من الطبيعي أن يكون السؤال الذي يلح علينا جميعا في جريمة اغتيال الشهيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، هو من الفاعل،...، ومن الطبيعي كذلك أن يبقي السؤال مطلا برأسه باحثا عن اجابة شافية ومؤكدة منذ لحظة ارتكاب الجريمة، وحتي تبيان الحقيقة ومعرفة الجناة وسقوطهم في يد العدالة. ورغم حالة الحزن الشديد التي انتابت جموع المصريين في اعقاب الجريمة، وبالرغم من موجات الغضب وعواصف الانفعال التي اجتاحتنا جميعا، ونحن نتابع تفاصيل الحادث الجبان الذي استهدف ابنا بارا بمصر، قدم حياته دفاعا عن أمن وأمان الوطن والمواطن، إلا أن ذلك لا يمنعنا من محاولة البحث عن اجابة للسؤال، في ظل ما هو متاح من ملابسات ومعلومات. وفي هذا نقول، إن هناك قاعدة ثابتة في كل الجرائم وفي كل بلاد الدنيا، تقول ابحث عن المستفيد من الجريمة، تعرف الفاعل فيها،...، ودائما يكون هناك من يستفيد، وغالبا ما يكون هذا المستفيد هو الواقف وراء الجريمة ومرتكبها، أو المخطط لها والمحرض عليها. وفي هذه الجريمة، تقول المعلومات المتاحة، ودون التدخل في مسار التحقيقات الجارية، إن الشهيد كان مكلفا بملف الجماعات الدينية في عمومه، وملف جماعة الإخوان في خصوصه، ونشاط محمد مرسي العياط، ومدير مكتبه »عبدالعاطي«، وخيرت الشاطر، والمرشد بديع علي وجه الخصوص، بالإضافة إلي البلتاجي والعريان. وتؤكد المعلومات أن الشهيد كان قائما في الفترة الأخيرة، علي اعداد وتدوين محاضر وتقارير تفصيلية وشاملة عما قام به هؤلاء من أعمال واتصالات وأنشطة مخالفة للقانون، وضارة بالأمن القومي لمصر، ومضادة للمصلحة العامة للدولة. وعلي رأس هذه المحاضر والتقارير المحضر الخاص بالاتصالات التي تمت بين جماعة الإخوان، وعدد من الجهات الأجنبية قبل وأثناء احداث الخامس والعشرين من يناير 2011، وفي مقدمتها الاتصالات والاجتماعات واللقاءات التي اجراها »الدكتور محمد مرسي العياط«، ومدير مكتبه »عبدالعاطي«، مع جهاز المخابرات الأمريكي »السي أي ايه«، في تركيا وفي مصر والاتصالات مع قطر ومع حماس ومع تركيا. وإذا ما كان الأمر كذلك، وهو كذلك بالفعل، فإن البحث عن المستفيد من تصفية واغتيال الشهيد مبروك يصبح معلوما باليقين،...، ويتبقي أن تضع العدالة يدها علي رقاب القتلة الذين نفذوا الجريمة.