في ظل ما نعيشه خلال شهر رمضان المبارك عبر نفحات دينية في مواجهة أفكار وتصرفات مرفوضة للمتشددين والمتطرفين والمسيسين للدين هي ابعد ما تكون عن الدين الحق أو كما نقول الدين الذي أراده الله حيث ترشدنا الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وما تضمنته من معان سامية إلي ان الإسلام دين الوسطية لا يعرف التطرف ولا المغالاة ولا التشدد دين يهتم بالجوهر ولا يختصر نفسه في الظاهر والظاهر هنا هو العبادات التي هي علاقة بين الرب وعبده وينسحب الظاهر الي المظهر( مظهر الرجل من حيث اللحية والزي جلبابا كان أو سروالا ومظهر المرأة من حيث الحجاب والنقاب فمن الظلم للدين الإسلامي ان يختصر في هذه الأمور الظاهرية), وجوهر الدين هو العمل والمعاملة. والإسلام دين قوامه السلام وينبذ العنف والترويع والإرهاب( وتعريف الإرهاب ببساطة شديدة هو استخدام غير مشروع للقوة ويتضمن الاعتداء بالقوة علي ما يمتلكه الناس من نفس أو حياة ومال أو أرض وعرض والمجتمع والدولة من مؤسسات ومشروعات ومنافع عامة ومن شأنه الإضرار بمصلحة الوطن والأمة وفق أهداف ومخطط داخلي لجماعة ما سياسية أو اجتماعية أو خارجي لعدو ما تنظيميا كان أو دولة) وهو يدعو لإعمال العقل والفكر وإطلاق العنان للتفكير والتدبر والعلم والخيال الإيماني بلا حدود والأخذ بالأسباب حيث لا تناقض بين ذلك وبين الدين الإسلامي بل العكس هو الصحيح كما انه دين يحترم حرية الفكر والعقيدة والرأي الآخر ويتسع لوجود بعض القضايا الخلافية في بعض الأمور الفرعية ويترك للمؤمنين به القرار في تحديد موقفهم وفقا لقناعاتهم وهو دين الفطرة والبساطة حيث لا يستعصي فهمه واستيعابه والإيمان به وليس حكرا علي الصفوة من العلماء والفقهاء.. دين يجل أولياء الله الصالحين ويكرمهم ولكن لا يقدسهم ولا يؤلههم. فلنعمل جميعا كل قدر طاقته علي تدارك الأضرار الجسيمة التي لحقت بصورة الإسلام أمام الآخرين بفعل المحسوبين علي الإسلام وهو منهم براء.. من المتطرفين والمتشددين والمغالين والظلاميين والسوداويين في أفكارهم ونهجهم والمكفرين لمن يخالفهم في القضايا الهامشية التي يشغلون بها الأمة عن القضايا المهمة ويشقون بها الصف والذين يتألهون علي الله بالحكم علي العباد بإنهاء آجالهم ومن المسيسين للدين والدين أسمي من أن يسيس.. والذين يتخذون منه ستارا لأهدافهم وأطماعهم ومطية للوصول إلي السلطة أو مظلة للقفز عليها والتشبث بها. عبدالوهاب السمان