الأسد: فرصي كبيرة في احتفاظي بالرئاسة.. واختيار وزراء من "المعارضة بالخارج" نكتة بات مصير انعقاد مؤتمر "جنيف 2" بشأن سوريا في مهب الريح بعد أن هددت المعارضة السورية بالانسحاب من المؤتمر كرد فعل علي دعوة إيران للمشاركة به، فيما طالبت الولاياتالمتحدةوفرنساوبريطانياطهران بالموافقة علي تشكيل حكومة انتقالية كشرط لحضور المؤتمر. ففي خطوة مفاجأة، وجه السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة رسمية لإيران لحضور مؤتمر جنيف المقرر عقده غدا. وأكد بان كي مون أنه "مقتنع بأن إيران ستلعب دورًا إيجابيا وبنّاء في محادثات جنيف، وذلك من أجل التوصل إلي حل سلمي للأزمة السورية". من جهتها ، سارعت المعارضة السورية بالإعلان عن انسحابها من المؤتمر في حال شاركت إيران التي تعد أبرز الداعمين لبشار الأسد في الحرب الدائرة في الداخل السوري وتمثيلها في مؤتمر جنيف- 2 بجانب روسيا مما يدعم موقف النظام ضد المعارضة والقوي الغربية، بحسب مراقبين. وأعلن المتحدث باسم ائتلاف المعارضة السورية لؤي الصافي أن الائتلاف سيسحب مشاركته بمؤتمر جنيف 2 في حال لم يسحب بان كي مون الدعوة الموجهة لإيران. ومن ناحيتها، دعت الولاياتالمتحدةإيران إلي دعم العملية الانتقالية السياسية في سوريا وإلا فإن دعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 "يجب أن تسحب". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي في بيان "إذا لم توقع إيران كليا وعلنا علي بيان جنيف فيجب أن تسحب الدعوة". وكانت الولاياتالمتحدة والدول الغربية اعترضت علي مشاركة إيران في المؤتمر طالما لم توافق علي بيان مؤتمر "جنيف 1" الذي عقد في 30 يونيو 2012 ودعا إلي تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. من جانبه، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن علي إيران أن توافق صراحة علي تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لتشارك في مؤتمر جنيف 2 وكذلك فعلت بريطانيا. في المقابل، بدا الرئيس السوري بشار الأسد واثقا من نفسه في مواجهة المعارضة التي تطالب برحيله، بإعلانه في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية أمس أن فرص ترشحه إلي ولاية رئاسية جديدة في يونيو المقبل "كبيرة". وقال الأسد، ردا علي سؤال عن احتمال ترشحه لولاية رئاسية جديدة، "بالنسبة لي، لا أري أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة إلي الرأي العام السوري، فإذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح، فأنا لن أتردد ولو لثانية واحدة في أن أقوم بهذه الخطوة". وردا علي سؤال عما إذا كان يوافق علي تعيين رئيس حكومة ووزراء من المعارضة الموجودة خارج سوريا في حكومة انتقالية، اعتبر الأسد أن "لا صفة تمثيلية لهذه المعارضة وأنها من صنع أجهزة مخابرات أجنبية"، مستبعدا القبول برئيس حكومة جديدة من معارضة الخارج، واصفا ذلك بأنها "نكتة". وقال "الكل يعرف الآن بأن بعض هذه الأطراف التي قد تجلس معنا لم تكن موجودة بل وجدت خلال الأزمة من خلال أجهزة المخابرات الأجنبية سواء في قطر أو في السعودية، أو في فرنسا أو في الولاياتالمتحدة ودول غيرها، عندما أجلس مع هؤلاء فأنا أفاوض تلك الدول. فهل من المعقول أن تكون فرنسا جزءاً من الحل السوري، أو قطر أو أمريكا أو السعودية أو تركيا مثلاً؟ هذا الكلام غير منطقي". لعبة الضغوط" هي الوصف الذي يمكن ان نطلقه علي مؤتمر جنيف 2 والذي تبدأ جلساته غدا الأربعاء لدفع كل هؤلاء الفرقاء الي الجلوس علي مائدة واحدة في هذا المشهد الفريد لحل الازمة السورية الدائرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. اول الضغوط تقول المصادر ان قطر مارستها علي بعض فصائل المعارضة في اسطنبول حتي لا تذهب المعارضة الي جنيف وبالتالي يغلق باب التفاوض في وجه النظام السوري بقيادة بشار الأسد . ثاني الضغوط من جون كيري وزير الخارجية الامريكي علي المعارضة السورية المجتمعة في اسطنبول حيث طالبها قبل يوم واحد من اجتماعاتها بحسم امرها واتخاذ قرار قاطع بشأن المشاركة في جنيف. وهو ما انتهي له القرار بالفعل حيث يري مراقبون ان الضغوط القطرية علي فصائل المعارضة السورية لم تنجح في منعها من حضور المؤتمر. . ثالث الضغوط جاءت بعد دعوة أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون لإيران للمشاركة في المؤتمر علي أن تعترف بمقررات جنيف 1 وهي تشكيل سلطة انتقالية بكامل الصلاحيات العسكرية والمخابراتية أي تنحي الأسد . اما رابع الضغوط فهو التفسير الذي يقدمه بعض المراقبين الذين تابعوا سباق وكالات الانباء لنقل تصريحات الرئيس بشار الاسد عن وكالة انترفاكس الروسية والتي نسبت اليه قوله ان مسألة رحيله عن السلطة غير مطروحة للحوار علي الاطلاق وذلك بعد يوم واحد من اعلان المعارضة السورية موافقتها علي المشاركة في جنيف 2 لكن يبدو انه وكما يري محللون ان اسلاك الهاتف اشتعلت بين موسكو ودمشق لنفي هذه التصريحات علي اعتبار انها تنسف المؤتمر من اساسه.