منذ مجيء السيدة درية شرف الدين في منصب وزير الإعلام واتابع التليفزيون المصري وعلي وجه الخصوص القناة الفضائية المصرية والحق أقول ان شيئا لم يتغير في بحيرة الإعلام المصري الراكدة فقد جاءت الذكري الاعظم خلودا في تاريخنا الحديث ذكري انتصار أكتوبر العظيم وللمرة الأولي ينسب الفضل الي صاحب الفرح الرئيسي الراحل انور السادات عليه رحمة الله ونري علي شاشات الفضائية المصرية ممثلين لمختلف أفرع القوات المسلحة المصرية. ونستعيد ذكريات عظيمة مع ابناء قادتنا الكبار وعلي رأسهم هذا الفتي المنير ابن المرحوم المشير أحمد اسماعيل القائد العام للقوات المسلحة إبان المعركة ونري ايضا صورة القائد المصري العظيم الفريق سعد الدين الشاذلي الذي قام مبارك بحركة قرعة هو وإعلامه عندما ازاح صورة رئيس الاركان من البانوراما ووضع صورته بدلاً منها في تزوير صارخ للتاريخ وتجني علي حقائق الامور بل والاخطر من ذلك ان الرجل الناصح قوي في إعلام مبارك وهو السيد صفوت الشريف اختزل خلال الثلاثين عاماً من حكم مبارك النصر في الضربة الجوية وحدها ولا شيء سواها وكأن الذي خطط للحرب وشارك في المعارك وهزم إسرائيل وصنع كل شيء هو قائد القوات الجوية حسني مبارك.. هذا هو ما جري ايام حكم مبارك.. ولكن للتاريخ وللانصاف فإن ما جري هذا العام يشبه الي حد بعيد اعلام اخونا اللي راسم شنبه علي هيئة شنب استيفان روستي صفوت الشريف وقد يستغرب احدهم من هذا الرأي.. فأقول لسعادة المستغرب ان الضربة الجوية كانت هي البداية وأن الطيارين المصريين ابلوا اعظم البلاء وقدموا تضحيات عظيمة من أجل هذا اليوم الموعود ولكننا هذا العام نسينا الضربة الجوية وغطرشنا علي ذكر حسني مبارك وكأنه لم يكن يشغل منصب قائد القوات الجوية.. وهنا نكون فعلنا نفس الفعلة المهببة التي كان صفوت الشريف يجيدها بمعلمة.. المفترض ايها السيدات والسادة ان نعلم الاجيال القادمة من ابناء مصر الحقيقة ونعرضها عليهم كاملة دون ان نزوقها أو نزيفها كما يناسب الأهواء والمزاجات ذلك لأن تاريخنا كله الذي درسناه منذ الصفر كانتاريخا مزوراً لا يستعرض الحوادث ومجريات الامور كما وقعت ولكن هذا التاريخ الذي اتعك فيه جيلي بالتحديد كان تاريخا مفصلا علي هوي الذين يحكمون مصر ولعلنا مثلما عهدنا الي لجنة الخمسين بصنع الدستور أتمني أن نعهد ونكلف لجنة من المائة لاعادة كتابة التاريخ المصري من اول وجديد وخصوصا الفترة الأكثر امجاداً والتي بدأت مع بزوغ نجم محمد علي باشا وانتهاء بمحمد مرسي الله لا يرجع ايامه مرورا بعرض محايد لانجازات واخفاقات ابناء مصر الابرار محمد نجيب وخالد الذكر جمال عبدالناصر.. وبطل الحرب وصاحب النصر انور السادات. تحية الي جيش مصر العظيم في عيد النصر. اما أنت يا سيدتي الفاضلة درية.. فللحديث بقية!!