** يسأل مهند سيد مجاهد من دمياط: يقول الله تعالي "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.." ذكر الله - سبحانه - هنا مصاريف الزكاة ولم يذكر منهم اليتيم وكفالته فما السبب في ذلك؟ **.* يقول الشيخ عثمان عامر - مدير الإعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلي الله تعالي رعاية اليتيم وكفالته والعناية به. سواء أكان ذلك بأن يجعل الكافل اليتيم في بيته ويقوم برعايته والإنفاق عليه حتي يبلغ. كما تكون الكفالة أن يتكفل به في غير بيته بالإنفاق عليه حتي يبلغ. وفي الحالتين يترك الكافل اليتيم بعد البلوغ لأنه لا يتم بعد احتلام. وقد جعل الله تعالي الإنفاق علي اليتيم من أعمال الخير وخصال البر فقال تعالي: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين" آية رقم 177 من سورة البقرة وشرف الله الأيتام بأن جعل صفوة خلقه محمدا - صلي الله عليه وسلم - ينتسب إليهم فقال تعالي: "ألم يجدك يتيما فآوي" آية رقم 6 من سورة الضحي. وأوصاه سبحانه بالأيتام خيرا فقال تعالي: "فأما اليتيم فلا تقهر" آية رقم 9 من نفس السورة.. ولذا.. أوصي النبي - صلي الله عليه وسلم - باليتيم - خيرا في أكثر من موضوع فقال - صلي الله عليه وسلم -: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما - رواه البخاري في صحيحه - وشكا إليه رجل قسوة قلبه فقال له - صلي الله عليه وسلم -: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ قال: نعم. قال: ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك" رواه الطبراني وقال الألباني عنه: حسن لغيره. وأما لماذا لم تكن كفالة اليتيم من مصارف الزكاة الثمانية التي جاءت في قوله تعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله.." آية رقم 60 من سورة التوبة. لأن اليتيم هو من فقد أباه صغيرا دون سن البلوغ ومجرد وصفه باليتيم لا يعني ذلك أنه من المستحقين للزكاة فقد يكون أبوه من الأغنياء. وقد ترك له مالا كثيرا ينفق وليه عليه منه. وفي هذه الحالة لا يستحق الزكاة.