وضع الأرجنتيني أوسكار أليساندرو المحلل الفني للنادي الأهلي وأحد أعضاء الجهاز التدريبي للفريق خارطة جديدة لمجموعات الألتراس في مصر عقب أحداث بورسعيد التي راح ضحيتها 74 مشجعا أهلاويا حسب الإحصاءات الرسمية مطلع فبراير الماضي. ونقلا عن الجمهورية، التقت أوسكار قبل سفر النادي الأهلي إلي دبي في معسكره الحالي وكذلك تصوراته لكيفية التشجيع في المدرجات مستقبلا حتي لا تقع أي أحداث.
قال أوسكار إن جماهير الأهلي تنتظر أولا ضرورة الحصول علي حق الضحايا الذين سقطوا في بورسعيد مؤكدا أن الأمور لن تستقيم بدون أن يحصل هؤلاء علي حقوقهم لأن هناك زملاء لهم شاهدوهم وهم يموتون أمام أعينهم دون أدني ذنب سوي لأنهم ذهبوا لتشجيع فريقهم.
وعن روابط الألتراس في أمريكا اللاتينية قال أوسكار إنها تتميز بالعنف علي العكس في مصر. ولكن الأمن يقوم بواجبه علي أكمل وجه. لذلك فلا تحدث " كوارث" مثلما حدثت في مصر مؤخرا وتحديدا في ملعب بورسعيد.
وكشف المحلل الفني بالأهلي عن أن مجموعات الألتراس قامت من أجل تشجيع ومساندة الفريق. وهو هدف رائع يبحث عنه العاشقون لأنديتهم في المدرجات. ولكن هناك قلة دائما ما تثير الشغب في الملاعب. وربما تنجرف معها المجموعة الأكبر. وهو الأمر الذي عانت منه أوروبا. وأمريكا اللاتينية لسنوات حتي تم ضبط كافة الأمور.
ورفض أوسكار أن يتم تشبيه الألتراس بال "هوليجانز" مؤكدا أن الألتراس تعمل علي مساندة فريقها. لكن جماعات الهوليجانز تبحث دائما عن الشغب مشيرا إلي أن مدينة نابولي الإيطالية أكبر شاهد علي عشق كرة القدم في تاريخ اللعبة.
أضاف أن رجال الأمن الموجوين في الملاعب وتحديدا في أمريكا اللاتينية يرصدون تحركات الجماهير في المدرجات. وإذا صدر أي شغب من أحد الجماهير يتم تصويره. ومن ثم الحرمان من دخول المباريات فورا. مما يجعل هناك حالة من الانضباط بين الجميع. وحتي لا يقال إن مجموعات الألتراس تثير المشاكل في الملاعب.
وعن اختفاء مجموعات الألتراس في الدوريات الأوروبية الكبيرة. مثل الدوري الإسباني والإنجليزي والألماني والفرنسي والإيطالي، صرح أوسكار أن مجموعات الألتراس تسببت في مشاكل كثيرة للأمن علي مدار ال 20 سنة الماضية. وبالتالي كانت هناك مشاكل دائمة بين الطرفين.
وطالب أوسكار بضرورة التعامل بما يرضي جميع الأطراف في مسالة الألتراس مؤكدا أن علي الأمن واجبات. وهي حماية المشجعين. وبالتالي هناك واجبات علي الجماهير بضرورة احترام الملاعب بما يساير قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم ¢ فيفا¢.
وختم المحلل الفني بالأهلي بالتشديد علي ضرورة استعادة حقوق الضحايا الذين سقطوا في ملعب بورسعيد مؤكدا أنه لو شعرت الجماهير بأن حقوق زملائهم الذين ماتوا جاءت كاملة. ستكون الأجواء ملائمة لبدء فترة جديدة من التشجيع السليم داخل المدرجات.
يذكر أن البعض يرجع نشأة الالتراس إلي إيطاليا عندما نشأ أول ألتراس رسمي عام 1963. والبعض الآخر يرجعها إلي البرازيل. حيث شهدت ظهور مجموعات الألتراس المسماة ب"التورسيدا" في أربعينيات القرن الماضي.
وأطلقت مجموعات الألتراس علي نفسها في أوروبا "خط الدفاع الأخير" الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه. ويحملون علي عاتقهم الحفاظ علي الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها.