بالقطع لم يكن أحد منا يتمني تورط حماس في التآمر علي مصر، أو المشاركة في العمليات الإرهابية الجارية في سيناء، بل علي العكس من ذلك كنا نتمني أن تكون حماس صادقة في تأكيدها عدم التورط، ونفيها وجود أي صلة بينها وبين جماعات التطرف والإرهاب، التي تمارس جرائمها في الأراضي المصرية في سيناء وغيرها. وكنا نتمني بالفعل أن تعي حماس أن دورها هو السعي للحفاظ علي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته المستقلة علي أرضه، التي احتلت عام 7691 في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف، وأن تدرك أن ذلك يتطلب منها العمل الجاد علي توحيد الجهد والصف الفلسطيني في مواجهة المحتل الإسرائيلي. ولكن حماس لم تفعل ذلك للأسف، بل وجهت كل جهدها في الاتجاه الخاطئ وسارت في مسار مضاد لما يجب أن تسير عليه حيث راحت تزيد من الخلافات علي الجانب الفلسطيني، وتوسع من عمق الانقسام بينها وبين السلطة الفلسطينية في نفس الوقت الذي راحت فيه تتآمر علي مصر وتنغمس في التورط والمشاركة في العمليات الإرهابية الموجهة ضدها. ونحن في ذلك لا نلقي بالاتهامات جزافا ضد حماس، بل نتحدث عن وقائع ثابتة ومؤكدة، حيث ان غالبية إن لم يكن كل الجماعات الإرهابية المتطرفة والتكفيرية التي تمارس التخريب والقتل والتفجير في سيناء، لها أصول وقواعد في قطاع غزة، وانها تنتقل عبر الأنفاق بين الجانبين حاملة معها السلاح والعتاد والمتفجرات، وتمارس جرائمها تحت سمع وبصر حماس. ليس هذا فقط، بل ان جماعة أنصار بيت المقدس وغيرها من الجماعات التي نفذت عمليات إرهابية إجرامية ضد الجيش والشرطة المصرية، أقامت معسكرات تدريبية لها في غزة، للتدريب علي التفجير وتصنيع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وغيرها، برعاية من حماس وبمشاركة من كتائب القسام،..، وان هؤلاء المتدربين يتم الدفع بهم إلي سيناء بعد ذلك لتنفيذ المهام والعمليات الإرهابية. والآن.. أحسب انه أصبح واضحا أن كل هذه الخطايا بل الجرائم التي ترتكبها حماس ضد مصر، هي جزء من المؤامرة علي أرض الكنانة، والتي تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية، علي أمل إعادة عقارب الساعة إلي الوراء، والعودة إلي أوضاع ما قبل الثلاثين من يونيو،...، وهو ما لن يكون أبدا لأنه ضد إرادة الشعب. وأحسب أيضا أن علي حماس أن تحذر غضبة مصر وشعبها.