ارتبط ميلاد السيد المسيح بالسلام ، فيوم ميلاده رنمت الملائكة وجمهور من الجند السماوي قائلين "الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَي الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّة." (لوقا 2 :14) لكن ربما يتساءل البعض أين هو هذا السلام؟ وهل يمكن أن نرنم اليوم علي الارض السلام كما رنمت الملائكة يوم ميلاد المسيح؟ لاشك ان لهذه الاسئلة ما يبررها. فسمة العالم الذي نعيش فيه الآن هي الحروب والصراعات. وهذا واضح جداً في منطقة الشرق الأوسط التي نعيش فيها، فكل يوم نسمع عن انفجارات وقتلي ودماء تسفك. فأين هو سلام المسيح رئيس السلام؟ وقبل أن أحاول الاجابة علي هذا السؤال دعونا نتفق علي معني كلمة السلام. فهناك من يعرّف السلام بحالة اللاحرب وتوقف الصراع. وهناك من يقول أن السلام هو حالة من الكمال والتمام في كل شئ خاصة في العلاقات. وهناك ايضا انواع من السلام ، سلام بين الدول ، وسلام بين ابناء المجتمع، وسلام داخلي أي سلام مع النفس ، وهناك سلام مع الله. والسلام مع الله يتحقق عندما يكون للإنسان علاقة حميمية وقرب مع الله دون أن يكون هناك أي فاصل او حائل مثل الخطية التي تفصلنا عن الله ، كما فصلت خطية آدم وحواء بينهما وبين الله. والسلام مع الله في رأيي هو مصدر السلام مع النفس، والسلام المجتمعي، والسلام بين الدول. فالانسان البعيد بقلبه عن الله ، وأقول بقلبه لان هناك من يقترب من الله ظاهرياً امام الناس أما القلب فمبتعد عنه. هذا الانسان لا يستطيع أن يختبر السلام الداخلي وبالتالي يصعب عليه ان يسالم الآخرين وهذا بدوره يؤثر علي المجتمع كله. والمسيح جاء لينقض كل حاجز وحائط يحول بيننا وبين الله.. جاء ليصالحنا مع الله بعد أن صارت خطايانا فاصلة بيننا وبينه لذلك هو بحق رئيس السلام . يجدر بنا أن نصلي من أجل بلادنا الحبيبة مصر وشعبنا العظيم حتي يسود السلام الحقيقي وينتهي العنف والارهاب ونصلي أيضاً من أجل شعوب المنطقة كلها التي تعاني من التوتر وعدم الاستقرار.