تمر اليوم الذكرى الثامنة والثلاثين لنصر أكتوبر العظيم ، والاحتفال هذا العام له مذاق خاص فلأول مرة منذ ثلاثين عاماً تمر علينا ذكرى نصر أكتوبر بدون " مبارك " وأبواقه الإعلامية التى تمكنت من تزييف تاريخ شعب ونضال وجهاد جيش عظيم بجميع مكوناته استطاعوا مجتمعين أن يصنعوا ملحمة وطنية قتالية عظيمة فى أكتوبر 73 . لقد تمكن " مبارك " من تأميم نصر أكتوبر لصالحه ضمن منظومة تأميم الوطن بأكمله لصالحه واختزل مصر بتاريخها وحضارتها فى شخصه على أساس أنه بانى نهضة مصر الحديثة على رأى جوقة المنافقين !!! لم يكن نصر أكتوبر سوى ثمرة تعاون وتدريب شاق لجيش مصر كله والذى انطلق ظهيرة السادس من أكتوبر 73 ليصنع ملحمة وطنية رائعة اشتركت فيها جميع الأسلحة فى تناغم رائع وسيطرة للقيادة مدهشة . ولكن " صفوت الشريف " وإعلامه الفاجر لم ير من نصر أكتوبر سوى ما فعله " الرئيس " والسلاح الذى كان يتولى قيادته ( مع عظيم تقديرى لدور القوات الجوية الرائع ) وتحول النصر العظيم – على يد الشريف- إلى محض " هبة " من صاحب الضربة الجوية الأولى حتى نشأت أجيال لم تعرف عن " نصر " أكتوبر سوى أنه " الضربة الجوية الأولى " ولم تسمع عن قادة أكتوبر العظام إلا عن " مبارك " فاختفت أسماء المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلى والفريق الجمسى واللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل وغيرهم من قادة الحرب العسكريين وأبطالها الشعبيين وعلى رأسهم الشيخ المجاهد / حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية فى السويس الذى وقف مدافعاً عن السويس مع أهلها ورفض إعلان استسلامها ليحفظ لنا نصر أكتوبر برونقه وزهوته هؤلاء هم الذين أعطوا لمصر عمرهم وجهدهم حتى سطروا لنا تلك الملحمة القتالية الرائعة التى لم تكن قاصرة على القوات الجوية وفقط فقد كانت الطليعة التى جرت وراءها جحافل النصر . لقد جاء اليوم الذى نحتفل فيه بذكرى أكتوبر بدون " مبارك " لنتحدث عن سلاح " المشاه " وما قاموا به من دور أسطورى كان محط التقدير والإعجاب بعد أن قاموا بالعبور إلى الضفة الشرقية من القناة وواجهوا العدو بتحصيناته وأسلحته الثقيلة والمتنوعة بسلاحهم الشخصى انتظاراً لعبور المدرعات والمركبات بعد فتح الثغرات فى خط بارليف الحصين فصنعوا معجزة قتالية ضخمة لم يتوقعها حتى القادة المصريون كما صرح بذلك الرئيس السادات فى كتابه " البحث عن الذات " . ونتحدث أيضاً عن سلاح المهندسين الذى قام بدور رائع فى بناء الجسور على قناة السويس مما عرضه لهجوم شديد من الجانب الإسرائيلى كلفه عدداً كبيراً من الشهداء . كما نتذكر اليوم سلاح الدفاع الجوى وقائده محمد على فهمى والملحمة الرائعة التى صنعوها فى التصدى للطيران الإسرائيلى المتفوق وإجباره على عدم الاقتراب من شاطىء القناة ليفسح المجال أمام جنودنا للعبور العظيم . أسماء كثيرة يجب أن نذكرها اليوم ونحن نحتفل بنصر أكتوبر العظيم بعد أن أهال عليها صفوت الشريف التراب طيلة عقود طويلة من أجل " صاحب الضربة الجوية الأولى " ونرد لها الاعتبار ونذكر بهم أولادنا والأجيال القادمة فتحية لجيش مصر العظيم فى يوم نصره ونصرنا .. تحية لقادته وضباطه وجنوده الذين كتبوا بدمائهم وعرقهم واحدة من أنصع وأزكى صفحات تاريخنا ... تحية لأولئك الذين عرفناهم وعرفنا بطولاتهم ، وتحية لأولئك الذين قضوا نحبهم أو مضوا إلى حال سبيلهم ولم نعرفهم فيكفيهم أن " الله " يعرفهم وهو وليهم ونعم النصير . [email protected]