المعتصم بالله حمدى - أحمد سعد الدين بعد غياب دام لأربعة أشهر، عاد باسم يوسف مرة أخرى إلى تقديم الموسم الثاني من برنامج "البرنامج" علي شاشة ""CBC، وأثارت الحلقة الأولى منه ردود فعل كبيرة في الشارع المصري واختلف الآراء بين تأييد ومعارضة محتوي البرنامج، فهناك من يراه خطرا لأنه يعتمد علي الإيحاءات ويروج للإسفاف ويهاجم الرموز الوطنية. والبعض الآخر يري انتقاده غير مبرر لأنه يقدم سخرية إعلامية لمجريات الأحداث وينبغي أن يتمتع بقدر كبير من الحرية بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. ومن خلال السطور التالية نتطرق لرؤية عدد من الشخصيات حول ما يقدمه باسم يوسف، ومستقبل برنامجه خلال الفترة المقبلة وجدوى الدعاوي القضائية التي رفعت ضده، وهو ما يشير إلى أن باسم «لبس السلطانية» ليست «الباكستانية» فى الفلسفة المهداة للرئيس المعزول محمد مرسى، وإنما «سلطانية» الإسفاف والمسخرة !! في البداية استنكر أبو العز الحريري، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، إقامة دعاوى قضائية ضد برنامج باسم يوسف. ووصف الحريري، الدعاوى بأنها "نظرة متكلفة وجاهلة لا تعى معنى النقد"، معتبرا أنها تعد ممارسة للديكتاتورية على الآراء، مضيفا: باسم تناول في حلقته الأخيرة الخوف من تحول الفريق السيسى، وهو ما يقصد به إيقاظ الوطن من انحراف السلطة .. مثلما حدث مع الرؤساء السابقين وآخرهم الدكتور محمد مرسي. واستنكرت حملة مرشح الثورة الهجمة التى يشنها البعض ضد الإعلامى باسم يوسف، مقدم برنامج البرنامج، مضيفة أن كل ما يتم سوقه مجرد ادعاءات غير منطقية ولا تبرير لها سوى أن ما قدمه ليس على هواهم ولا يخدم مصالحهم. وأعلنت الحملة فى بيان لها، عن رفضها لأية ممارسات من شأنها الاعتداء على حرية الرأى والتعبير أو تقييدها، مشيرة إلى أن ما سبق ينذر بعودة الدولة البوليسية وقمع الحريات وهو ما يتنافى مع مبادئ ثورة 25 يناير، وموجتها الأخيرة فى 30 يونيو. مؤكدة تأييدها لحرية الإبداع والتعبير عن الرأى بجميع الوسائل المشروعة، مستنكرة حملة البلاغات المقدمة ضد الإعلامى باسم يوسف، وضد القناة. بينما قال الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، إن استمرار برنامج "البرنامج"، الذى يقدمه باسم يوسف بهذه السخرية أو التقليل من شأن الرموز الوطنية ستكون له عواقبه الخطيرة على سلامة المجتمع، وآثار سلبية على تربية الأجيال الجديدة، مشيرا إلى أنه عندما كان ينتقد مرسى كان ينتقد شخصا أجمع المصريون على فشله، لذا كان النقد مقبولا كما أن الظرف الحالي مختلف، فمصر تواجه حربا شرسة من الإرهابيين. وأضاف شاهين أن انتقاد باسم لشخص كالفريق أول عبد الفتاح السيسى، الذى أجمع المصريون والعرب على نجاحه ووطنيته سيكون مختلفا تماما، مشيرا إلى أن ما فعله باسم سيتسبب فى انقسامات لن يتحملها الوطن. وأشار شاهين إلى أن حب الشعب المصرى للفريق السيسى كالجبال الراسيات لا تهزها رياح سخرية باسم، مؤكداً أن اعتذار ال "سى بى سى" مؤشر إيجابى لإدراكهم خطورة ما يتم تناوله من خلال هذا البرنامج على الشارع المصرى، كما أن حرية الإعلام لا تعنى الاستخفاف أو الاستهزاء بالآخرين ولا تعنى ضرب الصف الوطنى. وأعربت المذيعة سلمي صباحي عن غضبها من حلقة البرنامج وكتبت سلمي عبر حسابها الشخصي علي موقع "فيسبوك" مهاجمة شخصية "جماهير" التي ظهرت في الحلقة "جماهير دي سخيفة ومسفة بزيادة لازم تتلغي من البرنامج"، وأعربت سلمي عن إعجابها بالأغنية التي قدمها باسم يوسف في الحلقة، على الرغم من الألفاظ الخارجة التي تضمنتها مستنكرة الإيحاءات التي ظهرت في الحلقة، وقالت إن الجرعة زادت مقارنة بالحلقات في الموسم السابق، متوجهة بسؤال إلى باسم يوسف: "لماذا تخسر جمهورك؟ " مع العلم أنك تعرف أن لديك جمهوراً كبيراً. وبعد أن ظهرت الفنانة غادة عبد الرازق، في إحدى لقطات الحلقة الأولى للبرنامج، حينما كانت تتحدث عن الفريق عبد الفتاح السيسي، ولكنها لم تتذكر اسمه ولقبه على الهواء، وهو ما دفع يوسف إلى السخرية من الموقف ومن مظهر شعرها، قامت غادة بشن هجوم حاد على يوسف عبر حسابها الرسمي عبر موقع "تويتر" من خلال عدد من التغريدات، أكدت فيها أن باسم يوسف، مصاب بالغيرة من الفريق عبد الفتاح السيسي، معتبرة أن السبب في ذلك هو أن "السيسي استطاع سحب البساط من تحت قدميه واحتل قلوب المصريين بدلا منه"، على حد تعبيرها. وأكدت عبد الرازق أنها ليست حزينة بسبب سخريته منها، ولكنها حزينة بسبب ما قاله عن الفريق السيسي، وأنه من الممكن أن يتعرض للجيش المصري بالسخرية فيما بعد، وقالت غادة في إحدى التغريدات "دكتور فشل في مهنته، وراح يشتغل مذيع وياخد ملايين، اسألوه بياخد كام البيه". وقال المخرج السينمائى خالد يوسف، عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، على إن موقفى ليس به أى لبس، وإننى سأؤيد الفريق السيسى، إذا قرر الترشح للرئاسة وقلبى وكل جهدى معه ومع أجهزة الدولة فى حربها المقدسة ضد الإرهاب الأسود، ولكنى فى ذات الوقت كل كيانى سيبقى منتصرا لقيمة الحرية التى خرجنا من أجلها فى 25 يناير وحتى 30 يونيو، ومستعد أن أدفع حياتى ثمنا لكى يبدى من يختلف معى فى الرأى كامل وجهة نظره كما قال أرسطو. وأضاف يوسف، أنا ممن لديهم تحفظات على ما قدمه باسم فى حلقته، ولكننى مع ذلك أقول ليس هناك أى معنى أن تدعى إيمانك بالديمقراطية، ثم لا تطيق أن تسمع رأياً يخالفك، ولولا أن تنظيم الإخوان الإرهابى قد سلك العنف سبيلا والترويع منهجا والقتل مسلكا والإرهاب وسيلة لكنت دافعت عن حقهم فى الاختلاف. وأوضح يوسف، أنه بجانب كل ذلك الذين ضاقوا بباسم من مجرد حلقة ساخرة بجانب كفرهم بالديمقراطية، يؤكدون جهلهم بفن السخرية والدعاية والذى تميز به هذا الشعب عبر تاريخه، حتى أطلقوا عليه ابن نكتة ولا توجد شخصية تاريخية فى تاريخ المصريين لم تسلم من نكاتهم وسخريتهم بمن فيهم من امتلكوا قلوبهم مثل الزعيم "جمال عبد الناصر"، وكان "عبد الناصر" نفسه يضحك من قلبه عندما يستمع لإحدى النكات التى كانت تطاله، وإننى متأكد أن الفريق "السيسى" سيكون وقع هذه الدعابات عليه نفس الوقع، أن أتاحت له مسئولياته الجسام أن يشاهد هذه الحلقة بل تعدت دعابات المصريين لتطال المقدس فى حياتهم فهل ينكر أحد أنه قد استمع مرة لنكتة تنال من الأديان نفسها برغم أن التدين الفطرى للمصريين ليس مجال نقاش. وأكد د حسن عماد، عميد كلية الإعلام أن باسم يوسف، أخطأ خطأ كبيرا عندما قرر العودة ببرنامجه فى هذه الفترة غير المستقرة، فقد كنت أتوقع أن يكون أكثر