إنه 'أوغلو' الذي نسي نفسه ومضي في انتهاج سياسة عقيمة فاشلة تعتمد علي التدخل عنوة في الشأن الداخلي لدول المنطقة دون آية ضوابط أو كوابح. هيأت له نفسه الأمارة بالسوء إمكانية إقحام نفسه علي مشهد الأحداث في مصر بشكل عبثي فج ظنا منه بأن هذا الاقحام سينقذ أتباع الشيطان وهم الإخوان في مصر الذين راهنت عليهم تركيا في أن يشكلوا قاعدة لمشروع التنظيم الدولي للإخوان والذي تلعب فيه اسطنبول دور المبرمج والموجه. لم تتعظ تركيا من نتائج إقحام نفسها في الشأن الداخلي لسوريا حيث مارست دور رأس الحربة في الأزمة السورية واحتضنت المرتزقة والإرهابيين إيواء وتدريبا وتسليحا لينطلقوا بعد ذلك من أراضيها ليعيثوا في سوريا فسادا وإرهابا. إمعان تركيا في التدخل الأحمق البشع في الشئون الداخلية لدول المنطقة عبأ الجميع بكراهيتها وأثار عليها المعارضة التركية. ومؤخرا خرج 'أوغلو' عن كل الأطر المرعية في الدبلوماسية الدولية ونصب نفسه وصيا علي المحروسة وتدخل بوقاحة في الشأن المصري وراح يهذي عندما طالب بأن يلتقي ب 'مرسي'.. نسي 'أوغلو' نفسه وغرق في دوامة هستيرية ظل يردد معها 'مرسي مرسي أنا لا أري سوي مرسي'. ويبدو أنه عاد القهقري إلي الوراء ليسكنه حلم استدعاء الماضي عندما كانت مصر إحدي ولايات السلطنة العثمانية، فظن اليوم أن من حقه تعيين من يحكم مصر!! أراد 'أوغلو' أن يعصف بسيادة مصر وأقحم نفسه علي المشهد. نسي أن مصر دولة عربية قوية وذات ثقل وذات سيادة ولا ولن تسمح له أو لغيره بالتدخل في شئونها. نسي 'أوغلو' نفسه وشرع يتحدث وكأنه صاحب السطوة والوصاية علي مصر. تشبث بمرسي بوصفه وفقا لقناعاته يمثل الإدارة الشرعية في مصر. أي أنه منح نفسه تفويضا بأن يكون هو المشرع وأن تكون تركيا هي الحاكم بأمره التي تقرر لمن تكون له شرعية الحكم في مصر.. ولهذا اشترط 'أوغلو' لكي يزور مصر ويلتقي بمسئوليها أن تهيأ له فرصة اللقاء بمرسي وقالها صريحة 'لايمكن أن نذهب إلي مصر ونعود بدون لقاء مرسي'. استمر 'أوغلو' في هذيانه وحشر نفسه في دائرة أحكام القانون المصري واجترأ عليه عندما انتقد حكم المحكمة في مصر بشأن إطلاق سراح 'حسني مبارك' قائلا: الافراج عن 'مبارك' في الوقت الذي لايزال فيه 'مرسي' محتجزا سوف يقلب العملية كلها.. 'وأردف قائلا' بأن تركيا لن تلتقي الإدارة الحالية في مصر بدون السماح لها بإجراء مباحثات مع 'مرسي'!! هزلت والله، ولعل الرد الوحيد الذي يمكن للمرء أن يطلقه في مواجهة هذا التعس هو: 'أفق يرحمك الله، فمصر لا تريد زيارتك لها أصلا ولتذهب أنت وحكومة العدالة والتنمية إلي الجحيم'. بل وأقول بأنه حان الوقت لوقف تركيا أردوغان عند حدها، فلقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء لسيادة مصر. ويتعين اليوم في معرض مجابهة هذا الهذيان أن تقوم مصر بسحب سفيرها من أنقرة وطرد السفير التركي كأقل رد علي سياسة تركيا العبثية وخلطها للأوراق. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه..