تسلب أرواحنا بإرادتنا ..نمشي وهي ترتدينا .. نتحدث وهي ملء لساننا.. ننام وهي في كل خيالنا ..تسيطر علي أحلامنا ..توجه سلوكنا..تتحكم في علاقاتنا بمن حولنا..تغطي عيوننا وتعمي قلوبنا..نتركها في لحظات قصيرة ثم نعود اليها وك أننا لا نستطيع العيش بدونها أو الاستغناء عنها ..وتستمرمعنا ونحن في «التعسيلة»،حتي تأتي لحظة الفوقان ولا يعلم أحد متي ستأتي،وهل سيبقي في العمر بقية لنخرج منها بإرادتنا قبل فوات الأوان! نبدأ يومنا وهي تمسك بأيدينا وتسحرعقولنا وعيوننا..تجري بنا في سباق الحياة ..ندوس علي الآخرين حتي نصبح في المقدمة ..ننسي ما علينا ونجري وراء أحلامنا هنا وهناك ..لا نلتفت إلي من يتأذي أو يتحطم أو يصرخ أو حتي ينبهنا ويحذرنا من الحطام الذي نتركه خلفنا في السباق أو الانهيار الذي نصنعه في داخلنا وفي كل من حولنا! أتحدث عن تلك»الغفلة» التي قد تجعلنا من الأموات ونحن علي قيد الحياة،نتحايل علي ضمائرنا ونتذكر لثوان الخروج منها ثم نعود اليها ونرتمي في أحضانها،ويتحرك فينا ذلك «الحيوان» الذي اكتشفه العلماء في «الانسان» ووصفوه بحق بأنه»حيوان مبرر».يخطيء.. يغلط .. يفسد ثم يجهد نفسه في تبرير مافعله بدلا من أن يستيقظ من غفلته ويعتذر ويتذكر الله! انها كلمة بسيطة «اذكر الله»..فهي كلمة أفعال للخروج من «تعسيلة الدنيا» وترك أي سباق يجعلك تستمر في الغفلة حتي النهاية وتكتشف بعد فوات الأوان،ذلك السراب الذي كنت أنا أوأنت نغرق فيه.. ياريت نفوق! كلمة في نفسي: راح زمن «الخط المستقيم».. وأصبح الطريق الدائري الآن أقصر مسافة بين أي نقطتين أو حتي بين اثنين من البشر!!