طرد السفير التركي، وإن تأخر كثيراً، قرار ثوري أثلج صدورنا ورسالة قوية لأردوغان وآخرين من محاولات التدخل في الشأن المصري، القرار واقعة غير مسبوقة من جانب مصر في كافة علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم منذ 30 عاماً، وهو مايجب أن تكون عليه جميع القرارات المصيرية بعد ثورتين رائعتين قاما بها الشعب المصري من أجل تحرير قراراته المصيرية وتحقيق الحرية والعدل والمساواة والكرامة. إن التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضد مصر وإصراره علي التدخل في الشأن المصري وقلب الحقائق وتزييفها منذ ثورة 30 يونيو، متحدياً إرادة الشعب المصري كان لا يجب أبداً تمريرها دون رد ولا عقاب خاصة أنها خرجت عن حدود اللياقة والأدب، وإذا كانت حكومتنا الرشيدة قد تأخرت كثيراً متعللة بالتحلي بالصبر، فعليها منذ الآن أن تعيد النظر في كل قراراتها لتكون ثورية بحجم دولة مثل مصر وبحجم ثورتين رائعتين قام بها الشعب المصري في أقل من ثلاث سنوات أسقط خلالها رئيسين وهو ما لم يحدث في أي دولة في العالم، مصر ليست دولة صغيرة أو دولة ضعيفة ليتهجم عليها ويتدخل في شئونها كل من " هب ودب " من الأقزام والحالمين بالأحلام الشيطانية وتحقيق الأمجاد والأمبراطوريات علي جسد الشعب المصري، متناسين أن هذا الشعب هو من سحقت تحت أقدامه أعتي الجيوش بدءاً من المغول ومروراً بالصليبيين. وحتي سحق الجيش الإسرائيلي وخط بارليف المنيع في حرب أكتوبر المجيدة، والسؤال ما كل هذا الكره لمصر من المربع الشيطاني المتمثل في جماعة الإخوان وتركيا ودويلة قطر تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية، ماكل هذا الحقد علي مصر أرضاً وشعباً، ما كل هذا التطاول والتدخل في الشأن المصري تحت مسمي الشرعية والإسلامية، إن حلم أردوغان في إعادة تحقيق الخلافة العثمانية تبدد فأصيب بالهذيان، وحلم جماعة الإخوان في حكم مصر والعالم الإسلامي تبخر في الهواء فأصيبت بالفزع الذي تحول إلي إرهاب شعب والانتقام منه بقتل أبنائه وحرق العلم والوطن ثم التباكي وقلب الحقائق أمام الآله الإعلامية الغربية كما كانت تفعل إسرائيل في كل مصيبة تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، والحلم القطري في شراء مصر وسرقة الريادة انهار وتحول إلي كابوس ثقيل جسم علي صدرها فأصابها بالهذيان فأصبحت ضلعاً في المربع الشيطاني، والحلم الأمريكي في تقسيم مصر وتحقيق مايسمي بالشرق الأوسط الكبير الذي بدأته أمريكا منذ أكثر من عشرين عاماً بدءاً بالعراق ومرورا بالسودان ومايجري حالياً في ليبيا وهو حلم إلي زوال، هذا المخطط الجهنمي التي حاولت أمريكا تحقيقه عن طريق التعاون مع جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية وبمساعدات تركية قطرية لكل منها أهدافها الخاصة، لن يتحقق في ظل وجود شعب طيب وقوي وذكي كالشعب المصري، ومعه جيش وطني أبي يعشق التراب المصري ومستعد دوماً للاستشهاد مقابل حفنة من تراب هذا الوطن، أصحاب المربع الشيطاني هم شياطين تجسدوا في صورة بشر، ومايثير الاشمئزاز أنهم يتحدثون عن الشرعية ويتشدقون بالإسلامية، أي شرعية يتحدثون عنها وأي إسلامية يتشدقون بها، لقد رعي أردوغان بيوت الدعارة عندما كان عمدة استانبول وسهل لها الحصول علي التراخيص الخاصة بها وهي البيوت التي ساندته بقوة في الوصول إلي منصبه الآن، كما أن أول فندق للعراة بتركيا افتتح في عهده عام 2010، أما الرئيس المؤمن د. محمد مرسي فقد قام بتجديد ترخيص الخمور في مصر لثلاث سنوات وهي سابقة حيث أن التجديد كان قبل مرسي لستة شهور فقط، ولكنها ازدواجية المعايير التي يتحدثون بها للوصول والاستمرار في الحكم بأي ثمن حتي لو كان ضد الإسلام..!