أعلن الرئيس الامريكي "باراك اوباما" انه طلب من الكونجرس إرجاء التصويت علي طلبه للسماح باستخدام القوة العسكرية في سوريا، لإعطاء فرصة للدبلوماسية، مشيرا الي ان القوات الأمريكية لن تشن ضربات جوية في المدي القريب، وحتي إصدار مفتشي الاممالمتحدة لتقريرهم حول وقائع هجوم 21 أغسطس الكيماوي. وفي خطاب الي الامريكيين لإقناعهم بتأييد خططه لتوجيه "ضربة عقابية" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أكد أوباما انه "لا يمكن الاكتفاء بتحويل الانظار في الوقت الذي يتم فيه قتل مدنيين واطفال ابرياء بالغازات السامة"، سواء لأسباب تتعلق بالأمن القومي او بالمباديء الاخلاقية. وأضاف انه يدرك ان مواطني بلاده سئموا تكلفة الحروب في الخارج بعد حربي افغانستان والعراق، لكنه "اكثر اهتماما بإنهاء حروب منه ببدء حروب جديدة". واعتبر أوباما انه "ما لم تتحرك امريكا، فان الأسلحة الكيميائية قد تستخدم مجددا في انتهاك فاضح للقوانين الدولية، وتهدد الحلفاء في المنطقة". واعتبر أوباما ان الوقت "ما زال مبكرا لمعرفة ما اذا كانت المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت إشراف دولي تمهيدا للتخلص منه يمكن ان تجنب هذا البلد ضربة عسكرية امريكية"، لكنه تعهد بإعطاء الدبلوماسية فرصة مع إبقاء "الضغط" العسكري. وتعهد اوباما في كلمته التي استغرقت 16 دقيقة بإبقاء القوات الامريكية في مواقعها قبالة السواحل السورية ليستمر الضغط علي نظام الاسد مؤكدا انها ستكون علي استعداد لتوجيه ضربة عسكرية في حال فشل الجهود الدبلوماسية. وأشار الرئيس الأمريكي الي مباحثات مقررة بين وزير خارجيته "جون كيري" ونظيره الروسي في جنيف بسويسرا، في حين أكد انه "سيعمل شخصيا" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل الحل الممكنة. ودافع اوباما عن نفسه أمام انتقادات ب"الضعف" لعدم تدخله في النزاع السوري منذ أكثر من عامين، قائلا ان "هذا الاختراق الدبلوماسي (في إشارة للمبادرة الروسية) ليس سوي نتيجة للتهديد باستخدام القوة". وبحسب المراقبين فإن الاقتراح الروسي قد ينقذ الرئيس من مأزق سياسي خطير يواجهه - اذ قد يضطر الي اصدار امر بشن ضربة عسكرية علي سوريا دون موافقة الكونجرس او تأييد من الرأي العام الأمريكي او حتي دعم حلفاء اساسيين مثل بريطانيا والاممالمتحدة. وحذر أوباما النظام السوري من انه "سيدفع الثمن غاليا في حال استخدمت القوة العسكرية الامريكية ضده"، وقال "ان القوات الامريكية لا تقوم بعمليات صغيرة، حتي ولو كانت ضربة محدودة فإنها ستوجه رسالة الي الاسد لا يمكن لاي بلد أخر توجيهها". وأضاف انه ليس من مصلحة الأسد او حلفائه التصعيد لان ذلك سيعني "نهايته". وأشار الي الرسالة السياسية المنشودة قائلا "لا أعتقد ان علينا الاطاحة بديكتاتور جديد بالقوة، لكن ضربة محدودة يمكن ان تجعل الاسد او اي دكتاتور آخر يفكر مليا قبل استخدام اسلحة كيميائية". وأشار اوباما الي ان العديد من دول الشرق الاوسط وافقت علي الخطة الامريكية لتوجيه "ضربة عقابية" لنظام الأسد.