لا أحد ينكر أن برنامج " البرنامج " لباسم يوسف يحظي بأكبر نسبة مشاهدة علي المستويين المحلي والإقليمي.. ولا أحد ينكر أن باسم نفسه قد صار الأشهر والأكثر جماهيرية من بين كافة المذيعين والإعلاميين في مصر والعالم العربي.. ولأنه يستأنف برنامجه بعد توقف دام قرابة الأربعة أشهر.. ولأننا - كذلك - نمر بظروف استثنائية تقف فيها الدولة بشعبها وجيشها وشرطتها في مواجهة حرب إرهاب قذرة يشنها علينا للأسف بعض من يحملون نفس جنسيتنا، لذلك تصوّرنا أن كل كلمة ستصدر من باسم يوسف أومن زملائه في الحلقة لابد أن تكون قد خضعت لسلسلة من المراجعات الدقيقة لكي تجيء في محلها تماما، وفي موضعها المرسوم لها بعناية فائقة بهدف أن تكون الحلقة موضوعية وليست للسخرية الفجة فقط.. بناء علي هذا التصور البديهي شاهد عشرات الملايين في مصر وفي العالم العربي حلقة برنامج باسم يوسف يوم الجمعة الماضي.. وبقدر اللهفة علي مشاهدة الحلقة التي انتظرناها طويلا بقدر مشاعر الصدمة والإحباط والخذلان التي سيطرت علينا.. وذلك لأكثر من سبب، يأتي في مقدمة تلك الأسباب تجاهل باسم يوسف للدور العظيم الذي قام به الجيش لينقذ الشعب من براثن الإخوان وينقذ الدولة من الضياع والتفتت والانقسام.. وهنا أسأل باسم يوسف : لولم يتدخل الجيش لحماية الشعب وحماية ثورة يونيوفما هوالمصير الذي كانت ستؤول إليه الأمور ؟ أما كنّا سنظل داخل المصيدة التي نصبها لنا الإخوان لعشرات وربما لمئات السنين ؟ ناهيك عن تجاهل الحلقة لحجم الشهداء سواء من جانب الجيش أوالشرطة الذين سقطوا دفاعا عن الشعب منذ ثورة يونيو وحتي ما قبلها عندما انحاز الجيش والشرطة إلي الشعب انحيازا صريحا لا يقبل اللبس.. لم نسمع أونر كذلك أي إشارة لموقف البرادعي الذي خذل الشعب والدولة، ولا للحرب الإرهابية القذرة التي يتعرض لها الشعب في الوقت الحالي بمختلف طوائفه خاصة للمنشآت العسكرية وكذلك للأشقاء الأقباط، فبدون أي ذنب جنوه تعرضت كنائسهم للحرق والتدمير وأضحي أي قبطي يرتاد أي كنيسة في فرح أوفي عزاء لا يأمن علي نفسه من القتل والإبادة، مثلما حدث مؤخرا في كنيسة الوراق وأدمي قلوب المصريين جميعا.. صدمنا أيضا عندما جاء حديث باسم يوسف عن الفريق السيسي بشكل خالي من الكياسة، في حين هويعلم قبل غيره مقدار الحب الذي يحظي به السيسي في قلوب ملايين المصريين وسخر أيما سخرية من هذا الحب واضعا إيّاه علي طرف حذائه غير مبال به علي الإطلاق.. أيضا ما الذنب الذي جناه المستشار الجليل عدلي منصور لينال كل هذه السخرية، ما ذنبه في عدم شهرته بين طوائف الشعب.. إن الرجل لم يسع إطلاقا لمنصب الرئيس وإنما ساقته له الأقدار ومع ذلك هويؤدي مهمته علي أكمل وجه.. ألم يخطر علي بال باسم يوسف كم الشعور بالإهانة وجرح المشاعر للرئيس وأسرته وهم يشاهدون البرنامج.. وأخيرا تنويهك يا باسم في بداية كل حلقة عن أن الحلقة قد تتضمن ما يخدش الحياء " واللي بيتكسف يتفضل يقوم " لم يعد مقبولا ولا منطقيا في ظل الشهرة الطاغية التي يحظي بها برنامجك، قل لي بالله أي أب أوأي أم يستطيع أي منهما أن يجبر أبناءه علي عدم مشاهدة البرنامج.. كنت أتصور أن تأتي المبادرة منك شخصيا وتتنازل طواعية عن حقك الذي منحته لنفسك بأن تملأ الحلقة بالكلام الفاضح المكشوف والذي لا لزوم له إطلاقا.. فهولا يضيف للحلقة بالنسبة للمشاهدين غير شوية نكد وغم هم في غني عنها.