د. أحمد محمود كريمة اليتيم: من مات أبوه وهو دون البلوغ "رد المحتار 5-440، كفاية الطالبات 2/206، أسني المطالب 3/88، مطالب أولي النهي 361/ 4" ودليله قوله - صلي الله عليه وسلم: "لا يتم بعد احتلام" - اخرجه الطبراني في الكبير 14 /4 - وجاءت الوصايا الشرعية بنصوص محكمة باليتامي فمن ذلك قول الله - عز وجل - "وأتوا اليتامي أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم انه كان حوبا كبيرا" - 2 من سورة النساء - "وابتلوا اليتامي حتي اذا بلغوا النكاح فإن انستم منهم رشدا فإدفعوا اليهم أموالهم.." 6 سورة النساء - "وإذا حضر القسمة اولوا القربي واليتامي والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا" 8 سورة النساء، "ان الذين يأكلون اموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا" 10 سورة النساء - "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامي والمساكين..." 36 سورة النساء ، "أرأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدّعُ اليتيم" 1، 2 سورة الماعون، "فأما اليتيم فلا تقهر" 9 سورة الضحي، "واعلموا انما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربي واليتامي" 9 الانفال، وقال سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم- "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكاتين - واشار بالسّبّابة والوُسطي وفرّج بينهما" رواه البخاري، و"كافل اليتيم له او لغيره انا وهو لهاتين في الجنة.." رواه مسلم - «اللهم اني احرج - حق الضعيفين اليتيم والمرأة" رواه النسائي. وقد اورد فقهاء الشريعة الغراء احكاما عديدة متنوعة متعددة لليتامي تحفظ لهم العيش الكريم وتوجب حقوقا لهم علي المجتمع بأسره أهمها: وجوب الاحسان اليهم، فريضة الانفاق عليهم علي قرابته أو علي بيت المال، واستحقاقه في خمس الغنائم وفي الفيء، ومشروعية الوصية لهم، وإباحة مخالطيه في معاملات مالية بالعدل، وتنمية أمواله، وحفظ مستحقاته المالية وتمليكها له حال بلوغه سن الرشد الشرعي - حسن التصرف في إدارة الأموال مع أو عقب بلوغه الشرعي، وتحريم وتجريم ظلمه والعدوان عليه بإهانة أو سلب ونهب أمواله. ان الله - عز وجل جعل لليتامي أسوة طيبة حيث جعل صفوة خلقه سيدنا محمد بن عبدالله - صلي الله عليه وسلم - يتيما، حيث مات ابوه وهو حمل في بطن أمه - عليهما السلام - فأواه الله - تبارك وتعالي - بفضله وكرمه، والقي محبته ورعايته في جده عبدالمطلب سيد مكة الذي تولي كفالته، ومن بعده عمه الشقيق أبي طالب، المدافع عنه قبل وبعد الرسالة الخاتمة، ولأجل الإكرام والإنعام الإلهي، فمن مظاهر شكر النعماء مواساة اليتيم باكرامه والرفق به مخالفة لأهل الجاهلية الذين كانوا يقهرون الايتام ويذلونهم ويظلمونهم. ان الشارع الحكيم باعتنائه باليتامي "ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده" - الاية 34 سورة الاسراء وتكرار وتأكيد الأوامر بالمحافظة علي اليتامي في مطلع سورة النساء خمس مرات، وما جاء في سورتي الاسراء والضحي، واحاديث واخبار واثار وشواهد ووقائع، وما يستنبط منها من احكام عملية: عبادية، معاملاتية، سلوكية، كلها تنهض مجتمعه علي فريضة الاحسان والاكرام. وياليت تتولي الدولة انشاء مؤسسة خاصة "مواساة اليتامي" تجمع كل مصالحها القانونية والخيرية" ومقرها القاهرة ولها فروع بعواصم المراكز والمحافظات لرعاية شئونهم وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة، ولي شرف المشاركة بالرأي الشرعي وخدمة مؤسستي الخيرية "التألف بين الخيرية المشهرة 2946 الجيزة . والله ولي التوفيق.