مصر تحت حصار شديد، وقد آن لها أن تنزع القيد عن نفسها، وينطلق الشعب ليقول كلمة.. أخري في مسامع الزمن، لا خوف ولا وجل، فالمخطط واضح وصريح ليس فيه خافية، انهم يريدونها بلدا مستكينا واهنا، حتي تعود المنطقة العربية بأسرها رهن اشارتهم من جديد. لا شيء يمنعنا في هذه اللحظة التاريخية أن نفعل ما نراه الأصلح والأجدي لكسر ذلك القيد، من حق هذا الشعب الآن أن يخرج عن بكرة أبيه ليثبت دستوره مهما شوهوه إنما هو تجسيد إرادة خرجت مرتين وطاقة بغض معبأة لما يفعل الآثمون بالناس في الشوارع، وهذه الأرواح التي ازهقت ولم تعرف بأي ذنب قتلت، ستنفجر ان شاء الله الملايين بالغضب بعد أيام لتقول كلمتها الحاسمة ولن يجدي معها قتل أو تخريب أو تدمير، فالبسطاء قبل النخبة يدركون خطر المعركة، وإلي أي حد هي المصير. ولسوف يعلن هذا الشعب الصبور آخر صبره، ويرغم أي سلطة علي اجراء الانتخابات الرئاسية قبل أي انتخابات أخري، لانه يعرف ملامح وشروط الرئيس المرتجي في هذا الوقت الحرج، إن ما نحن فيه لا يحتمل أن يأتي برلمان بالإرهاب وتحت تهديد السلاح، والساحة تعج بالأفاقين والكذبة ودجالي السياسة وأصحاب الأموال المشبوهة، ولاشك أنهم متربصون بنا الدوائر، وهم علي أهبة الاستعداد لمعاقبة الشعب علي ثورتيه، يناير ويونيو، ليس هناك عاقل يقيس الأمور بالحق والصدق إلا ويبادر إلي مطلب الشعب وأحقيته في حراسة طريقه إلي الحرية والديمقراطية، والضمير الوطني الصالح يطمئن إلي خطوة الرئاسة لتكون هي البداية المباركة بعد الاستفتاء، حتي يشعر الشعب بأن هدفا وقطعة من وجدانه قد تحققت، وشاع في ربوع الوطن الامن والطمأنينة، انها المقاصد الكبري يرتضيها الشعب لنفسه حسب مزاجه العام وما يمليه عليه الضمير، هذا إذن ضمير الشعب، ولن يضير أحدا إلا أعداء الوطن أن نبدأ بالرئاسة لضرب هذه الفوضي والقضاء علي أمل المفسدين الذين نشروا الخوف والرعب والخراب في ربوع الوطن. ثروات بالبلايين والشعوب جائعة أرقام الثروات الفاسدة مخيفة بل مرعبة، ولو بصر الذين يبذرونها الآن في قتل النفس التي حرم الله والخراب الذي حل بديار المسلمين لرأوا مقاعدهم الحقيقية يوم تكشف الحقيقة ويكون الملك للحق وحده، لقد كان في مقدورهم يوم أن وصلوا إلي الحكم أن يغدقوا هذه الأموال علي فقراء الأمة فيسدوا جوعهم وعلي جهلهم فيعلمونهم الحكمة ويصعدون بهم إلي ذروة المعارف والعلوم، إن البلايين التي هي مليارات المليارات تتفق الآن علي الخراب، علي مشروع وهمي ضاع، وأعادنا مئات الأعوام إلي الوراء. فليحذر الغافلون الذين يجلسون في المخابيء، لاهين عما يجري في أرض الكنانة غفلة أو تغافل، إنما هم يخدعون أنفسهم، فلن تظل بلادي تدفع ثمن البلاء علي طول الزمن، إن الفساد قد ظهر في البر والبحر وبين ظهرانيكم فلا تدفنوا الرءوس في الرمال والعقول في وحل اللذات، ولتعلموا ان النار سوف يطولكم شررها، بل أوارها ان انتم بقيتم علي نفس الحال الذي لا يرضي الله، مصر القلب اذا مرض فلن يستطيع احد أن يدفع الشر المستطير الذي يحاصر الأمة الإسلامية والعربية، ويقترب رويدا من قصوركم، وقد يصل في غمضة عين إلي مخادعكم.