* من هو اليتيم؟ اليتيم هو من فقد من كان يرعاه ويحميه وينفق عليه. وأصبح في حاجة إلي من يتولي أموره وأحواله العاطفية والتربوية والاجتماعية والتعليمية والمالية والاقتصادية وما في حكم ذلك. وحدود فترة اليتم هي بلوغ سن النكاح والرشد. وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالي: "وابتلوا اليتامي حتي إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً ان يكبروا ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف" "النساء: 6". ويختلف تقدير سن البلوغ والرشد من دولة إلي أخري. والأمر متروك لتقدير ولي الأمر لأن العبرة بالمقدرة علي إدارة أموره برشد. والاطمئنان إلي ذلك من خلال الاختبار والملاحظة. * موجبات ولاية اليتيم: يحتاج اليتيم إلي من يتولي رعايته وإصلاح أحواله وحمايته من الانحراف عن الطريق المستقيم الذي وضعه الإسلام. وهذا من فضائل الأعمال عند الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم. ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالي: "ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح" "البقرة: 220". ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه. وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه. وأحب عباد الله إلي الله من اصطنع صنعاً إلي يتيم أو أرملة" "رواه ابن ماجة". ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة. وأشار بأصبعيه السبابة والوسطي وفرج بينهما" "رواه البخاري". واليتامي ضعفاء حتي ولو كانوا أغنياء يحتاجون إلي من يؤويهم ويكفلهم ويرعي مصالحهم الدينية والدنيوية نظراً لصغرهم وعجزهم عن إدارة شئون أنفسهم. وهذا يستوجب من أقاربهم ومن المجتمع ومن الحكومة ان تقدم لهم الحنان والعطف والرحمة والدعم المعنوي والمادي. ومن هذا المنطلق حفز الله المؤمنين علي رعاية الأيتام وجعل ثواب ذلك الجنة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. * من فضائل ولاية اليتيم: لقد حض الله ورسوله صلي الله عليه وسلم علي رعاية وحماية وكفالة اليتيم وذلك في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة لما في ذلك من الفضل العظيم والثواب الكريم. وسوف نذكر بعضها فيما يلي: أولاً: من فضائل من يتولي اليتيم: في القرآن الكريم: * يقول الله تبارك وتعالي في وصف الأبرار من عباده: "وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين" "البقرة: 177". * ويقول سبحانه وتعالي: "وإذا حضر القسمة أولوا القربي واليتامي والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً" "النساء: 8". * ويقول عز وجل: "ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً" "الإنسان: 8. 9". * ويقول سبحانه وتعالي: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربي واليتامي" "النساء: 36". ويستنبط من هذه الآيات ان الله عز وجل يحث علي رعاية وإكرام اليتيم ومن ثواب ذلك: الفوز بالجنة والنجاة من النار. ثانياً: من فضائل من يتولي اليتيم في السنة النبوية الشريفة: * يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه. وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه" "رواه ابن ماجه عن أبي هريرة". * وقال عليه الصلاة والسلام: من ضم يتيماً من المسلمين إلي طعامه وشرابه حتي يغنيه الله تعالي أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر له" "رواه الترمذي من حديث ابن عباس. وقال: حديث حسن صحيح". * وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل" "أخرجه البخاري عن أبي هريرة". * وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما" "البخاري". والمعني العام المستنبط من هذه الأحاديث هو الحض علي رعاية وكفالة اليتيم. وجعل ثوابه عند رب العالمين الجنة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وحسن أولئك رفيقا. * مجالات رعاية اليتيم: تمتد فترة رعاية اليتيم منذ فقد من كان يرعاه إلي سن النكاح والرشد. ويشمل ذلك كافة شئونه. منها علي سبيل المثال ما يلي: * الرعاية العاطفية الوجدانية في فترة الحضانة. * الرعاية التربوية في مرحلة الطفولة والتوجيه والإشراف والتقويم حتي يكون نشأً صالحاً. * الرعاية في مرحلة الشباب حتي يكون قادراً علي ممارسة الحياة. وتكون الرعاية بصفة عامة في مجالين رئيسين هما: - مجال الرعاية المعنوية: من حيث الحب والود والعطف والتوجيه والارشاد والنصح ونحو ذلك. - مجال الرعاية المالية: وتشمل: * إدارة وتنمية أموال اليتامي. * الكفالة المالية لليتامي الفقراء وتوفير الاحتياجات الاصلية ليعيشوا مكرمين.