د. أحمد درة منذ ان كتب »جورج أمادو« روايته الشهيرة فرسان الرمال عن اطفال الشوارع، وأجراس النذير تدق في اسماع الزمن لهذه المجتمعات التي اهملت الطفولة، اما الدكتور حسين كامل بهاء الدين فقد وهب حياته لهذه القضية منذ ان كان طبيبا نابغا للاطفال وقد أدرك ان الثروة الكامنه فيهم لا تعاد لها ثروه فهي المستقبل بكل ما يحمل من غيب، علينا أن نتهيأ له بكل الامكانات والعمل والبذل لكي نحيا حياة كريمة، واستجمع الطبيب حواسه وحدسه ليعبر عن ضمير وطني خالص في فترة البناء العظيمة، ليقف في مقدمة الصفوف المنادية بالتغيير والعبور الي الغد القادم، ومعه القضية، لقد عانت مصر من هؤلاء الذين يعيشون اللحظة لأنفسهم مهما دفع الآخرون ثمنا باهظا، ومن بينهم أكبادنا التي تمشي علي الارض، فوهب نفسه عاكفا علي فتح الطريق المثلي لتكوين جيل قادر علي مواجهة التحدي، عقلا، وروحا وجسدا، واندفعت مشروعات طبية وتعليمية وتنشيطية غير مسبوقة للطفل المصري، كان وراءها مخططا ومنفذا، وحارسا أمينا، لا احد ينسي وقوفه من خلف مشروع مقاومة الجفاف الذي ضرب اطفال الريف والعشوائيات، ونجحت مصر في اجتيازه بامتياز، لا احد ينسي هذا الصرح العملاق الذي حدث طب الاطفال في مصر وقد بناه لبنة.. لبنة واسس فيه مع اطباء عظام نظاما طبيا حديثا بكل المقاييس، مستشفي ابوالريش الجديد لتكرمه منظمة الصحة العالمية ويصبح اول عربي وافريقي يحصل علي جائزتها. لقد كان دوره فعالا لا يكتفي بالتنظير يوم ان ولج الحياة السياسية وبني اهم تنظيم تخرج فيه كبار الساسة والمفكرون وقادة الامة اليوم، فمنظمة الشباب كانت المدرسة الوطنية الاولي في مصر بعد ثورة يوليو، ولقد ادي الدكتور حسين كامل دورا كبيرا في الاتصال السياسي والانساني بدول اوروبا في فترة عصيبة حين كان مستشارنا الثقافي هناك، وحين عاد تفرغ لقضايا الطفل من جديد، باذلا اقصي ما لديه من فكر وجهد وتبلور ذلك فيما تم انشاؤه من مدارس حين تولي وزارة التعليم لتربو علي ما بني في قرن كامل من الزمن واليوم يقف د. حسين موقفا تاريخيا، حين جمعنا وشخصيات عامة من الاطباء والمفكرين والساسة والصحفيين لنتدارس ونتدارك وضع الطفل المصري في الدستور القادم، ملبيا نفس النداء الذي يطلقه الوطن في الضمير، ولسوف يقرأ اطفالنا الذين سيصبحون شبابا بعد حين مفردات الاخلاص والاباء واضحة جلية بغير رياء. أحزان الحنين إلي الحرم كثيرا ما أفكر حين يعادوني الحنين الي بيت الله الحرام، لماذا نعصف بالمحبة والسماحة فيما بيننا، لماذا يتحول اول خلاف الي اقتتال لماذا تغيب عنا الصور والاحداث، ونحن نتمثلها خطوة، خطوة، كما فعل رسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم، ام نحن ا بني ادم اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر، وفي النهاية بعثها الله جل في علاه الينا، انما يتقبل الله من المتقين، اذن فالتقوي ذهبت عنا الي بعيد، نبحث عنها في ضمائرنا الحائرة، في دموعنا الفائضة من الحزن الدفين، يا ابانا ابراهيم لقد شحذت السكين، وها هي ذي تعمل في نحر ولدك الوحيد، الذي طهر البيت معك بعد ان رفعته من القواعد، الذي فجر زمزم للقادمين من كل فج عميق ومن أعماق الزمن، بينما هي تأبي، وتأتيك البشري، ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا، ففدي الله بنيك وفدانا بالذبح العظيم.. يا ابانا.. دعوتك التي صدقت، وها هو محمد.. محمد، فهل ما يفعلون اليوم باسم دين محمد وباسم ملتك الحنيفة.. يرضيك، او يرضي الا الله واحد الاحد.. ان الحيرة تضرب عقلي، والحزن يوهن قلبي.. الي متي يا الله يضرب بعضنا رقاب بعض. رسالة اليه الفريق عبدالفتاح السيسي: اخشي عليك من المنافقين الذين اضاعوا مبارك واضاعوا علي مصر اهم ثلاثين عاما، كان يمكن لها ان تلحق بركب التقدم وتركل امريكا ومعونتها، آن لهم ان يصمتوا ويتركوا الشعب يقول كلمته دون وكيل.