أجمع خبراء الكرة المصرية علي ضرورة تطبيق قاون شغب الملاعب للحد من الأعمال المنافية للروح الرياضية وتنفيذه علي جميع عناصر المنظومة الرياضية حتي يعود النشاط الرياضي في مصر إلي أفضل مما كان عليه في السابق. . وتعد الشرارة الأولي التي جعلت أوروبا بأكملها تطالب بقانون للقضاء علي الشغب إنطلقت عقب أحداث العنف التي وقعت بين جمهور فريقي ليفربول الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي في أواسط الثمانينيات من القرن المنصرم، والتي سقط فيها ما يقرب من 38 قتيلا كان معظمهم من الإيطاليين، الأمر الذي جعل مارجريت تاتشر رئيس وزراء بريطانيا والملقبة ب " المرأة الحديدية " آنذاك تأمر بتشريع قانون لمنع حدوث أي شغب في الملاعب الرياضية وقدأتي بثماره فيما بعد وأصبحت الملاعب الأوروبية بخاصةً الإنجليزية والإيطالية نموذجاً يحتذي به في التشجيع الحماسي النظيف. . ونتيجة للأحداث العصيبة التي تمر بها الرياضة المصرية مؤخراً، من تجدد لأعمال الشغب بمدرجات الملاعب الكروية، وتكسير للمنشآت الرياضية من جانب أعضاء رابطة الألتراس الأهلاوي في مباراة السوبر الأفريقي الأخيرة علي استاد القاهرة، وإعتدائهم علي قوات الأمن المكلفة بحمايتهم وحماية الممتلكات العامة، وما قبلها من شغب دامٍ يتكرر في ملاعبنا باستمرار ،الأمر الذي دفع جميع الرياضيين للمطالبة بإصدار قانون شغب الملاعب، أملاً في ان تصبح ملاعبنا في المستقبل القريب نموذجاً يحتذي به كالأوروبية. قانون رادع يري علي أبوجريشة نجم الإسماعيلي ومنتخب مصر السابق أهمية قانون الشغب وضرورة تطبيقه، خاصةً بعد أن أصبحت ملاعبنا الرياضية مسرحاً للأحداث المؤسفة فهناك مواطنون يتعرضون للأذي ومدرجات تشتعل فلابد من قانون رادع لتجريم أي عمل من شأنه ترويع الآمنين. وأشار أبوجريشة إلي ضرورة تحديد آليات معينة لتنفيذ هذا القانون منها وضع كاميرات في الملعب لمراقبة تصرفات الجمهور وضبط أي خارج عن السلوك المحترم، وألا تدافع الأندية عن اي فرد يثبت تورطه في اعمال شغب وتنفيذه بكل حزم من جانب رجال الشرطة. مطلوب من زمان أما حلمي طولان المدير الفني السابق لفريق الزمالك فقد أكد ان قانون شغب الملاعب كان مطلوباً من زمن طويل واصبح الآن أمراً ملحاً، خاصةً في ظل ما تشهده المدرجات من احداث عنف والقيام بأعمال خارجة عن القانون لذلك نحن في أمس الحاجه إلي ردع كل من تسول له نفسه المساس بسلامة وأمن البلاد وتعريضها للخطر ولن يتحقق ذلك إلا من خلال هذا القانون. وأضاف طولان قائلاً : " أن الحوار والتقارب ما بين مجالس إدارات الأندية مع روابط المشجعين التي ساهمت في تأسيسها ولم تستطع تفكيكها لن يأتي بجديد فالكل يريد أن يفعل ما يحب ولا يريد أن يسمع للآخرين ". مسابقة نظيفة ويقول طارق يحيي المدير الفني لنادي مصر المقاصةأنه حتي تضمن مسابقة رياضية نظيفة من الجميع فيجب سن هذا القانون وتنفيذه علي اللاعبين والإداريين قبل الجماهير وتغليظ العقوبة تدريجياً من خلال البدء باللعب بدون جمهور ثم خصم نقاط وصولاً إلي إلغاء النتائج. وألمح يحيي إلي أنه من متطلبات نجاح هذا القانون للحد من شغب الملاعب وجود قوات أمن لا تتساهل في ردع المشاغبين، بالإضافةً إلي إتحاد كرة قوي يواجه هذه الأمور التي لاتمت بصلة لطبيعة المشجع المصري بالصرامة والحزم وليس باللين والتراخي في محاسبة المخطئين. ويطالب المدير الفني للفريق الفيومي روابط المشجعين بالإلتزام بمبادئ القانون، حتي ولو لم يتم تطبيقه، وأن يتخذوا من الجماهير الأوروبية قدوة لهم في التشجيع المثالي حتي تدب الحياة في ملاعبنا من جديد وتعود الجماهير المتحضرة لتزين مدرجاتنا مرة أخري. تقنين الملاعب من جانبه إعتبر طارق العشري المدير الفني لفريق أهلي بني غازي الليبي أن تنفيذ قانون شغب الملاعب سيقنن ملاعبنا الرياضية ويجعلها أكثر انضباطاً ويحد من خروج الجماهير عن التصرف المعتاد أو القيام بأي أمور تنافي التقاليد والأعراف الرياضية المتبعة وتضر بمصلحة الآخرين. ويري العشري من وجهة نظره ضرورة وجود بند في هذا القانون ينظم العلاقة ما بين المشجعين واللاعبين والإداريين داخل المستطيل الأخضر، حتي يعرف كل عنصر منهم ماله وماعليه، وان يراعي اللين مع الشدة في تنفيذ قانون الشغب وتطبيقه علي الكبير قبل الصغير حتي لا تقع كوارث أخري لا تحمد عقباها. قانون بلا فائدة ورغم كل الأصوات المنادية بأهمية إصدار هذا القانون وتطبيقه خلال الفترة المقبلة، إلا أن محمود بكر رئيس النادي الأولمبي الأسبق يصر علي عدم أهمية هذا القانون، نظراً لوجود عدد كبير من القوانين التي لم يتم تفعيلها، فالأولي أن يتم تطبيق القوانين السابقة قبل تشريع اي قوانين أخري، فأهم ما في القوانين هو تنفيذها وتحقيق ما نرجوه من تطبيقها. وشدد بكر علي عدم ضرورة أو جدية قيام مجالس إدارات الأندية أو المسئولين عن المنظومة الرياضية بإقامة جلسات حوارية مع روابط المشجعين من أجل إقناعه بالعودة لمسارهم التشجيعي الصحيح، وذلك لأنه سينم عن ضعف موقف هذه الإدارات مما يجعل البعض يري نفسه اقوي من أي شئ، فالإدارة عليها ان تخطط لمستقبل النادي، والجماهير دورها مساندة الفريق وأن تسعد في المدرجات.