حصافة من ذلك، ويؤجل عودته لحين استقرار الأوضاع السياسية، لذا أرى أن الحلقة الأولى التى قدمها أخذت من جماهيريته لكونها لم تكن على المستوى الفنى المطلوب، كما أننى غضبت جدا من إساءته للمستشار عدلى منصور، لأن هذا الرجل لا ذنب له فيما يجرى فى مصر، وشاء القدر أن يضعه فى هذا المنصب دون سعى إليه، كما أن الانتقادات التى وجهت إليه كانت لشخصه وليست لمنصبه، وأضاف: إذا كان أداء الرئيس السابق يبعث على السخرية منه، فإن الرئيس المؤقت الحالى لم يصدر منه ما يجعل باسم يزج باسمه فى برنامجه لمجرد أنه يشغل نفس منصب المعزول. ويقول د. فرج الكامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: يؤخذ على باسم يوسف، فى الحلقة الماضية كثرة استخدام الإفيهات والإيحاءات الجنسية بشكل منفر جدا، التى قد تكون سببا فى عدم تجمع الأسرة مع بعضها لمشاهدته، لذلك أطالبه بالامتناع عن استخدامها باعتبارها من الزوائد التى لا تضيف شيئا وإنما تأخذ من رصيده بين الناس، وأنه عندما يتراجع عن استخدامها قد يسهم ذلك فى انتشار البرنامج أكثر بكثير مما هو الآن، وأضاف: على الجانب الآخر يجب أن نعطى لباسم حقه فى الوصول بسقف الحرية إلى مكانة لم يصل إليها أى إعلامى من قبل، كما أنه كسر خوف كثير من الإعلاميين الحاليين الذين تصوروا أن النظام بعد 30 يونيو، لن يسمح بالنقد وسيتعامل معهم بأسلوب أمنى كالذى كان سائدا أثناء حكم مبارك، وأنه لا أحد فوق النقد وأن الثورة مستمرة ولا عودة للوراء. ورأي الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، أن البرنامج اكتسب شعبيته من حالة الانتقاد والسخرية التى يقدمها باسم يوسف، بعرض مجموعة فيديوهات منتقاه لبعض السياسيين حتى وصل إلى رئيس الجمهورية، لكن عند عودة البرنامج أعتقد أنه زاد كثيراً من الإيحاءات الجنسية، وجاءت الفقرة الثالثة خارج المضمون، بمعنى أنه لماذا يريد أن يشرح للجمهور ما فعله ولماذا فعله، فالرسالة نفسها قد وصلت وإن لم تصل أثناء الحلقة بدون شرح، فذلك يعنى أن هناك خطأ فى المضمون، أما النقطة الأهم التى يسأل عنها رجل الشارع الآن، هى الانتقادات والسخرية من بعض كلمات الفريق عبد الفتاح السيسي، وهنا يجب أن نفرق بين انتقاد الفريق السيسى لو وصل للرئاسة، لأنه فى ذلك الوقت سيكون شخصية عامة من السهل انتقادها، أما الآن فانتقاده سيكون موجهاً للقوات المسلحة التى يمثلها وهذا خطأ كبير لأن القوات المسلحة هى الدرع الوحيدة الباقية فى هذا الوطن ومن غير المعقول أن يتم التعليق بسخرية على بعض أعمالها، لأنه يجب الحفاظ على هذا الكيان. ريف طه، المتحدث باسم حزب النور، فقال: علينا أن نضع الأمور فى نصابها الطبيعى هذا البرنامج قائم على السخرية السياسية، وقد حقق ردود أفعال كبيرة فى عهد الإخوان، لكن علينا أن ندقق النظر فى الأمر، فلو كانت السخرية من أفراد أو شخصيات عامة، فهذا شىء طبيعى أما لو كانت لشخصية اعتبارية مثل وزير الدفاع مثلاً، فهو يمثل المؤسسة العسكرية فى هذه الحالة سيكون الضرر كبيراً خصوصاً أن مصر فى هذا التوقيت فى غنى عن الانقسام الذى من الممكن أن يحدث فى الشارع خصوصاً أننا متعثرون فى الخروج من المرحلة الانتقالية الحالية، وعلينا جميعاً أن نتكاتف لمصلحة هذا الوطن، وأضاف طه أعتقد أن هناك