياء فاصبحت اخاف علي اولادي من الشارع وذقت صنوف العذاب في تدبير بيئة سوية لتنشئتهم فالمنطقة تمتلئ بالمجرمين والبلطجية وقطاع الطرق وكثيرا مانتعرض لحوادث السرقة فبعد ان دبرت بعض النقود لجهاز ابنتي قام البلطجية بسرقة الغرفة وها نحن نعيش الحياة بكل الوان المأسي علي امل ان تتعدل قبل ان تنتهي ..
اضافت : زوجي مريض بالكلي ويحتاج إلي العلاج ..كل يوم يموت بعد ان قضي عمره في تعليم ابنائه علي امل ان يوظف احدهم وجدنا انه امر مستحيل فكنت اتمني ان يعمل ابني في اي وظيفة حكوميةلأنه متعلم وحاصل علي شهادة حتي ولووظفوه عاملا في احد المصالح ليصنع لهم الشاي والقهوة اوان يعطوه عربة يصنع عليها الكبدة اي شئ يوفر له دخل ثابت بالحلال فهويسير بحذاء مقطع ذووجه علوي فقط يستر قدمه!!
ازعاج الموتي
اما بخيتة عبد العظيم فلديها ولد وثلاث بنات وقد تزوجت ابنتها معها وانجبت اطفالها في نفس الحوش تقول بخيتة: ولدت في هذا الحوش وقضيت عمري بأكمله فيه فقد عشت اكثر من خمسين عاما في هذا المكان ودعوت الله كثيرا بأن يغثنا من «عيشة الأموات « فنحن نتجرع العذاب بكل اشكاله ولكن اكثر مايؤلمني في هذه العيشة هوالأطفال الذين لا يفهمون شيئا يفتحون اعينهم ليجدوا انفسهم وسط المقابر حتي انهم يسألوننا اسئلة لا نستطيع إجابتها فما مصير هؤلاء الأطفال الذين نشأوا علي اللون الأسود وتشكلت مسامعهم علي اصوات الصراخ وتعودت اعينهم علي الجنازات ومناظر الدفن ولا ملجأ لنا سوي هذه المعيشة والمأساه ليست في حياتنا مع الأموات ، إنما المأساه الحقيقية في إنتشار البلطجية في هذه المنطقة التي هي بيئة خصبة لتجمع الشمامين والبلطجية والخمورجية واهل الهوي فنحن نغلق علينا بابنا منذ مغيب الشمس وحتي قدومها ولا نجرؤ علي فتح الباب فلا ندري ماذا ينتظرنا من المهالك بمجرد فتحه ليس هذا فقط بل إننا نحيا حياة غير ادمية فكلما توفي احد من اصاب الحوش فتحت المقبرة لدفنه وعندما تأتي الجنازة لابد من ان يمر الميت علي غرفة منامنا قبل ان يصل لغرفة الدفن وكثيرا ما تكون الفترة بين الميت والأخر ايام معدودة فبمجرد فتح المقبرة تكون الرائحة لا تطاق والبيت ملئ بالأطفال .. ولكننا لا نستطيع الإعتراض فهم لهم الحق في فتح مقبرتهم في اي وقت يريدونه ولكني يتقطع قلبي علي النشء الذي لا يدرك حقيقة هذه المناظر التي يراها ولا الرائحة التي يشمها وقد عجزت كل كلماتي عن إيجاد تفسير لهذه المعيشة لأطفال ابرياء لا يدركون شيئا فكم احسد هؤلاء الأموات علي هدوء معيشتهم وراحة بالهم حتي اني اتمني رفقتهم كل يوم ..
السحر مقابل المال
ومن جانبه يضيف حمدي الجيار « حانوتي « لدي سبعون عاما وورثت مهنتي عن والدي وجدي من قبله فمنذ ان ولدت وانا في القبر الحد الأموات وورثت مهنتي لأولادي من بعدي فبالرغم من بعض الأقاويل التي تردد صعوبة الاقتراب من الأموات إلا انني احب مهنتي كثيرا لأن الاقتراب من الموت هو الاقتراب من الحقيقة فكل ما في دنيتنا زيف خادع والحقيقة المطلقة لن نجدها سوي في قبورنا ولذلك فلم اعترض يوما علي مهنتي اواكرهها ولكني اكره اعمال البشر فبحكم مهنتي رأيت العجب ليس في عالم الأموات وأنما في عالم الأحياء فكثيرا مايتردد علي البعض من الذين يصنعون الأعمال لمؤذية بعضهم يطلبون مني وضع هذه الأسحار في القبور مقابل مبالغ مالية ولكني ارفض هذا بشدة لأني اخاف الله واعلم جيدا عقوبة ذلك عنده ليس هذا فقط بل انني كثيرا ما اجد بعض اعمال السحر التي يصنعونها موضوعة بجانب القبور وتكون عبارة عن « لية خروف « معقودة بعشرات الدبابيس التي يكون فيها العمل بحيث توضع هذه الدبابيس في اللية وكلما ساحت هذه اللية كلما ضر إزداد مفعول ضرر العمل اكثر واكثر فكلما وجدت مثل هذه الاعمال اقوم مسرعا بفك دبابيسها لإبطال مفعول ذلك السحر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.