مقولة لن نمل ترديدها ما يقرب من عشر سنوات، واستمرت حتي هذه اللحظة »الدين أسمي من أن يسيس«.. حيث تتأكد صحتها يوما بعد يوم.. خاصة بعد قيام ثورة 03 يونيه وافتضاح أمر المسيسين للدين: بعد أن انكشف فكرهم الخاطئ المنحرف المظلم.. الذي يعتنقونه، ويرفضون به الرأي الآخر ويستعدونه ويكفرونه ويحلون دم المنتمين إليه، حيث يتألهون علي الله بإنهاء آجالهم.. والذي يجردهم من مشاعر الانسانية حيث تقسو قلوبهم لتصبح كالحجارة أو أشد قسوة. وبعد أن تبين أنهم يتاجرون بالدين ويستخدمونه مطية أو مظلة للوصول إلي السلطة والقفز عليها والتشبث بها باستماتة.. حيث لا يتورعون عن العصف بمن يحاول مشاركتهم أو مزاحمتهم أو إزاحتهم وفق السبل الديموقراطية والإرادة الشعبية. والدين »الدين الحق الذي أراده الله بمبادئه السامية ووسطيته واستنارته ومعاملاته السوية الراقية المقترنة بالسلوك الحضاري« براء من كل هذا، من أفكارهم وسلوكهم.. الدين أسمي من أن يسيس عبر نهج هؤلاء المسيسين له وفق فكرهم الخاطئ وأطماعهم في السلطة التي يتطلعون إليها بنهم بالغ وبشبق. وقد تبين هذا وتأكد من خلال ممارسات الأنظمة المسيسة للدين إبان فترة حكمها.. ومنها أنظمة طالبان في أفغانستان والمحاكم الإسلامية في الصومال والإخوان في مصر »واستمرت ممارساتها العدوانية بعد سقوطها«.. وحماس في غزة.. وحزب البناء والتنمية في تركيا، وحزب حركة النهضة الإسلامية في تونس، وحزب المؤتمر الشعبي وحزب المؤتمر الوطني في السودان.. وهو ما سنتناوله في المرة القادمة.