بعض الإجراءات سوف تتخذ ضد البرنامج حتى يبتعد عن هذه المنطقة الشائكة. أما اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى، فانتقد البرنامج بشدة وقال: مساحة الحرية الموجودة فى الشارع الآن لا تعنى أن نتطاول على رموز القوات المسلحة، فمن غير المعقول أن يخرج شخص ما ليتحدث بسخرية على بعض القرارات المهمة التى وقفت بشدة فى جانب الشعب المصرى ولولاها ما كانت ثورة 30 يونيو، فالقوات المسلحة على مستوى الضباط والجنود هى العمود الفقرى الوحيد للوطن، وبدونه يفقد الوطن وجوده، وقد رأينا بأعيننا أن هناك جيوشاً تم القضاء عليها فى المنطقة العربية ولم يتبق سوى الجيش المصرى الذى يحاولون القضاء عليه، لكن هيهات لأن الشعب المصرى كله يقف وراءه، ولا يجوز العبث بالسخرية منه بهذه الطريقة وإلا ماذا يتبقى لنا، لذلك علينا أن نقف بشدة فى وجه من يسخر من جيش مصر ورموز جيش مصر. أما الكاتبة والسيناريست "لميس جابر" فقالت إن الحلقة الأخيرة كانت سيئة للغاية وتدعو للتفرقة وتقف ضد القوات المسلحة وليس النظام أو الشخصيات العامة. وقالت: أعتقد أنه بهجومه على الفريق السيسى، قد فقد كثيراً من محبيه لأن السيسى تعتبره جموع الشعب المصرى البطل الشعبى الذى كانت له اليد العليا فى القضاء على نظام الإخوان، وهذا لا يعنى أن السيسى فوق مستوى النقد وإنما عنصر التوقيت خاطئ تماماً، أيضاً لا بد من تقليل جرعة الإيحاءات الجنسية التى كانت زائدة فى الحلقة خصوصاً أن الأطفال يشاهدون الحلقات وعلينا أن ندرك أن البرنامج يدخل البيوت دون استئذان، لذلك يجب إعادة النظر فى أمور كثيرة داخل الحلقات. أما بالنسبة لما يخص برنامج " البرنامج " من الناحية الإعلانية، فقد تصدر برنامج باسم يوسف، المركز الأول بين البرامج التى تعرضها قناة "سى بى سى" والأخرى فى باقى القنوات سواء بالنسبة لهذه النوعية من البرامج السياسية أو حتى بين برامج المنوعات من حيث جذب الإعلانات على الرغم من ارتفاع أسعار الإسبوتات الإعلانية داخله بشكل لم يسبق له مثيل، حيث وصل سعر الإسبوت الإعلانى ال 30 ثانية فى بعض الحلقات إلى 60 ألف جنيه للمرة الواحدة، هذا بخلاف الرعاة الرسميين برنامج، والذى تصل تكلفة الراعى الواحد إلى نحو مليون ونصف المليون يحصل من خلال الرعاية على تنويه عن رعايته للبرنامج قبل الحلقة وبين الفقرات، بالإضافة إلى إذاعة عدد من 2 – 3 سبوت داخل كل حلقة وذلك لمدة 6 شهور، وعلى الرغم من أن بداية عرض البرنامج تزامنت مع أحداث سياسية واقتصادية سيئة فإن الوكالة الإعلانية صاحبة الامتياز الإعلانى لقنوات ال "سى بى سى" نجحت بعد أول حلقتين من عرض البرنامج فى موسمه الأول فى جلب أكثر من 12 راعياً للبرنامج، بالإضافة إلى عرض عدد كبير من الإسبوتات المنفصلة التى وصلت فى بعض المرات إلى نحو 80 إسبوتاً داخل حلقة واحدة، الأمر الذى جعل الشركة المنتجة للبرنامج تطلب من إدارة قناة "سى بى سى" إعادة النظر فى المقابل المادى الذى اتفقت عليه القناة من قبل وكان وقتها 16 مليون جنيه لعدد 52 حلقة فى العام، حيث تم التفاوض والاتفاق على رفع قيمة الاتفاق إلى 30 مليوناً بدلا من 16، وعند التعاقد على موسم جديد فى العام المقبل تصبح قيمة العقد 40 مليون جنيه، وهو ما وافقت عليه إدارة قنوات "سى بى سى".