إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه وأستغفره وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد قفز فى رأسى هذا السؤال فجأة ، وطاردنى ، واحتل مساحة كبيرة من تفكيرى ، و أصر على أن يُجاب ، وإلا سيظل يؤرقنى : ( بالمناسبة ، أخبار سيادتها إيه ؟ وإيه أخبار سيادته ؟ ) نذكر جميعاً حينما كانت الآلة العسكرية الإسرائيلية تطحن فى إخواننا فى غزة ، وتمارس معهم ( هولوكوستاً) لم يعرفه العالم ، حاصرتهم وجوعتهم ، وأعطشتهم ، وأحالت حياتهم إلى عناء لا يعرفه إلا من عاشه ، بينما كانت تفعل ذلك ، خرجت صرخات المسلمين تقول لمصر : ساعديهم ، أطعميهم ، كيف يا مصر لا تفعلى ؟ ، بل وتحاصريهم ، ثم حتى من الأنفاق تمنعيهم ، ثم كانت الطامة الكبرى كيف بهذا الجدار الحقير تحاصريهم ؟ بينما كان المسلمون بل وأحرار العالم يصرخون : يا مصر إفتحى المعابر ولا تشاركى فى هذه الجريمة النكراء ، لا تشاركى فى تجويع الأبرياء ، بينما كان هذا نداء الأحرار، جاءت الإجابة المصرية مدوية : جدار عازل ، إى والله جدار عازل لمنع دبة النملة و حبة الأرز ، وقطعة البارود . ضج المسلمون - بل وكل حر فى الدنيا بالصراخ - ، وتعالت صيحات الإستهجان، وقام الجميع قومة رجل واحد يقولون : حرام ، كفاية ، كيف و لماذا يا أم الدنيا ؟ فكانت إجابة الدولة – المستهبلة – وشايعها على ذلك ونعق به من أصحاب الضمائرة المؤجرة لمن يدفع أكثر الذين يصدق عليهم حرفياً قول النبى صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، تعس عبد الخميلة ، تعس عبد الخميصة ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش . ردت الدولة على صرخة المقهورين ، المذهولين ، المذعورين بإجابة حاسمة وحازمة : ( سيادة مصر خط أحمر ) - -، وكل من تسول له نفسه المساس بسيادة مصر فسيتم سحقه وسحله ، وقام الكذابون تُعساء الدنيا والآخرة عباد المال والمنصب الذين انطمست فِطَرُهم قاموا يروجون لهذا الإستعباط الذى لا يحتاج إلى نصف عقل ليدحضه - فيقول مثلاً تستطيعون إدخال الطعام والشراب والأدوية والطاقة ليل نهار دون أن تتعرض سيادتكم – لا أقول سيادة البلد بل الموضوع سيادتهم هم – دون أن تتعرض سيادتكم إلى ما يخدش جنابها . المهم أنا لست بصدد مناقشة كذبة بهذه الخفة والعوار الظاهر، أنا سأقول : وليكن ، لا عليكم ، سلمنا لكم بأن الجدار كان للحفاظ على سيادة وأمن البلد وأنكم محقون فى هذا ؟ الآن ، وبالمناسبة ، ( أخبار سيادتها إيه؟) أخبار سيادتها إيه أمام ما فعلته الكنيسة من تحدى سافر لسيادة البلد؟ لم تترك الكنيسة فعلة يمكن أن تمسح بسيادة البلد الأرض إلا وفعلتها ، لم تترك الكنيسة شيئاً يمكن أن يريق ماء وجه الدولة بقسوة وغلظة ودون شفقة أو رحمة إلا وارتكبتها ، هاهى الكنيسة تعترف باختطاف وحبس مواطنين مصريين ، وتعلن بكل صراحة أنها تقوم بغسيل مخ لهم ، وأنها لن تخرجهم ، بل وليس من حق أحد أن يسأل عنهم . فالآن وبالمناسبة( أخبارسيادتها إيه ؟) بعد أن نجحت الكنيسة بأن تصبح مستقلة بمواطنيها وبقانونها وباقتصادها ؟ أخبار سيادتها إيه ؟ وبالمناسبة أيضاً فالشىء بالشىء يذكر ، أنتم طالما صدعتم رؤوسنا بسيادته - أعنى سيادة القانون - فها هى الكنيسة ترفض تنفيذ أحكام القانون رفضاً صريحاً وجريئاً وحاسماً وعلى الملأ وفى العلن ، وهاهى الكنيسة تحتجز الأبرياء ، ومع ذلك لم نسمع لسيادته ركزاً ، بل ولم نسمع لسيادته همساً . فلعل المانع خير ، ولعل سيادته حياً يرزق ، ولعل سيادتها بصحة جيدة ، ولعلنا نسمع عنهم قريباً ما يشعرنا أنهما مازالا أحياءاً لم يموتا ، وتم علاج عيونهما من الحَول ، والمياه السوداء اللتان تجعلان سيادتهما يمشيان على سطر ويتركا سطراً . [email protected]