ألفاظ خادشة .. إيحاءات جنسية .. تلميحات وتعبيرات مبتذلة ومسيئة لرموز الدولة.. تلك هي مجمل وصف آخر حلقة أطلقها الإعلامي الساخر باسم يوسف عبر برنامجه 'البرنامج '، لكنها علي ما يبدو كانت سببًا في إيقاف برنامجه 'حتي إشعار آخر'. "الأخبار" قامت بسؤال خبراء الإعلام والمتخصصين للوقوف علي رأيهم في توقف برنامج "البرنامج". في البداية يقول الكاتب الصحفي مصطفي بكري معلقًا علي وقف الحلقة: ' بأنه رد طبيعي علي الابتذال والإساءة المتعمدة لقيم المجتمع ورموزه، وأبرزهم المؤسسة العسكرية والفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي والرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور'. ويؤكد د.صفوت العالم أستاذ الإعلام جامعة القاهرة إلي أن قناة "سي بي سي" أرادت أن تقدم دليلا علي أنها قادرة علي أن تطلق قناة إخبارية جديدة وشاملة مشيرا إلي ان القناة حاولت بكل الطرق أن تنال ثقة النظام السياسي وبالتالي فهي تقدم مبررات بأن "باسم يوسف "لم يلتزم بالمعايير. ويقول د. عثمان فكري أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ان إيقاف البرنامج اصعب من تبعات استكمال اذاعته والبرنامج وما يحتويه اهون مما يقال ان الحكومة الحالية لم تتحمل حلقة واحدة من البرنامج علي عكس الرئيس المعزول محمد مرسي ، والمساوئ التي كانت تحدث في عهده فان الحكومة السابقة كانت لها سعة صدر في تقبل النقد . واشار فكري ان منع اذاعة البرنامج يعطي انطباعا سيئا عن مصر والاحداث السياسية الجارية وايضا الرأي العام الدولي قائلا " لماذا لم يتم نقد باسم يوسف وبرنامجه من قبل علي الايحاءات ولماذا الان بالتحديد ؟! ويشير د. محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ان الوقفة التي قامت بها ادارة قنواتCBC تأخرت كثيرا لأن البرنامج يحتوي علي ايحاءات والفاظ خارجة ومن الصعب ان تترك لتدخل في كل بيت لان الاخلاق والتقاليد المصرية لا تسمح بذلك وهذا هوالمحظور الاخلاقي الذي يأخذ علي محتوي البرنامج وما يقدمه للجماهير ،اما المحظور الاخر هوالرموز السياسية الذي تناولتها الحلقة الاولي من الموسم الثاني لبرنامج البرنامج والذي لاقت ردة فعل عنيفة من قبل مشاهدي البرنامج وخاصة الاشخاص التي شاركت وقامت بثورة 30 يونيو. واكد علم الدين ان ما جاء في الحلقة يعد انتقاضا وانتقاصا من الجماهير التي شاركت في 30 يونيووهذا مرفوض مشيرا الي شخص رئيس الجمهورية شديد الاحترام والفريق السيسي الذي لا يليق بمكانته ما تناوله مضمون الحلقة مشيرا الي ان البرنامج يتحدي مشاعر شعب بأكمله. واكد علم الدين انه لابد من التعامل بواقعية في ظل هذه الظروف والعمل علي جمع شمل الامة، ما يحمله البرنامج يساهم في تشويه كل المكتسبات التي وصلنا اليها بعد 30 يونيو وتشويه رموز 30 يونيو مشيرا ان باسم يوسف خسر كثيرا من شعبيته. ويقول الدكتور فاروق ابوزيد خبير اعلامي أن الحلقة الأخيرة لباسم يوسف والتي كانت تقوم علي انتقاد القوات المسلحة اصابت المواطنين بصدمة وذلك لما للقوات المسلحة من شعبية عارمة في هذه الفترة تحديدا وخاصة قائدها الاعلي، فلم يحدث في التاريخ المصري من قبل انتقاد للجيش أبدا الا في فترة مابعد حرب 1967.. كما اضاف ان الخلاف بين باسم وادارة القناة وليس القوات المسلحة. اكد الدكتور محمود نوفل استاذ الاعلام بجامعة القاهرة علي استيائه الشديد من موقف القناة مشيرا الي انه ليس من حقهم الحجر علي حرية أحد وتحديدا ان اسلوب باسم لم يتغير عن اي حلقة سابقة فمنذ ان بدأ برنامجه وهوينتقد جميع القيادات بشكل ساخر، ولم يجد جديد في هذه الحلقة، مما جعل قولهم بأن الخلاف القائم بين ادارة القناة وباسم يوسف انه بسب عدم التزامه بالسياسة التحريرية غير منطقي!!