بعد القرار المفاجئ لرئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بوقف عرضه سيطر فيلم "حلاوة روح "بطولة هيفاء وهبي علي المشهد السينمائي و الشارع المصري أيضا، فلم يعد هناك ما يشغل بال المواطن المصري إلا الفيلم و القرارين مؤيد له أو معارض الكل تفرغ ليدلو بدلوه ناسيا مشكلات وأزمات حياتية أهم بكثير، وأصبح السبكي وفيلمه الرديء فنا ومضمونا هو حديث الساعة وهو الأكثر متابعة علي اليوتيوب أو الأكثر قراءة علي المواقع الالكترونية. المثير في الأمر حقا هو انتصار مواقع التواصل الاجتماعي علي الرقابة خاصة و أن رئيس الوزراء قال إنه لم يشاهد الفيلم!! إذن تم وقف عرض الفيلم استجابة لرأي حملات مكثفة علي الفيس بوك و تويتر لمقاطعة الفيلم ووقفه ومحاسبة الرقابة التي أجازته، وأيضا مقالات النقاد الذين هاجموا الفيلم وكنت أحدهم بالطبع لكن لم يطالب أي من النقاد بوقفه أو منعه لسبب بسيط هو أن المنع ليس الحل أبدا بالعكس الممنوع مرغوب دائما وأبدا. وكان الأفضل أن نترك الفيلم مادامت الرقابة سمحت بعرضه لينهي فرصته في جذب جمهوره و ينتهي أمره بعد بضعة أسابيع.. وذلك أفضل كثيرا من أن نثير ضجة ضخمة حول فيلم رديئ قاطعه النسبة الأكبر من جمهور السينما ولم يحقق إيرادات ضخمة كما يدعي منتجه ولم تصل إيراداته حتي لما حققه أي فيلم آخر هابط من افلام السبكي! القرار الذي هلل له قطاع كبير من الجمهور والأسر المصرية التي اعتبرته انتصارا للقيم والأخلاق قوبل بعاصفة من الهجوم الحاد من صناع السينما المصرية باختلاف مستوياتهم وانتماءاتهم واعتبروه تعديا صارخا علي حرية التعبير التي يكفلها الدستور وانتهاك واضح للدستور الذي أقره المواطن المصري ، وكان أولي برئيس الوزراء أن يلجأ للطرق القانونية للتعامل مع الأمر وفقا للستور (المادة 67 في الدستور " حرية الابداع الفني والادبي مكفولة ولا يجوز رفع أو تحريك الدعاوي لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية و الفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة ") . بعد القرار بساعات قليلة جدا كانت جبهة الإبداع قد أصدرت بيانا هاجمت فيه رئيس الوزراء وقراره معلنة رفضها التام لوقف الفيلم والتعدي علي سلطة الرقابة التي أجازت عرضه وانتهاك الدستور المصري ودعت الجبهة فناني ومثقفي مصر ونقاباتها الفنية بالتصدي للقرار وبحث خطوات تصعيدية إذا لم يقم رئيس الوزراء بسحب القرار والتراجع عنه.