انشغلنا في الخلافات حول الدستور وهوية الدولة والمادة 219 وغيرها وانا لا اعترض علي الاهتمام بالدستور الذي يجب ان يخرج علي اكمل وجه ولكن هناك ماهو اهم من الدستور. فهناك دماء تنزف يوميا ويموت العشرات من ابنائنا ضحايا للطريق الدائري الذي كتبت في بداية انشائه أنه طريق الموت الدائري واخذنا وعودا من وزير الاسكان في ذلك الوقت ومن محافظ القاهرة بوضع حلول نهائية لحل مشاكل الدائري بإنشاء كباري وانفاق وتخصيص سيارات لعبور المشاة بأمان لكن الطريق ظل طريق موت، بسبب الإهمال وانعدام الرقابة وعشوائية التخطيط.. وبه اعلي نسبة من حوادث الطرق وتصادم السيارات وسباق للشاحنات . و الدائري طوله 108 كيلومترات، يصل بين محافظات القاهرة الكبري الثلاث،.وهو يعاني من إهمال شديد، فلا سيارات شرطة ولا دوريات ولا نقاط إسعاف.. وقمامة متراكمة ومخلفات مبان علي الجانبين اضافة الي المواقف العشوائية، و"المدقات" غير القانونية التي أنشأها الاهالي دون دراسة ودون مراعاة لفنيات الطريق لتسهيل دخولهم وخروجهم من الطريق ،فقد يفاجئ السائق بسيارة تخرج من "مدق ما" و تقع الكارثة، وتراق الدماء، ولا أحد يهتم .. والزحام ، علي "الدائري"يبدأ من السادسة فجرا، ويبلغ ذروته في التاسعة صباحا، ويظل طوال اليوم حتي موعد بدء الحظر. اليوم بعد 28 عاما من انشاء الدائري زاد عدد السيارات وزاد عدد المشاة وعدد مستخدمي الطريق أما حركة انتقال السكان الي المدن الجديدة ،فلن أقول انها تضاعفت فقط بل تضاعفت عدة مرات بعد افتتاح فروع الجامعات الكبري والبنوك والشركات واصبحت الكثافة عالية. والمسئولية مازالت ضائعة وكأنه طريق لقيط والاتهامات متبادلة بين محافظة القاهرة التي تلقي المسئولية علي وزارة النقل والنقل التي تلقي المسئولية علي المحافظة. وفي رأيي أنها مسئولية مجتمعة للمهتمين بهذا البلد للحفاظ علي حياة الناس فمن الغريب أن نجلس لنتبادل الاتهامات والدم ينزف علي الطريق ومن الغريب أيضا أن ننتظر التعاقد مع مكتب استشاري عالمي ليعيد تخطيط القاهرة مروريا ،لفك الاشتباكات وحل المشاكل المرورية، الدائري ليس به مشكلة واحدة بل مشكلات عديدة فحالة الطريق سيئة ،وهو غير مطابق للمواصفات ولاتوجد به حارات وبحاجة للصيانة وأعمال الرصف غير مطابقة ، ومطلوب إصلاح الفواصل والحواجز الجانبية، والعلامات الإرشادية، وإعادة التخطيط واستكمال المنازل والمطالع، ورفع الإشغالات وتنظيم الخدمات اللازمة للطريق للقضاء علي المواقف العشوائية.المطلوب تحرك سريع وفوري فضحايا هذه الحوادث بالعشرات يوميا ..انقذوا ابناء مصر وشبابها وأطفالها من طريق الموت.